تقدمونا.. فسبقناهم

 

د. أحمد العمري

انتخابات أعضاء المجالس البلدية للفترة الثالثة التي أُجريت في سلطنتنا الحبيبة يوم الأحد 25 ديسمبر 2022، أبهرت فعليًا الجميع داخليًا وخارجيًا؛ فقد تم ولأول مرة في الشرق الأوسط والوطن العربي، استخدام تطبيق على الهواتف الذكية وهو تطبيق "أنتخبُ" في عملية التصويت، وهو التطبيق الذي دشنته وزارة الداخلية، وأسهم في إجراء انتخابات سهلة ويسيرة وآمنة.

ونجح التطبيق في توفير الوقت والجهد والمال، بعدما كان الناس فيما مضى يشدون الرحال إلى المراكز الانتخابية، متحملين المشقة والتعب وربما الانتظار في طوابير طويلة، كما كان يُحرم من التصويت من لم يتمكن من الحضور لظروف قاهرة؛ سواءً بسبب عارض صحي أو ظرف طارئ أو غير ذلك.

بينما في هذه الانتخابات، الأمر كان متاحًا للجميع الموظف من مكتبه، والبدوي من على ظهر ناقته، والصياد من قاربه، والمزارع من حقله، والراعي من وسط قطيعه، والمهندس من موقعه، والطبيب من عيادته، والمحامي من مكتبه، والتاجر من متجره، والرياضي من ناديه، وأرباب المنازل من منازلهم، وكل أينما تواجد وبكل سهولة ويسر وبسرية تامة وطريقة آمنة.

وساهم ذلك في توفير عدد الموظفين ورجال الأمن الذين كانوا يشاركون في هذه العملية الانتخابية في السابق، الأمر الذي حقق نفعًا كبيرًا.

وبعد الانتهاء من التصويت، لم تنقضِ ساعة واحدة حتى تمَّ إعلان النتائج، وكانت العملية متقنة ومتناهية الدقة وغاية في التنظيم في سابقة لم نشهد لها مثيلًا من قبل.

لقد أشاد الجميع من داخل وخارج السلطنة بهذه الخطوة المتقدمة، وهنا لا نملك إلا أن نرفع القبعات تقديرًا واحترامًا لوزارة الداخلية الموقرة على هذا الجهد المتميز والعمل الرائع غير المسبوق والذي هو نقلة نوعية وكيفية بكل المقاييس.

نعم لقد تقدمتنا كثير من دول العالم في التجربة الانتخابية، لكننا ولله الحمد سبقنا الكثير من دول العالم أيضا في القفزة التقنية والتطور الإلكتروني في الانتخابات.

وهذه الفترة الثالثة من أعمال المجالس البلدية تأتي في عهد النهضة العمانية المتجددة التي يقودها بكل حكمة واقتدار مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي أعطى المحافظات صلاحيات إضافية، تعزيزًا لنهج اللامركزية، كما أعطى لأعضاء المجالس البلدية اختصاصات عدة ليُمارسوا مهامهم المناطة بهم بكل شفافية وصراحة ويسر، ثم جاء دور المواطنين ليختاروا من يرونه مناسبًا بكل صدق وأمانة ليمثلهم في هذه المجالس وكلنا نعلم علم اليقين أن الصوت أمانة فلنوصل الأمانة إلى مؤتمنها.

وبهذا فإنَّ العضو يستطيع أن يساهم مساهمة مباشرة وفعّالة في تنمية محافظته وولايته وأن يرى الجهود تتحقق والثمار تتدلى والتنمية تدور عجلتها دون أية تحديات. حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.