د. أحمد العمري
لكل بلد في العالم أسلوبه وطريقته ومنهاجه وخططه ورؤيته وظروفه واقتصاده ومعيشته وفكره وثقافته وعاداته وتقاليده وهويته الوطنية ولديه ما يفتخر به ويعتز به، لكننا في سلطنة عُمان نختلف تمامًا في منهاجنا وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا الضاربة في جذور التاريخ والمنغمسة في أعماق الزمن.
نحن لا نعيش في ثراء فاحش ولا في فقر مدقع؛ بل نعيش الوسطية المعتدلة والمنطقية والواقعية دون تكلف أو تظاهر، وأفضل الشعوب على الإطلاق هي الشعوب التي تكون لديها الطبقة الوسطى أكثر سمكًا وأكثر عددًا وأكبر تكونًا، والتي تعيش السلام والأمن والأمان والوسطية. وقد تجلى ذلك واضحًا في خطبة عيد الفطر السعيد التي تشرف بإلقائها معالي الدكتور وزير الأوقاف والشؤون الدينية أمام المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في غرة شوال 1444هـ.
الأمن الاجتماعي يأتي في مقدمة أصناف الأمن وأهمها، ونحن ولله الفضل والمنة وبالقيادة الحكيمة لمؤسس النهضة العمانية السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وربان النهضة المتجددة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه وأطال في عمره- نعيش معاني الأمن الحقيقية ومفاهيمه الواقعية، لسنا الأفضل على الإطلاق ولكننا لسنا الأقل.
ومهما تكن الأرزاق المكتوبة والمعيشة المتوفرة، لكننا عمانيون حتى النخاع، فعندما يأتي نداء الواجب لا نتردد ولا نفكر ولا حتى نبالي؛ بل نقدم بروح الفداء والتضحية والحب المطلق لأجل عُمان وسلطانها وشعارنا دائمًا وأبدًا ثابت كثبات جبالنا وممتد كامتداد فيافينا وعميق عمق بحورنا ومحيطاتنا "الله.. الوطن.. السلطان".
لا نساوم ولا نهادن ولاحتى نفاوض باسم عُمان وسلطانها أو ما تحقق من منجزاتنا، ولانسأل ماذا تحصلنا؟ ولا ماذا كسبنا؟ ولا ننتظر جزاءً ولا شكورًا، ما دامت التضحية لأجل عمان والعمل في سبيلها؛ فهي أسمى من السمو وأغلى من الغالي وأعظم من العظيم.
العمل هنا وما دام لأجل عُمان وسلطانها لا يرتبط بالدخل ولا يقارن بالمحصول ولا يُحسب بالربح والخساره مُطلقًا.. هولاء هم العمانيون وهذه سجاياهم وطبائعهم وعاداتهم وأعرافهم.
لدينا أعراف أقوى من كل القوانين الوضعية ولدينا عادات أهم من كل المكتسبات وطبائع مغروسة في الأوردة والشرايين، وسجايا خالدة وثابتة لا تتغير ولا تتحول ولا تتبدل.
نختلف في لباسنا وعاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا وفنوننا وأكلنا وثقافتنا، ويقدر كل عماني أن يتميز ويفتخر بذلك بين سائر شعوب العالم، وهنا يأتي التلاحم والألفة والمحبة وترتبط السلسلة بحلقاتها المتينة الموثقة من مسندم إلى ظفار، عبر الباطنة ومسقط والداخلية والبريمي والظاهرة والشرقية والوسطى.
فتحيه إجلال وإكبار للعُمانيين رجالًا ونساءً وشيبًا وشبانًا.. وحفظ الله عمان وسلطانها وشعبها.