المؤتمرات الطلابية وتطوير الشخصية

 

عمرو عبد العظيم

 

تعد المؤتمرات أداة قوية لتطوير شخصية الطلاب ومعرفتهم، ويمكن أن تكون جزءًا أساسيًا من ثقافة المدرسة. سواء كان مؤتمرًا محليًا أو إقليميًا أو دوليًا، حيث توفر هذه الأحداث للطلاب فرصة فريدة للتعلم من الخبراء في مجالهم، والتواصل مع أقرانهم، وتطوير مهارات التفكير النقدي والتواصل.

تساعد المشاركة في المؤتمرات على توسيع معارف الطلاب واكتساب وجهات نظر جديدة حول مجموعة متنوعة من الموضوعات. يمكن للطلاب حضور الجلسات وورش العمل التي تركز على مجالات مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفن والرياضيات (STEAM) والتاريخ وغيرها. ويمكنهم التعلم من المهنيين والباحثين والأكاديميين ذوي الخبرة، واكتساب رؤى قيمة في المجال الذي يختارونه. حيث توفر المؤتمرات أيضًا منصة للطلبة لعرض أبحاثهم ومشاريعهم وتلقي التعليقات من الزملاء والخبراء؛ إذ يساعد ذلك في بناء الثقة وتطوير مهارات العرض التقديمي، والتي تعتبر ذات قيمة في كل من الأوساط الأكاديمية والمهنية.

وفي هذا الصدد، أود أن أعرض تجربتنا مع المؤتمرات الطلابية، لقد قمنا بتنظيم المؤتمر الطلابي الأول بمدرسة المنارة العلمية في مادة الدراسات الاجتماعية بداية الفصل الدراسي الثاني لهذا العام، ولاحظنا أنه بالإضافة إلى الفوائد الأكاديمية، يمكن للمؤتمرات أن تساعد الطلاب على تطوير سمات شخصية مهمة مثل القيادة والعمل الجماعي والمرونة.

وكان حضور المؤتمر تجربة جديدة  وغير مألوفة للطلبة، ولكن من خلال الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم والانخراط مع أشخاص وأفكار جديدة، تمكنوا من بناء ثقتهم بأنفسهم وتطوير عامل المرونة لديهم. وتمكنوا أيضًا من التعلم من أقرانهم، ومشاركة تجاربهم الخاصة ودراسة تقاريرهم البحثية بشكلٍ جيد وهي عبارة عن موضوعات في المنهج الدراسي مما ساعد على رفع المستوى التحصيلي في تلك الموضوعات، وتطوير مهارات العمل الجماعي من خلال العمل معًا في التقارير وحضور الجلسات. وأهم ما حققناه هو كسر حاجز الخوف لديهم من التحدث أمام الجهمور بحضور عدد من المعلمين من المدرسة ومن مدارس مختلفة وحضور مشرف المادة لتقييم الأبحاث والمشاريع الطلابية، لقد كانت تجربة مثرية للطلبة وللمدرسة.

أخيرًا، يمكن أن تكون المشاركة في المؤتمرات الدولية تجربة ثقافية ثرية للطلاب حيث يمكنهم مقابلة الطلاب من خلفيات وثقافات متنوعة، والتعرف على العادات والتقاليد المختلفة، واكتساب فهم أوسع للعالم من حولهم. يمكن أن يساعد ذلك الطلاب على أن يصبحوا أكثر انفتاحًا وتعاطفًا ووعيًا ثقافيًا، وهي مهارات مهمة للنجاح في عالم اليوم المعولم.

في الختام، تُعد المؤتمرات أداة أساسية لتطوير شخصية الطلاب ومعرفتهم وثقافتهم، ويمكن للمدارس أن تؤدي دورًا حيويًا في تعزيز ثقافة المؤتمرات، من خلال توفير الفرص للطلاب لحضور المؤتمرات، ودعمهم في أبحاثهم ومشاريعهم، وتقدير إنجازاتهم حتى يصبحوا أفرادًا ناجحين ومستعدين للتطور في عالم دائم التغير.

الأكثر قراءة