التوصية رقم (11)

 

وليد بن سيف الزيدي

في الفترة بين يومي 9 و10 يناير من العام الجاري، عُقد في جامعة صحار المؤتمر الدولي الأول وبالتعاون بين الجامعة ومجلة إشراق العُمانية. وجاء هذا المؤتمر تحت عنوان: "التعليم والتعلم في ضوء متطلبات القرن الحادي والعشرين.. رؤى وتطلعات مستقبلية"، وقد شارك فيه عدد من الأساتذة والباحثين من داخل وخارج الوطن العزيز عُمان وبرعاية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وكان لكاتب هذه الأسطر شرف المشاركة في هذا المؤتمر بورقة بحثية تناولت موضوع قياس الدافعية لدى طلبة الصف العاشر نحو التعليم باستخدام المنصة التعليمية "جوجل كلاس روم" في مادتي اللغة الإنجليزية والدراسات الاجتماعية في ظل جائحة كورونا بمدارس تعليمية البريمي. وجاءت النتائج في قياس دافعية طلبة الصف العاشر نحو التعليم باستخدام المنصة التعليمية ضعيفة، وفسر الباحث ذلك بضعف شبكات الإنترنت وقلة معينات التعليم عن بُعد لدى البعض من الطلبة، وحداثة التجربة في التعليم عن بُعد التي فرضتها الجائحة، وقلة الوعي لدى البعض في ما يمكن تحقيقه من أهداف في ظل تجربة التعليم عن بُعد.

وقد جاءت هذه المشاركة البحثية متوافقة مع بعض التوصيات التي خرج بها المؤتمر والمتمثلة في أهمية نشر ثقافة البحث العلمي في الحقل التربوي، وتطوير البنية التحتية التكنولوجية، والتركيز على أدوار المُعلم والمتعلم في المواقف التعليمية في ضوء نظرية التعلم النشط.

ومن خلال هذا المقال أردتُ إضافة التوصية رقم (11) إلى مجموع التوصيات العشر التي خرج بها المؤتمر، وهي متعلقة بإلغاء الاختبارات كأداة من أدوات التقويم التربوي في العملية التعليمية، واستبدالها بمهام نظرية وعملية تتناسب مع مستويات طلبة المدارس العمرية والفكرية، بحيث تُتاح للطالب فرصة البحث والتفكير والتحليل واستخراج الأفكار وعرضها والربط بينها وإبداء الرأي فيها، والحصول على التغذية الراجعة من مدرس المادة بين فترة وأخرى حسب مراحل المهمة المُكلف بها الطالب خلال الفصل الدراسي، مع ضرورة التركيز على نوع المهام العلمية المُكلف بها الطالب وليس عددها.

ويكون العمل بهذه التوصية وتنفيذها على شكل مراحل متدرجة من مرحلة دراسية لمرحلة أخرى خلال السنوات القادمة، ثم قياس مدى فعاليتها بهدف الانتقال من مرحلة دراسية لأخرى في حالة تحقق نتائج جيدة.

وحتى ندرك أهمية هذه الفكرة أو التوصية نقارن ونحن جالسون مع أنفسنا كمهتمين بالتعليم المدرسي بين أدوات التقويم الحالية وبين تصور ما يمكن أن يتحقق من تنفيذ هذه الفكرة في الفترة القادمة من اختصار للوقت والجهد وقلة في التكلفة وإكساب الطلبة العديد من مهارات التعلم والتعليم التي تتوافق مع اتجاهات التعليم الحديثة في هذا الزمن الذي نعيشه.

تعليق عبر الفيس بوك