التضامن العماني مع ضحايا الزلزال

 

د. سالم بن عبدالله حواس العامري

التضامن مع الشعوب وتقاسم المشاعر والأحاسيس؛ سواءً الفرح أو الحزن، هو واجب إنساني يتجاوز منطق الجغرافيا، والدين، واللغة، ويصبح هذا التضامن أشد حاجة وضرورة مع الشعوب المنكوبة جراء الكوارث الطبيعية أو البشرية قال تعالى: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".

وقد أعربت مختلف دول العالم عن تضامنها مع ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا وتقديم المساعدة اللازمة، كما عبرت الشعوب في مختلف دول العالم عن تضامنهم مع ضحايا الزلزال المدمر الذي أسفر عن آلاف الضحايا والمصابين ومئات الآلاف من المشردين. وشهدت منصات التواصل الاجتماعي، تدوينات وتغريدات من قبل نشطاء وشخصيات متعددة، تضمنت التعازي والدعاء لضحايا الزلزال. وأن الكارثة التي حلت بالشعبين التركي والسوري ينبغي أن يغلب فيها الجانب الإنساني على حساب صراع المصالح، والحسابات الجانبية.

وكغيرها من دول العالم، لبّت السلطنة نداءَ الاستغاثة بعد هذه الفاجعة المؤلمة، فكانت من أوائل الدول التي قدمت الدعم والمساندة، وتصدرت مع شقيقاتها من دول مجلس التعاون السباق في تقديم الدعم والمساعدة، فقامت على الفور بتسيير جسر جوي لنقل مواد إغاثية وطبية للمناطق المتأثرة من الزلزال لتقديم العون والمساعدة للأشقاء انطلاقاً من واجبها الإنساني،  كما غادرت قوة من الفريق الوطني للبحث والإنقاذ التابعة لهيئة الدفاع المدني والإسعاف إلى جنوب تركيا عبر طيران سلاح الجو السلطاني العماني للمشاركة في عمليات فرق البحث والإنقاذ الدولية. وهو دليل على موقف السلطنة الإنساني المشرف، وعلى وقوف سلطنة عمان بجانب الجمهورية التركية والجمهورية السورية في التخفيف من التداعيات الإنسانية الخطيرة التي خلفها الزلزال.

وبالتوازي مع الموقف الرسمي واستجابةً للنداء الإنساني، انطلقت حملات شعبية كبرى لجمع التبرعات المالية لمساعدة المتضررين ضمن جهود جبارة تقوم بها مؤسسات خيرية وحكومية عمانية لإغاثة الشعبين الشقيقين. وقد أثبت الفريق الوطني العماني للبحث والإنقاذ كفاءته وقدراته العالية في عمليات البحث عن ناجين من خلال انتشال عدد من الناجين من تحت الأنقاض في مواقع مختلفة من خلال استخدام أجهزة ومعدات متطورة للكشف عن الأحياء تحت الأنقاض، إضافة إلى تقديم العناية الطبية للمتضررين من قِبل الكوادر الطبية ضمن الفريق بالتنسيق مع السلطة المحلية والعمل جنبًا إلى جنب مع الفرق الأخرى في بعض المواقع، وغيرها من أشكال الدعم والمساندة التي تجسد عمق التضامن والوفاء من قبل أبناء السلطنة  قيادة وشعباً تجاه الشعبين الشقيقين المتضررين من جراء هذا الزلزال المدمر، وهو أمر ليس بغريب على السلطنة وقوفها وتضامنها مع ضحايا الكوارث في مختلف بقاع العالم إيماناً منها برسالتها الإنسانية وقيمها النبيلة والأخلاقية.

نسأل الله تعالى أن يرفع عنَّا البلاء وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الزلازل والكوارث والحوادث والمحن إنه سميع مجيب الدعاء.

تعليق عبر الفيس بوك