أسبوع الأصم وتوظيف التقنيات الحديثة

 

هناء حسين مسعود السكاكري

تحتفي جميع الدول العربية في الأسبوع الأخير من شهر أبريل من كل عام بأسبوع الأصم العربي؛ لتوعية المجتمع بحقوق الصم وأبرز تحدياتهم، وفي هذا العام أطلق شعار" أهمية التقنيات الحديثة في تعليم ورفع مستوى ثقافة الصم".

وتقوم الجمعيات والمؤسسات الخاصة والهيئات العاملة من خلاله برعاية الصم في الوطن العربي أسبوعا حقوقيا مكثفا يطلق عليه "أسبوع الأصم العربي" وهو يقام بشكل سنوي على امتداد وطننا العربي. والاحتفال عبارة عن تظاهرة إعلامية شاملة وحقوقية للتعريف بالصمم وطرق الوقاية منه، وأيضا معرفة أحدث المستجدات في علاجه، وللتوعية بحقوق الصم ومعرفة قدراتهم وشتى أنواع مشاكلهم. أيضا بوسائل تربية وتأهيل الأصم وقنوات تواصله اللغوي والنطقي والإشاري مع أقرانه وأسرته وأفراد مجتمعه؛ بالإضافة إلى تسليط الضوء على حقوقه الأساسية الصحية والنفسية والثقافية والاجتماعية، كما يهدف أيضا أسبوع الأصم العربي إلى تمكين الأشخاص الصم وضعاف السمع وجمعياتهم من القيام بدور فاعل وإيجابي في عمليات التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة والمستدامة.

وينطلق أسبوع الأصم العربي بناءً على توصيات المؤتمر الثاني للاتحاد العربي للهيئات العاملة للصم، والذي يرجع تاريخ انعقاده في دمشق من 24 إلى 26 أبريل/نيسان 1974 وهو نفس الأسبوع الذي اختير أسبوعا للأصم العربي من كل عام في الأسبوع الأخيرمن شهر أبريل.

وفي كل عام تجتمع مؤسسات الصم العربية والحكومية والأهلية والخاصة تحت شعار وموضوع موحَّد يتم اختياره من قبل الجمعيات الخاصة بالصم بالتنسيق مع الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم ويكون هذا الشعار متفقا عليه منهم. وهذا العام 2023 دعا الاتحاد العربي للصم وخبراء متخصصون إلى ضرورة تسليط الضوء على أهمية التقنيات الحديثة في تعليم ورفع مستوى ثقافة الصم، وحث المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة على توظيف التقنية الحديثة في مجالات التعليم المختلفة من خلال المنصات والمواقع التعليمية المعروفة؛ والتدريب عليها. وأيضا تدشينها، بهدف تحسين بيئة العمل لذوي الإعاقة وتسهيل تواصلهم وتمكينهم من العمل في ظروف عادلة.

وأردف البعض خاصة أولياء الأمور؛ مطالبين الهيئات العامة والخاصة بهذا الحق وعدم تجاهله في كل عمل شامل ومتكامل يسعى إلى تمكين الأشخاص الصم من القدرة على التعامل مع التقنيات الحديثة واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك بكل سهولة ويسر والتأكيد على هذا الحق وجعله على قائمة الأولويات وذلك لبناء بيئة ممكنة للأشخاص الصم بكل جوانبها التشريعية والتأهيلية والاجتماعية والثقافية والتعليمية وغيرها. وتهدف الفعاليات السنوية لأسبوع الأصم العربي إلى تعريف المجتمع وتوعيته بخصائص فئة الصم وقدراتها وحقوقها. وأيضا إقامة علاقات تعاونية مع الجمعيات والمراكز ذات الأهداف المتشابهة لتبادل الخبرات وتمثيل الدولة في المحافل الدولية وكسر حاجز الخوف في المجتمع بين الصم والعاديين، والعمل على فهم خصائصهم وإيجاد قاعدة معلومات لخدمة احتياجات فئة الصم، وتعريف المجتمع بلغة الإشارة ونشرها من خلال عمل الدورات والمشاغل الخاصة بها والعمل على النهوض بالخدمات المقدمة للصم وتطويرها، والقيام بدور الرعاية الصحية بشقيها الوقائي والعلاجي بالتعاون مع الجهات المختصة وتشجيع البحوث المتعلقة بالصم والصمم ونشر الوعي في المجتمع للحد من درجة الإعاقة في المجتمع، وأهمية التدخل المبكر لإنقاذ الحالة وعلاجها في وقت مبكر والتخفيف من درجة الإعاقة وعدم تفاقمها وتأهيل فئة الصم وإعدادهم بشكل علمي ومهني حيث إنهم عانوا كثيرا من العزلة الاجتماعية.

وجاءت فكرة تدشين "أهمية التقنيات الحديثة في تعليم ورفع المستوى الثقافي للصم " بسبب وجود شريحة كبيرة منهم على مستوى الوطن العربي وفي المجتمع والكثير منهم لديهم مهارات عالية، ومواهب في جميع المجالات، فقط يحتاجون إلى تطويرها وتدعيمها ومراعاتها بالطرق الصحيحة لصالح الأصم وكيانه وشعوره بأنه جزء لا يتجزأ من النسيج المتلاحم في المجتمع، ومن هنا انطلق شعار هذا العام في الأسبوع الثامن والأربعين، لرفع كفاءاتهم وتلبية احتياجاتهم والتقارب منهم بعمق وبصورة أكبر لمعرفة حقوقهم في الحياة وإتاحة الفرصة لهم للانخراط في المجتمع، ودمجهم فيه ولتقديم الخدمات المناسبة لهم ومعالجة مشكلاتهم التي لطالما عانوا منها كثيرا.

وقضية الأشخاص الصم انتقلت في مقارنتها من جوانبها الإنسانية إلى جوانبها الحقوقية التنموية؛ وهو أمر طالما تطلعنا إليه والجميع يسعى من أجله؛ لمساعدة هذه الفئة. وتشهد الآونة الأخيرة جهودا مكثفة لمساعدتهم وفهم احتياجاتهم. وتهتم وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من حيث الكم والكيف بتسليط الضوء على هذا الأسبوع المميز، الذي ينتظره الصم وجميع العاملين معهم من مؤسسات ومراكز وجمعيات خاصة بهم في جميع أنحاء الوطن العربي.

حق الأصم أن يفرح ويسعد ويعيش حياة كريمة في مجتمعه ...ويجد وسائل تعينه في تعليمه ورفع مستواه العلمي والثقافي وتلبي احتياجاته وتطلعاته وحبه للجميع.

أيها الرائعون ... صبرتم كثيرا... والقادم أجمل بإذن الله ... لكم منا أرق التحيات.

تعليق عبر الفيس بوك