السيب والنهضة.. لمن الكأس الغالية؟

 

محمد العليّان

سؤال ظل يتردد كثيرًا بين الجماهير الرياضية قبل المباراة النهائية لأغلى بطولة محلية كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم 2023، والتي ستقام، الخميس، على ملعب مجمع السلطان قابوس بالعامرة مسقط، بين فريقي السيب والنهضة. السيب يسعى إلى إحراز اللقب الخامس في تاريخه، والنهضة يأمل تحقيق حلم وإنجاز تاريخي كأول لقب يفوز به بعد أن خسر 3 نهائيات سابقة، لم يحالفه الحظ فيها. الفريقان في مهمة صعبة لا تقبل أنصاف الحلول.

السيب "سكر وحليب" يريد أن يضيف الكأس الخامسة وإنجاز جديد واستعادة بريق الفوز والعودة للتتويج ببطولة الكأس من جديد، بعد أن فاز بها 3 مرات متتالية مواسم 96 و97 و98، واللقب الرابع عام 2022؛ بعد أن عاد من بعيد بثوب جديد ونافس على الألقاب. الفريق يعيش حالة استقرار في كل شيء، من الناحية الفنية بقيادة المهندس صائد البطولات الكابتن رشيد جابر، وكذلك الإدارية والمالية، ولا ينقصه شيء إلا الفوز بالبطولة.

بينما النهضة يمر بمرحلة انتقالية ويحقق أداءً متميزًا في بطولة الدوري، وبطولة الكأس، وفاز على فرق قوية مثل الرستاق في دور قبل النهائي، وهو أقوى المرشحين للفوز بالبطولة. وقدم النهضة أداءً قويًا توجه بالتأهل للمباراة النهائية من الكأس الغالية. وهي فرصة ذهبية للنهضة لو نجح في تحقيقها ستكون المرة الأولى التي يفوز بها بالكأس، بعد أن كان قاب قوسين منها في السنوات الماضية.

المباراة تحمل أهمية كبيرة للفريقين، وتمثل حدثًا رياضيًا مهمًا من الناحية المعنوية والتاريخية والرياضية وحتى المادية، ودائمًا الفريقان واللاعبون والمدربون يكونون تحت المجهر والضغط الإعلامي والجماهيري.

المباراة فنيًا لا تقبل القسمة على اثنين، وكل فريق مؤهل لتجاوز الآخر، لكن الخبرة والكفة فنيًا تتفوق وترجح السيب على الورق، بحكم تواجد عدد من النجوم في الفريق، إلى جانب الاستقرار الفني، رغم نتائجه في بطولة الدوري واحتلاله المركز الرابع، إلّا أن الفريق فاز في آخر مباراة على ظفار في معقل الزعيم، وكانت المباراه اختبارًا حقيقيًا لفريق السيب.

هذا لا يقلل من حظوظ فريق النهضة الذي قدّم نفسه في هذا الموسم بإمكانياته الكبيرة واستقراره الفني، ووجود مدرب ذي كفاءة عالية، ابن النادي الكابتن أحمد العزاني، إضافة إلى الدعم والاهتمام الذي يجده من إدارة النادي وجماهيره؛ حيث أصبح الحلم حقيقة وعلى بعد خطوات قليلة من تحقيقه.

الجهاز الفني في الفريقين يكون له الدور الأهم من حيث وضع الخط المناسبة وكذلك التشكيلة المؤهلة لأداء مثل هذه المباريات النهائية، فالخطأ فيها ممنوع؛ لأنه قد يكلف خسارة البطولة وضياع الحلم والموسم بأكمله.

رغم التكهنات والتوقعات من هنا وهناك ومن سيظفر بالكأس الغالية، إلّا أن كرة القدم تظل وتبقى جمالها وإثارتها وجنونها وتقلباتها داخل الملعب، وستظل جماهير الفريقين ملح المباراة.

لكن التوقعات بحضور جماهيري كبير يعكس ما يملكه الناديان من قاعدة جماهيرية عريضة، والتفاف كبير حول الفريقين في هذا الموسم، فلا خاسر اليوم، ونتمنى أن نشاهد ونتابع مباراة راقية وجميلة تليق بالحدث نفسه؛ أداءً وسلوكًا.. مباراة تعكس المستوى الحقيقي للكرة العمانية.