عندما تُقرع الأقلام

 

مريم الشكيلية

 

ماذا أفعل حين تفقد أحرفي بوصلتها أو أن تكون حادة تغوص في لحم الورق ولحمي، أو حين تنفعل وتشطاط غضباً وتصرخ في الفراغ ولا تجد ما تتمسك به..

أتبخر في اليوم ألف مرة، لولا تلك الأبجدية التي تتمدد بجانبي، لولا حفنة من المفردات تعيدني إلى تماسك نفسي وتعيد إليَّ ملامحي القديمة ورهافة شعوري الخاطف.

إنني أحاول أن التقط حرفاً ممتلئاً بكل الأشياء التي لا تشبهني والتي لا تلتصق بي، أريد أن أغير من تلك المفردات التي صادف تعثرك بها وجعلتك تتصور مدى هشاشة قلمي.

أريد أن أخرج من رتابة رسائلي التي وصفتها يوماً بفقاعة حبر تهبط على خدوش ورقي. وإنني أقف خلف سطوري الكتابية خوفاً من أن تنعكس ملامحي على مرايا سطرك.

أريد أن أقلب مقاعد الثمانية وعشرين حرفاً بعد أن بدأت حزمة كتاباتي تسترخي.. أخاف من أن يشيخ قلمي وأنا في منتصف عُمري أو أن يذوب الحبر من ارتفاع حرارة الورق قبل أن تجف تلك الأحاديث التي لم تكتمل.

أحاول أن أجمع بعثرات أبجديتي قبل أن تهبط العتمة على طاولتي وغرفتي وأقلامي ويلتهم الليل ما كتبته تحت وقع الضوء الزاحف من الخارج.

تعليق عبر الفيس بوك