ألماتي.. مدينة الطقوس والتفاصيل

 

لينا الموسوي

"وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"

تنوعت رحلاتي إلى دول ومدن متعددة حيث كان يأخذني فضولي الدائم لأتعرف على ثقافات الشعوب، ومدى تأثيرها على الهندسة المعمارية.

رحلتي هذه المرة كانت إلى مدينة تقع في وسط آسيا لم أكد أسمع عنها سوى أنها مدينة متعددة التضاريس بين جبال عالية بيضاء ومزارع تفاح خضراء إنها مدينة ألماتي.

تعد هذه المدينة العاصمة الثقافية في دولة كازاخستان الإسلامية، حطتت رحالي في قلب هذه المدينة الحارة صيفاً والباردة شتاء.

شوارعها متوازية تداعب أشجارها العالية، رياح خفيفة سارية، بناء قديم صلب يحكي تاريخاً لأعراق وديانات ولغات مختلفة، واجهات قديمة مليئة بزخارف وتفاصيل ورسومات متنوعة، حدائق ومماشٍ منسقة محاطة في لوحات مرتبة تذكر إنجازات شخصيات مميزة .

مدينة أحترت في قراءة تفاصيلها وأستغربت لاختلاف شخصيتها.

كازخستان (1).jpeg
 

في لحظات معينة شعرت بغربة موحشة وأنا أراقب حركة الناس السريعة في خطوات قوية ثابتة كخيول رشيقة تجول وتتنقل بانسيابية بين شوارع ودروب هذه المدينة. يعيش فيها أناس يحملون ملامح قاسية، وقلوبا دافئة عاكسة بدورها تقلبات الطقس البارد الحامي.

أناس يحمل كثير منهم ثقافة عالية وآخرون بسطاء يملكون طيبة متناهية. عالم مختلف يعكس ما خلق الله من شعوب وأعراق في لغات وأشكال مختلفة.

مدينة أحترت في قراءة تفاصيلها أو فهم شخصيتها، فالنظرة الأولى أوحت إلي بقدم وفقر وتقشف بنائها وهيئتها العامة وعند الخوض في تفاصيلها وجدتها غنية بثقافتها الإسلامية والشيوعية، التي ترسبت وأثرت بعمق على أسلوب فكر وحياة ولغة شعبها، الذين لا يتحدثون سوى الروسية والكاغية.

للغة دور كبير حيث تساعد الشعوب على التعبير عن ما في دواخلهم واحتياجاتهم وعكس عاداتهم وتقاليدهم. فهي وسيلة لربط وجمع المجتمعات. حيث كان للغة الجسد دور في التعبير عن ما في خواطرهم إضافة إلى الثقافة والتعاليم الإسلامية التي كانت آثارها مترسبة باقية بين شرائح. المجتمع.

إنه عالم غريب عن ما أعتدت أن أرى بكل ما يحتويه من مكونات معمارية واجتماعية، وخبرة مميزة لمعرفة قدرة الخالق في الأرض فانتهت رحلتي التي كانت مدة عشرة أيام مليئة بتجارب اجتماعية غريبة ومميزة مع تساؤل يدور في ذهني هل من عودة؟

تعليق عبر الفيس بوك