طفولة عُمان في عهد السيدة الجليلة

حمود بن علي الطوقي

ثمَّة اهتمام مُتواصل وجهود كبيرة تبذلها السيدة الجليلة حرم جلالة السُّلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- في كل ما يخص الطفولة والناشئة، وهذا الاهتمام يعكس مدى حرص سيدة عُمان الأولى على إبراز مكانة أطفال عُمان كونهم عماد المستقبل؛ فهم حسب آخر إحصاءات المركز الوطني للمعلومات يشكلون نحو 45% من سكان عُمان.

لهذا يأتي هذا الاهتمام لإبراز مكانة الطفل العُماني في المجتمع، والسيدة الجليلة تدرك مكانة أطفال عُمان؛ فتجدها تلبي دعوة رعاية كل ما يعود بالنفع على المرأة والطفل والأسرة، فقبل أيام كانت حاضرة وبتواضع منها في افتتاح صرح شامخ يُعنى بالطفولة والناشئة؛ إذ تفضلت برعاية افتتاح المركز الوطني للتوحد؛ وهو مركز يعمل تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية لتوفير خدمات لأطفال التوحد منذ الطفولة المبكرة وحتى مرحلة البلوغ.

وتكرُّم السيدة الجليلة بافتتاح هذا المركز والتجول في أقسامه المختلفة ولقائها بالأطفال المصابين، يعظّم مسؤوليات القائمين على إدارة هذا المركز لتقديم أفضل الخدمات بجودة عالية من أجل توفير الرعاية لهؤلاء الأطفال. والسيدة الجليلة- حفظها الله ورعاها- قريبة من كل أطفال عُمان؛ فهي الأم الحنون التي تتابع عن قرب الأنشطة والبرامج المخصصة للأسرة والناشئة؛ حيث تحرص على التواجد في المحافل ذات الصلة بالطفولة والناشئة وتقدم الدعم من خلال مؤسسة عهد الخيرية، والتي تابعنا جهودها أثناء إعصار شاهين، وكذلك زيارتها للأسر العُمانية في مختلف الولايات؛ للاطمئنان على الأطفال.

هذا الاهتمام من لدن السيدة الجليلة، يدعونا لطرح مقترحٍ بأهمية تبني وزارة التنمية الاجتماعية استراتيجيةً قصيرة وطويلة المدى لدعم برامج الطفولة العُمانية، بحيث يكون التركيز على تحسين وتعزيز برامج الأطفال واكتشاف المزيد من المواهب التي تفرزها الأنشطة المدرسية أو تلك التي تكون وليدة الأسرة وتحتاج إلى الرعاية والاهتمام.

والبرامج الموجهة للطفولة والمرأة والأسرة في عُمان في عهد السيدة الجليلة- حفظها الله ورعاها- تحظى باهتمام واضح، ويتطلب من المجتمع دعم هذا التوجه كلٌ حسب موقعه وتخصصه؛ فالمدرسة يجب أن تعمل على صقل مواهب الأطفال وإبراز قدراتهم، والمنزل له دور ومسؤوليات كبيرة في غرس القيم والمبادئ العُمانية النابعة من قيم ديننا الإسلامي الحنيف، كما إن للإعلام دور مهم في طرح برامج تثقيفية للناشئة وإبعادهم عن تلك المنصات التي تبث سمومًا تؤثر على القيم والعادات الأصيلة. لهذا نؤكد دومًا أن عملية تربية الناشئة مشتركة بين مختلف شرائح المجتمع.

والحديث عن دور الإعلام، يستدعي إبراز نموذج "مجلة مرشد للأطفال" التي أتشرف برئاستها، وهي تمثل تجربة ناجحة في اكتشاف المواهب الناشئة، فلدينا باب ثابت يكتشف المواهب الصغيرة المتميزة باسم "المبدعون الصغار"، وهذا الباب قدم على مدار 7 سنوات مواهب متفوقة في مختلف التخصصات، ولدينا المئات من المواهب التي نفتخر بها لكنها تحتاج إلى صقلها وتنميتها وتشجيعها؛ لأن هذه المواهب قادرة على رسم خارطة طريق لمستقبل عُمان.

وكوننا نعمل في مجال أدب الطفل، ينصب تركيزنا في مجلة مرشد على تقديم مادة ومحتوى للأطفال وللناشئة، تعكس قيمنا وعاداتنا ومبادئنا، مستلهمين في ذلك توجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- والتي تبرهن الفكر الرصين الذي يُحمِّلنا كأسرة وإعلام ومدرسة مسؤوليات كبيرة لإبعاد أطفالنا كل ما يعكر صفوهم، فنجد جلالته- أعزه الله- يؤكد أننا لا يمكننا أن نربي أطفالنا من خلال ما تبثه شبكات التواصل الاجتماعي؛ فعلى الأسرة العمل بإخلاص على ترسيخ المبادئ والقيم العُمانية الأصيلة لدى أطفال عُمان تلك القيم المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، فنجد جلالته- حفظه الله- يحث الأسرة العُمانية على الأخذ بأيدي أبنائها وتربيتهم التربية الصالحة؛ نظرًا لما يشهده العالم من تغيرات في السلوكيات والمفاهيم وترسيخ البعض لمفاهيمهم، واستغلال مبادئ حقوق الإنسان، وغيرها من المبررات لفرض رؤى وبرامج وسلوكيات لا تتفق مع الثوابت والمبادئ السائدة.

إنَّ مثل هذه التوجيهات تُحمِّلنا كمشتغلين في مجال أدب الطفل مسؤوليات كبرى تجاه مستقبل عُمان، ونتطلع أن نتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم من أجل إنشاء مركزٍ معنيٍ بدعم مواهب الطفولة، واكتشاف إبداعاتهم؛ لكي تكون مساهمتنا نابعة من مسؤوليتنا الوطنية تجاه الطفولة والناشئة.

الأكثر قراءة