الوفاء لقابوس والولاء لهيثم

 

د. خالد بن علي الخوالدي

khalid1330@hotmail.com

 

 

نعيش مشاعر مُختلطة في هذه الأيام، نعيشها بكل تفاصيلها ونتذكر لحظاتها ومكنوناتها لحظة بلحظة، لحظات حزن على فقيد غالٍ قدَّم لنا الكثير، ففي العاشر من يناير تلقينا الخبر الأليم بفقدان السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وفي الحادي عشر من يناير غمرتنا الفرحة العارمة بسلاسة انتقال الحكم، وتجلي الحكمة العُمانية في مثل هذه المواقف؛ حيث الانتقال السلس للسلطة، ليكون خير خلف لخير سلف، ويتولى الحكم مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.

ولأننا مؤمنون بقضاء الله وقدره، وبأنَّ علينا مُهمة تعبدية لله سبحانه بتعمير الأرض والسير فيها فقد سار فينا جلالة السلطان هيثم بن طارق بكل الخير والتقدم، ومضى بسفينة عُمان إلى عوالم من الرخاء والتطوير وبما يضمن مسيرة آمنة ومستقرة، واستطاع بما يملكه من خبرة وحكمة ودراية، تجاوز الكثير من التحديات والمصاعب التي واجهت الأيام الأولى من الحكم، والتي لا يمكن تجاوزها إلا بقرارات مصيرية وحاسمة وبعيدة النظر، فحقق جلالته خلال السنوات الماضية الكثير من الأهداف التي تؤسس لمستقبل مشرق لهذا الوطن الغالي.

إنها مرحلة مُهمة من مراحل التطوير والتنمية والتجديد في عُماننا الغالية تحتاج منَّا تكاتف الجهود، وقد بدأت ملامح هذا التجديد تظهر للعيان من خلال وجود عدد من القرارات المهمة مثل نظام المحافظات ومنح المحافظين الصلاحيات التي تمكنهم من تحقيق رؤية الحكومة في التنمية الشاملة بكل محافظة، إلى جانب قرارات مهمة في عدد من الجوانب الاقتصادية والاستثمارية، والتحول الرقمي، وتشغيل الباحثين عن عمل، وتعزيز الجوانب الاجتماعية لأصحاب الضمان الاجتماعي، والدخل المحدود، وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وقرارات بتخفيض رسوم عدد كبير من الخدمات التي تمس حياة المواطن.

واستبشر المواطنون بهذه القرارات وغيرها الخير والمستقبل المشرق لهذا الوطن الغالي، رافعين أيديهم بالدعاء لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق بطول العمر والصحة والعافية والبركة.

إنَّ يوم الحادي عشر من يناير يمثل يومًا تاريخيًا لعُمان، يوم تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم، وحق لنا أن نحتفل بهذا اليوم المُميز الذي فتح لعُمان عهدا جديدا، عهد متجدد يواصل فيه جلالته ما بدأه السلطان الراحل، مُستلهمًا الفكر والحكمة والدبلوماسية القابوسية التي رسمت ملامح السياسة العمانية، خلال نصف قرن والتي ورثها حكام عُمان جيلًا بعد جيل لتصبح علامة مميزة لسياسة واثقة وراسخة ومستنيرة طول السنين، عرفتها الدول الشقيقة والصديقة وتحترمها كل الشعوب.

خطى واثقة تقودنا إلى النجاح والسمو والعلو، خطى بدأت في 11 يناير وسوف تستمر بحول الله لتحقيق تطلعات وطموحات وآمال الشعب العماني الأبي العزيز، الشعب الذي يقف خلف جلالة السلطان هيثم بكل ولاء وعرفان، الشعب الذي يدرك حب السلطان لعُمان وشعبها، الشعب الذي يؤمن بأن عماننا لن تتقدم ولن تتطور إلا إذا وقف السلطان والحكومة والشعب في ميدان واحد متكاتفين ومتعاونين ومتآزرين يدًا بيدٍ، وهذا الإيمان يقودنا جميعًا لهدفٍ واحدٍ هو عُمان.

وبهذه المناسبة الغالية نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- داعين المولى سبحانه أن يحفظ جلالته ويطيل في عمره ويرزقه الصحة والعافية والبركة.

ودمتم ودامت عُمان بخير.