◄ لا يمكن التنبؤ بتوقيت الزلزال

◄ 6 أنواع للزلازل تبدأ بالمجهري وتنتهي بالكارثي المدمر

◄ تقييم الزلزال بناءً على حجم الموجات الزلزالية

◄ حركة الزلازل البحرية عمودية وقد تسبب تسونامي

◄ حواف الصفائح التكتونية تعد المناطق الأكثر عرضة للزلازل

الرؤية- سارة العبري

أكد الدكتور عيسى وطبان الحسين مدير مركز رصد الزلازل في جامعة السلطان قابوس، أن عُمان بعيدة نسبيًا عن النطاقات الزلزالية المعروفة، نافيًا إمكانية التنبؤ بتوقيت حدوث الزلزال.

وقال الحسين- في حوار مع جريدة "الرؤية"- إن الزلازل تقع عندما يحدث تكسر مفاجئ للصخور نتيجة تراكم الضغوط التكتونية عليها، وعندما تتراكم الضغوط على الصدع وتزيد قوته على قوة تحمل الصخر، ينكسر مرسلا موجات زلزالية في كل الاتجاهات، لافتًا إلى أن المناطق الأكثر عرضة للزلازل هي حواف الصفائح والمناطق المحاذية لها. وأضاف أن الزلازل الكبيرة يكون لها توابع لا يمكن تقدير عددها؛ إذ تصل إلى الآلاف، كما إن الزلزال الكبير قد تستمر توابعه لمدة تتجاوز العام.

وإلى نص الحوار:

ما المقصود بـ"حزام الزلازل"؟ وما أقرب حزام زلزالي لسلطنة عُمان؟

المقصود بحزام الزلازل هو نطاق أطراف الصفائح الذي تحدث عليه الزلازل، وأقرب حزام زلازل قريب من عُمان هو الحزام المار من جبال زاجروس وصدع مكران في بحر عُمان.

والزلازل تحدث على النطاقات الزلزالية المُعروفة التي تحيط بعُمان، مثل جبال زاجروس، ونطاق صدع مكران في بحر عُمان، ونطاق أوين موري في بحر العرب والمحيط الهندي، ونطاق خليج عدن، وهذه نطاقات زلزالية معروفة تحدث عليها الزلازل، بشكل مستمر، لكنها بعيدة نسبيًا عن عُمان، ولا يمكن التنبؤ بتوقيت الزلازل.

اشرح لنا مقياس ريختر وآلية عمله وتصنيفات الدرجات..

مقياس ريختر هو مقياس لحساب قوة الزلزال بدأه العالم الياباني وداتي عام 1931 وطوره العالم تشارلز فرانسيس في كاليفورنيا عام 1935، وعُرف المقدار الزلزالي بأنَّه عبارة عن رقم لوغاريثمي عشري اشتق من معرفة سعة أكبر حركة أرضية أمكن تسجيلها بواسطة جهاز الرصد على بعد 100 كم من مركز الزلزال، وبما أنه نادرا ما تكون المحطات موجودة على بعد 100 كم من المركز فإن السعة يجب أن تصحح فيما لو كان الجهاز عند تلك المسافة، فهو معادلة على عكس ما يعتقده الكثيرون بأنه جهاز، وبما أن المعادلة لوغاريثمية فهو مقياس مفتوح الطرفين، لكنه محدود فيزيائيا بقوة الصخر، وعلى ذلك فالزيادة بمقدار درجة واحدة بمقياس ريختر تعني زيادة في السعة 10 مرات وزيادة في الطاقة بما يقارب 30 مرة؛ لذا فالفرق بين درجة إلى أخرى على مقياس ريختر هو فرق كبير بالقوة بالسعة والطاقة.

.. وعلى أي أساس يجري تقييم قوة الزلازل؟

تقييم الزلازل يكون بناءً على حجم الموجات الزلزالية التي تولدها، ويعتبر الزلزال الذي بلغت قوته 7.0 درجة أو أكثر زلزالا قويا، أما الزلزال بقوة 4.0 إلى 6.9 درجة فيعتبر متوسطا، بينما من 3.0 إلى 3.9 على مقياس ريختر فيعد زلزالاً ضعيفًا.

وبحسب الموسوعة البريطانية "بريتانيكا"، تصنف أنواع الزلازل بناء على قوة درجة الزلزال على النحو التالي: الزلزال المجهري أو الضعيف وتكون قوته أقل من 1.0 إلى 2.9 ريختر، أما الزلزال الطفيف فتكون قوته من 3.0 إلى 3.9 ريختر، والزلزال الضعيف تكون قوته من 4.0 إلى 4.9  ريختر ويشعر به الجميع، والزلزال المعتدل فيكون بقوة من 5.0 إلى 5.9 ريختر، ويحدث أضرارا في الأبنية الضعيفة، عندما يصبح الزلزال قويا فتكون قوته من 6.0 إلى 6.9، ويحدث أضرارا معتدلة في المناطق المنكوبة بالسكان، لكن الزلزال الكبير فتكون قوته من 7.0 إلى 7.9 ريختر، ويحدث أضرارا جسيمة على مساحات واسعة وينتج عنه خسائر بشرية، في حين أن الزلزال الكارثي المدمر تكون قوته أعلى من 8.0 ريختر، ويخلف دمارا شديدا وخسائر كثيرة في الأرواح ويتكرر حدوثه أقل من 3 مرات في السنة.

هل لك أن توضح كيف حدث زلزال سوريا وتركيا الأخير؟

حدث زلزال تركيا في 6 فبراير الساعة 4.17 فجرا بالتوقيت المحلي عند نطاق تلاقي الصفيحة العربية مع صحيفة الأناضول بالقرب من تلاقي صدعين؛ هما: صدع شرق الأناضول وصدع البحر الميت الممتد من خليج العقبة مرورًا بفلسطين ولبنان وسوريا إلى تركيا، أما صدع شرق الأناضول فهو الصدع الذي يسهل حركة صفيحة الأناضول باتجاه بحر إيجة، وصدع البحر الميت هو الذي يسهل حركة الصفيحة العربية باتجاه الأناضول، وكلا الصدعين من الصدوع المتحولة؛ بمعنى أن حركتها أفقية، ونتيجة لتلاقي هذه الصفائح وحركتها اجتمعت الضغوط على الصدع حتى انكسر وسبب زلزالًا كبير بقوة 7.8 بمقياس ريختر.

ماذا تعني الصفائح التكتونية؟ وما السبب وراء تحركها؟

الصفائح التكتونية هي الغلاف الصخري العلوي والصلب للأرض، ويتألف من عدة صفائح صخرية بمعدل سماكة 100كم، وتتكون الصفائح من القشرة الأرضية والجزء العلوي من الوشاح، وتتحرك الصفائح التكتونية بالنسبة إلى بعضها البعض فوق المنطقة اللينة من الوشاح العلوي، وتحدث الحركات التكتونية على طول الحدود الفاصلة بين الصفائح التكتونية عند تحركها متقاربة أو متباعدة عن بعضها أو تنزلق إحداها بموازاة الأخرى مسببة اضطرابات داخل الأرض تنعكس على القشرة الأرضية في صورة كسور واندفاعات بركانية وزلازل وحركات صعودا وهبوطا.

شكل رقم (1) يوضح الصفائح التكتونية الرئيسية وحدودها واتجاه حركتها

ويوجد على سطح الأرض صفائح صلبة رئيسية تشمل صفيحة أوراسيا القارية وصفيحة المحيط الهادي وصفيحة أفريقيا، وصفيحة أمريكا الشمالية، وصفيحة أمريكا الجنوبية، وصفيحة القطب المتجمد الجنوبي والصفيحة الهندية- الأسترالية، وصفائح صلبة صغيرة ثانوية هي الصفيحة العربية وصفيحة نازكا وصفيحة بحر الفلبين وصفيحة الكاريبي وصفيحة القوقاز وصفيحة الأناضول وصفيحة البحر الأسود.

ولم يتفق العلماء على قوة معينة تحرك الصفائح، لكن الآليات المقترحة لتحريك الصفائح هي: آلية السحب الناتج عن تيارات الحمل الموجودة في الوشاح، وآلية الجذب بسبب وجود طبقة الغلاف الصخري الباردة والعالية الكثافة فوق الوشاح الساخن واللدن يؤدي إلى جذب الصفيحة نحو مناطق الاندساس.

كم يبلغ عدد توابع الزلزال خاصة إذا كان الزلزال الرئيسي عنيفًا؟

لكل الزلازل الكبيرة توابع، لكن لا يمكن تقدير عددها وهي بالآلاف للزلازل الكبير وتستمر لمدة قد تتجاوز العام.

وما الفارق بين أن تكون بؤرة الزلزال في البحر أو اليابسة؟ ومتى تحدث موجات تسونامي؟

تحدث الزلازل على الصدوع سواء كانت في البحر أو اليابسة وأغلب الزلازل تقع في البحر، لأن البحار والمحيطات تغطي معظم سطح الأرض، قد تسبب الزلازل الكبيرة على اليابسة أضرارا كبيرة إذا حدثت بالقرب من التجمعات السكانية، أما الزلازل التي تحدث في البحر قد تسبب تسونامي إذا كانت كبيرة أكبر من 7 درجات وحركتها عمودية؛ أي تسبب ارتفاعا عموديا لقاع البحر وقد تكون أكثر ضررا من زلازل اليابسة، وليس كل زلزال بحري يسبب تسونامي، فالتسونامي يحدث عندما يقع زلزال ضخم تحت قاع البحر أكبر من 7 درجات وضحل العمق (أقل من 60 كم) ويسبب ارتفاعا عموديا لقاع البحر، وبعض الزلازل الكبيرة على اليابسة وقريبة من السواحل قد تسبب انزلاقات أرضية تحت بحرية مسببة تسونامي.

شكل رقم (2) يُظهر مواقع الزلازل والبراكين