رغم ما حدث.. عُمان وصيف الخليج

 

د. أحمد العمري

نعم حققت سلطنة عمان وصافة كأس الخليج في البصرة دون أن يكون لديها مهاجم صريح، وهذا قرار المدرب نحترمه ونقدره، ولكن أين دور الاتحاد العماني لكرة القدم في تقديم المشورة والرأي للمدرب؛ بل أين دور الخبير الفني في الاتحاد، لقد كنَّا قاب قوسين أو أدنى من الظفر باللقب الخليجي الثالث، لكن هناك عدة عوامل حالت دون ذلك وأسباب بعضها ظاهرة وربما بعضها باطنة.

صحيح أن هدف العراق الذي توجهم بالبطولة أقرب إلى التسلل، وهنا لا ألوم حكم الساحة وحده؛ بل اللوم يقع أيضا على حكام "الفار VAR". سبق ذلك المعضلة الكبيرة وهي تقليص عدد مقاعد الجماهير العمانية بعد سيطرة الجماهير العراقية على كل المدرجات وما حدث من وقائع راح ضحيتها شخص وأُصيب العشرات، فهل من العدالة أن يلعب فريق بأقل عدد ممكن من الجمهور وسط ضغط نفسي هائل بعد تداول أنباء وتصريحات لمسؤولين عراقيين عن إمكانية تأجيل المباراة؟!

ثم كيف تقام مباراة شهدت مصرع شخص وعشرات المصابين بعد حادثة التدافع؟ وأين معايير السلامة والأمن في هكذا لقاءات؟ ألم يكن هذا خطرًا واضحًا ومحدقًا بلاعبينا؟

إذا كانت الشقيقة العزيزة الكويت انسحب وفدها من الافتتاح بسبب عدم توفر غرف كافية أو مقاعد مناسبة- كما قالوا- أليس من حقنا أن ننسحب والخطر يداهم لاعبينا وسلامتهم؟!

هل سنبقى العمانيون الطيبون إلى ما لا نهاية؟ نعطي ولا نأخذ، نضحي ولا نلقى لا جزاءً ولا شكورًا؟!

يجب أن تتخذ الجهات المعنية لدينا قرارها المناسب في الوقت المناسب، لقد كانت هناك مخاوف حقيقية وجادة على سلامة لاعبينا في أرضية الملعب، فمن يضمن ألا تتدافع هذه الجماهير الغفيرة والحشود الضخمة إلى أرضية الملعب ويحدث ما لا يُحمَد عقباه، طالما أنها تجاوزت البوابات المحصنة والأمن لتسيطر على الملعب وتحتله بالكامل!

لفت انتباهي المنظم العراقي عندما سئل أين موقع الجمهور العماني بعد ما امتلأت المدرجات وقد كان رده أن موقع الجمهور العماني في القلب!! أشكره على جميل شعوره، لكن البطولات ليست بهذا المفهوم ولا بالمشاعر والأمنيات!

لقد كنتُ شخصيًا أتمنى لو تنسحب عُمان من المباراة النهائية وتفسح المجال للأشقاء العراقيين للظفر باللقب حفاظًا على سلامة جمهورها ولاعبيها، بدلًا من هذه المباراة الماراثونية والتي انتهت بظلم تحكيمي لمنتخبنا البطل.

لن يكون هذا الانسحاب الأول وحتمًا لن يكون الأخير، فتاريخ البطولة حافل بالانسحابات.

وأخيرًا.. أقول للأبطال الأشاوس لاعبي منتخبنا إنكم فعلًا أبطال ومُتوَّجين بدون ميداليات في قلب كل عُماني يعيش على هذه الأرض الطيبة، وهذا أسمى وأفضل من أي تتويج تنالونه.

إلى منتخبنا الوطني.. وفقكم الله وإلى الأفضل في قادم الوقت، أنتم أبطال ونحن معكم وخلفكم.