مناشدة عاجلة

 

عمرو العولقي

حين يصب أحدا ما أمر صحي طارئ يتوجه للمستشفى ولقسم الطوارئ تحديدًا، خصوصًا إذا كان الوقت متأخرًا، والحمدلله أننا ننعم بالعلاج المجاني الذي توفره لنا الحكومة، ولكن هذه المرة كان الوضع بالنسبة لي مختلفًا، حتى كدت أنسى سبب مجيئي والحالة المرضية التي معي، ففي قسم الطوارئ بمستشفى السلطان قابوس بصلالة، كان الوضع مُربكًا، وفي غرفة الإنعاش تحديدًا، امرأة صارعت الموت ليس بسبب مرض ولا علة؛  بل بسبب حادث لم تكن هي السبب فيه، وطفلة أخرى تنوح في زاوية غرفة الطوارئ بإصابة في يدها اليمنى لا تعلم هل تبكي على أمها التي تحتضر أم على كسر يدها.

وحين سألت مجموعة المرافقين عن السبب،علمت أنه حادث وقع قبل ساعة؛ حيث كانت تلك العائلة داخل مركبتهم، في خط السير المعاكس في الشارعين، وشاء القدر أن تنفجر عجلة سيارة أخرى في الاتجاه المعاكس لهم؛ حيث فقد سائق المركبة الأخرى  السيطرة على مركبته مما أدى إلى انحرافها إلى ذلك المسار وقفزت سيارته دون سابق إنذار للاتجاه المعاكس.

نتج عن تلك الحادثة وفاة الأم متأثرة بجراحها، وإصابات بليغة للأبناء وتغيرت حياة تلك الأسرة إلى الأبد، تيتم الأطفال وفقدت تلك الأسرة عمودها الرئيسي، وبدأ مشوار البؤس والشقاء في حياة متسارعة لا ترحم، في مشهد يكرر نفسه قد يكون سببه سرعة واستهتار السائقين في تلك الشوارع السريعة  أو خلل يطرأ على المركبة يفقد سائقها السيطرة.

ماذا لو كان هناك حاجز بين الشارعين المتعاكسين الممتدين من منطقة الدهاريز شرقًا إلى عوقد غربًا؛ حيث يقطع ذلك الشارع بمساريه مدينة صلالة من شرقها إلى غربها، لكن للأسف إلى الآن لم يتم عزل الاتجاهين المتعاكسين عن بعضهما بحاجز إسمنتي يحمي المركبات من التصادم، أسوة بالشارع الدائري شمال مدينة صلالة؛ حيث يتمتع ذلك الشارع بكل مواصفات الأمان ونادرًا ما ترى حادثا جسيما في ذلك الشارع تتشابه ظروفه مع الحادث الآخر، مع العلم أنه ممر رئيسي للشاحنات من مسقط إلى صلالة والعكس.

لذا وحفاظًا على سلامة أرواح المواطنين، نناشد كل الجهات ذات العلاقة والمسؤولة، سرعة عمل الحواجز الإسمنتية الفاصلة في ذلك الشارع، لتجنب مثل تلك الحوادث المأساوية التي تهدم أسرا بأكملها والسبب عدم وجود حاجز يحمي تدهور المركبات من مسارها إلى المسار المعاكس حيث إن قوة الاصطدام تكون مجموع سرعة المركبتين، ولك أن تتخيل نسبة الضرر حتى لو كانت السرعة أقل من 100 كم/ ساعة.

تلك الحواجز- بأمر الله طبعًا- ستحمي الأرواح التي لا ذنب لها سوى أنها مرت من هناك لحظة تهور أو خلل، تلك الحواجز ستوفر على الدولة تكاليف علاج باهظة جدًا بالمستشفى ورحلة العلاج التي لا تنتهي، تلك الحواجز ستمنع المارة من قطع الشارعين والتسبب بحوادث دهس وبالأخص في المناطق القريبة من المجمعات التجارية الواقعة على جانبي الشارعين تلك الحواجز ستقلل الضغط على شرطة عمان السلطانية وفك الازدحام الناجم عن الحوادث وعمل مخطط لها، تلك الحواجز ستمنع بعض السائقين المتهورين من قطع الشارع عبر الرصيف الفاصل بين الجهتين لتجنب الزحمة أو اختصار المسافة.

كلي أملٌ ورجاءٌ أن تقوم الجهات المعنية بإعداد خطة لذلك الشارع والشروع بتنفيذها على أسرع وجه، فالخريف قادم، وحياة الناس أمانة، ونحن مقبلون على خريف ظفار السياحي وضجة الزحام الكبير في تلك الشوارع، وسوف تتزايد وتيرة عدد الحوادث في تلك الفترة، ونشيد بكل الجهود المبذولة من أجل تطوير الطرق، ومشاريع البنية التحتية في المحافظة، لكن هذا الأمر يحتاج لوقفة عاجلة قبل أن نفقد المزيد من الأرواح.

تعليق عبر الفيس بوك