كأس العالم في بلاد العرب

 

محمد بن سعيد اليافعي

 

أُقيم في بلاد العرب لأوَّل مرة في التاريخ، الحدث الرياضي الأهم والأكبر والأفخم عالمياً، وهو بطولة كأس العالم لعام 2022.

لقد أبهرت دولة قطر العالم على مدى شهر من استضافتها البطولة العالمية، بتفوقها على جميع نسخ كأس العالم السابقة، في حُسن التخطيط والتنظيم والتنفيذ والتعامل مع الحدث الرياضي الأكبر، وتحقيق عدد مشاهدات هو الأكبر في التاريخ، حضوراً بالملاعب وأمام شاشات التلفاز والميادين العامة بمختلف مدن وقرى العالم، فلقد شاهد بطولة كأس العالم حوالي 5 مليارات إنسان حول العالم أو يزيد، وتحققت كذلك إيرادات مالية هي الأكبر في تاريخ بطولات كأس العالم، فهذا الحدث دلَّ على أن العرب والمسلمين قادرون على تحقيق إنجازات عالمية، وأنه لا يوجد شيء مستحيل أمام العزيمة والإصرار والتصميم والتنفيذ لتحقيق الإنجازات العالمية، لقد أقيمت البطولة العالمية في دولة قطر العربية والإسلامية، مع الإصرار علي المحافظة على قيمنا العربية والإسلامية. حيث أفتتحت البطولة بتلاوة من القرآن الحكيم بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

بدأت البطولة بالقرآن الكريم، وبحفل الافتتاح المبدع الرائع الجميل المهيب، الذي يليق بالحدث الرياضي العالمي الأكبر والأفخم المقام ببلاد العرب، مع المحافظة على القيم العربية والإسلامية، الأصيلة والنبيلة والداعية إلى القيم الرفيعة والخلق الحسن، فمنعت جميع شعارات الرذيلة، ومنعت الخمور والإعلان عنها في الملاعب وما حولها، وأشتعلت وطنية الأحرار فرفعوا أعلام فلسطين والبلاد العربية، في أجواء تصدح بالآذان، وبالاعتزاز باللباس والعادات العربية، وبإبهار العالم بحسن التنظيم وبجمال وروعة الملاعب والبنية التحتية.

 لقد أبهرت دولة قطر العالم، وفاجأت المنتخبات العربية العالم بمستواها المذهل، بانتصار السعودية على بطل العالم الأرجنتين، وبفوز تونس على وصيف العالم فرنسا، وتغلبت المغرب على بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، حتى وصلت للمربع الذهبي، وانتصرت الكاميرون على البرازيل، وهذه المواقف والبراهين تدل على أنَّ العرب والمسلمين قادرون على تحقيق الإنجازات الاستثنائية، سواءً على مستوى تنظيم البطولات والتجمعات العالمية الضخمة، أو على مستوى المنتخبات والفرق الوطنية.

لقد نجحت دولة قطر، وبقوة وتميز واقتدار في تنظيم مونديال استثنائي، مع المحافظة على القيم العربية والإسلامية، وجعلت من المونديال فرصة للدعوة إلى الإسلام، والوقوف على مفاهيمه قولاً وعملاً، ولتعريف العالم بالثقافة العربية الإسلامية، فنشرت الآيات والأحاديث المترجمة، مع التعريف بالإسلام بكل لغات العالم، بالشوارع والميادين والفنادق والأندية والمقاهي والحافلات،

وفي المباراة النهائية من كأس العالم، هُزم المُنتخب الفرنسي من المنتخب الأرجنتيني بعد ما صرحت وزيرة الرياضة الفرنسية بأنَّ شعار المثليين سوف يرفع في حالة فوز فرنسا بالكأس، وقد قام أمير دولة قطر الشاب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بلفتة تاريخية، ورسالة مليئة بالحنكة والدهاء؛ حيث توج ميسي كابتن منتخب الأرجنتين، الفائز بكأس العالم بالبشت العربي، رمز الرجولة والفروسية والشهامة، وأمجاد التاريخ العربي، لتكون بذلك مسك الختام في بطولة أقيمت في بلاد العرب والمسلمين.

تعليق عبر الفيس بوك