في المعادن.. تكمن ثروة عُمان ومستقبلها

 

د. أحمد العمري

تستغل جميع الدول خيراتها وإمكانياتها إلى أقصى حد ممكن وبكل الوسائل، لكننا في سلطنة عُمان نبقى ندرس ونستدعي الخبراء ليقولوا لنا لديكم الخير الوفير، فهل هذا خجل أم استحياء أم أن الأمر للتأكيد وليطمئن قلبي؟!

أنا من الذين يدعون للانطلاقة وبسرعة لاستغلال مواردنا وإمكانياتنا دون تردد أو تأخير، فلدينا عدد كبير من المعادن بمختلف أنواعها ولو استغللناها الاستغلال الأمثل، لما احتجنا ولا قطرة من النفط، خاصة وإننا ننتج نحو مليون برميل نفط، وغيرنا ينتج العشرات من الملايين من البراميل ولم يتكئ أو يكتفي بهذا المنتج فقط!

لدينا الكثير من الجبال والأودية والهضاب التي تزخر بكل أنواع المعادن، ولكننا لم نستغلها للأسف، ولو نستغل الحصى الخام من الأودية دون تعب أو مشقة، لجادت لخزينتنا العامة بالعائد الكبير، فهل سنبقى خجولين حتى في مصالحنا الاقتصادية ومواردنا الطبيعية ومكتسبات أرضنا الوفيرة؟

ألم يئن الأوان أن نتحرك وأن تدور العجلة، خاصة ونحن نعيش النهضة الهيثمية المتجددة التي أوضحت أن مرتكزها الاقتصاد، وهدفها خدمة المجتمع والمواطنين في كل المحافظات دون استثناء.

وحتى يفهم الجميع ما أقصد، وحتى نوضح الصورة، فلنضرب مثالًا واقعيًا بخام الجبس، فقد كنَّا نحتل فيه المركز السابع عالميًا، لكن عندما أتى من الخارج من ينبهنا إليه وبدأنا بخطوات بسيطة وغير مجهدة قفزنا إلى المرتبة الأولى عالميًا. وهذا ينطبق على الحجر الجيري والجابرو والكروم وجميع الفلزات، وصولًا إلى النحاس وحتى الذهب، وغيرها الكثير ولله الحمد والمنة.

من هنا فإنني أدعو وأرجو من جميع المعنيين في الحكومة والقطاع الخاص والمستثمرين أن يهبّوا لاستغلال موارد عمان الطبيعية، فكما اجتهدت سلطنة عمان في مجال الغاز، ونجحت ولله الحمد حتى وصلنا إلى أكثر من 4.5 مليار متر مكعب، أتمنى أن نخطو الخطوات ذاتها في مجال المعادن.

إن العالم أجمع يتسابق في مضمار الاقتصاد وتعظيم الموارد المالية، ونحن لدينا المكنون الوفير لتحقيق ذلك، لا سيما وأن التنمية وخدمة المجتمع تحتاج لمصاريف وموارد مالية.. فلنأخذ من هنا ونضع هناك، حتى تتوازن الأمور وتستوي على الجودي.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.