◄ لا سقف للشراكة بين عُمان والسعودية لتحقيق التكامل الاقتصادي

الرياض- مريم البادية

أكد معالي خالد بن عبدالعزيز الفالح وزير الاستثمار السعودي، عمق ومكانة العلاقات الأخوية بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، في ظل مساعي البلدين الشقيقين لترسيخ التوافق المتميز في جميع المجالات، خاصة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية.

وفي كلمة على هامش منتدى الاستثمار السعودي العماني المنعقد في الرياض، قال معاليه إن الزيارة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى المملكة العربية السعودية، وكذلك زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد بالمملكة العربية السعودية، إلى سلطنة عُمان، تؤكدان متانة العلاقات الثنائية. وأضاف معاليه أن هذه الزيارة نتج عنها توقيع 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين كبرى الشركات السعودية والعمانية، للعمل على عدد من المشروعات والفرص الاستثمارية النوعية في قطاعات استثمارية مختلفة شملت البتروكيماويات والنفط والتعدين والهيدروجين الأخضر والاستثمار السياحي والمالي والخدمات اللوجستية والنقل البحري وتقنية المعلومات والعديد من القطاعات الاستثمارية الحيوية بقيمة إجمالية تقدر بـ30 مليار دولار، لتمثل بذلك بداية مرحلة جديدة من التكامل والتعاون الاقتصادي بين البلدين.

وأضاف معاليه أنه تأكيدًا لما وصلت إليه العلاقات الاستثمارية من تقدم وتطور، شهد المنتدى كذلك توقيع 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين عدد من الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص السعودية والعمانية في مجالات النفط والبتروكيميائيات والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والتعدين والسياحة والخدمات اللوجستية والنقل وريادة الأعمال والثروة السمكية وغيرها.

وأوضح الفالح أن حجم التبادل التجاري بين البلدين، خلال النصف الأول من عام 2022 وصل 11.392 مليار ريال سعودي مقارنة بـ11.1 مليار ريال سعودي لعام 2021 بأكمله، مشيرًا إلى أنه تتويجًا لسعي المملكة إلى تعزيز الشراكة والتكامل مع سلطنة عُمان، جاء إعلان صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عن قيام صندوق الاستثمارات العامة بتأسيس الشركة السعودية العمانية للاستثمار برأس مال 5 مليارات دولار، وتسعى من خلالها إلى  اغتنام الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات.

وتابع معاليه أنه استرشادا بتلكم الزيارتين التاريخيتين لقيادتي البلدين، تواصل العمل المشترك الجاد بيننا، وتبادلنا الزيارات بشكل مكثف خلال الفترة القريبة الماضية، وقطعنا خطوات عملية متميزة ونوعية من أهمها توقيع مذكرة تفاهم بين حكومتي المملكة وعمان للتعاون في مجال تشجيع الاستثمار المباشر في منتصف عام 2021، وزيادة عدد الرحلات الجوية بين السلطنة والمملكة والتي وصلت إلى 110 رحلات أسبوعيا، كما تم تسيير رحلات موسمية مباشرة خلال فترة صيف عام 2022 من الرياض إلى صلالة وسيتم تكثيفها خلال هذا العام لتكون من الرياض وجدة والدمام إلى صلالة؛ نظرًا للإقبال الكبير خلال الموسم الماضي على السياحة في عمان.

وتابع أنه تم افتتاح المنفذ البري الذي يربط بين المملكة وسلطنة عمان، والطريق الذي يمتد بين الدولتين بطول 680 كيلومترًا، والذي يسهم في توسيع وتسريع حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين وفتح المجال أمام حركة البضائع من المملكة مرورا بالطرق البرية في السلطنة، وصولا إلى موانئها التي ستسهل تصدير البضائع السعودية والعمانية إلى العالم.

وفي تصريحات خلال معرض الصناعات السعودي العماني، أكد معالي وزير الاستثمار السعودي، أن المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا تحتفي بتواجد كبير ومشهود للأشقاء من سلطنة عمان في المعرض، معربًا عن أمله في أن يتكرر تنظيم المعرض في الرياض ومسقط، بما يساعد في جهود تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

وأثنى الفالح على الحضور اللافت في المعرض بمشاركة أصحاب المعالي الوزراء العمانيين والسعوديين والرؤساء التنفيذيين وجهات ذات الاختصاص، الأمر الذي يدعم توجهات البلدين لزيادة التبادل التجاري وتحقيق التكامل الصناعي والاقتصادي. ووصف ما شاهده في المعرض بأنه "أمسية تراثية جميلة جسّدت الترابط الثقافي والتاريخي والتراثي الذي يربط البلدين".

وقال معاليه- في تصريحات صحفية على هامش افتتاح المعرض- إن أعمال منتدى الاستثماري السعودي العماني تنطلق يوم الأربعاء بمشاركة قادة القطاع الخاص من الجانبين. وأشار معاليه إلى أهمية تعزيز التعاون في القطاعات الواعدة بين البلدين، وعلى رأسها القطاع اللوجستي والقطاع الصناعي والقطاع السياحي، علاوة على قطاعات أخرى مهمة للغاية مثل قطاعات الزراعة والأسماك والصحة والتعليم والصناعات الدوائية، مؤكدًا أنه لا سقف أو حدود لفرص الشراكة بين البلدين الشقيقين.