نجاح مهرجان صحار

 

د. خالد بن علي الخوالدي

khalid1330@hotmail.com

مهرجان صحار وخلال 30 يومًا استطاع صناعة البهجة والسرور والابتسامة والمُتعة في قلوب زواره، كان حديث المجالس والتجمعات ووسائل التواصل الاجتماعي، في البداية كانت الشكوك تحوم حول قدرة المُنظمين على الظهور بشكل مُلفت ومُبهر، وتنظيم مهرجان يليق باسم مدينة صحار صاحبة المكانة الحضارية والتاريخية خاصة بعدما علموا أنَّ الفكرة والتنفيذ لبداية المهرجان لم تستغرق أكثر من شهر.

وهذا ليس سرًا بأن التخطيط لإقامة مهرجان صحار لم يستغرق ذلك التجهيز الطويل، وأن إقامته كانت بمثابة التحدي وإثبات القدرات والإمكانيات التي يتمتع بها شباب المحافظة، ورسالة من سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة مفادها "إنني أثق فيكم وبقدراتكم"، وكانت هذه الرسالة والثقة يرسمها الشباب المشاركون في اللجان العاملة بشكل يومي أمام أعينهم، ويدعمها الحضور المستمر لسعادته لمتابعة كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، ومع هذه الثقة كبرت يوما بعد يوم الطموحات وظهرت معادن شباب المحافظة وصقلت بالخبرات الموجودة من المسؤولين والمنظمين الذين كانوا قادة موجهين ومرشدين.

وعلى مدى شهر كامل، رأينا الكل يعمل ويجتهد ويثابر ويفكر في نجاح مهرجان صحار، كانوا جميعًا كخلية النحل لا تفرق بين الموظف والمسؤول والباحث عن عمل والمتطوع، كلهم جميعًا أمامهم هدف واحد هو إسعاد زوار المهرجان والتميز والإبداع في إخراج الفعاليات والأنشطة بشكل يليق بالمحافظة وبثقة سعادة المحافظ وباسم صحار، وكان لهم ما طمحوا له بعد الحضور الكبير الذي وصل حسب التقديرات الرقمية إلى أكثر من 928 ألف زائر. وبعد نجاح المهرجان في تحقيق الأهداف المرسومة له، والتي كان من أبرزها توفير فرص وظيفية مؤقتة للباحثين عن عمل وكان العدد المحدد 100 باحث عن عمل؛ ليصل العدد فيما بعد إلى أكثر من 175 باحثًا عن عمل، إلى جانب وجود باحثين عن عمل في أعمال أخرى لها علاقة بالمهرجان. وكان الهدف الثاني هو إشراك الأسر المُنتجة والمتعففة وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ليشاركوا بالمجان، وفعلًا شاركت الأسر المنتجة والمتعففة وكانت البداية بعدد 60 أسرة، وبعد رؤيتهم لنجاح المهرجان والإقبال الكبير زاد العدد ليصل إلى 137 أسرة، وليصل عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى 37 مؤسسة.

المهرجان نجح وبشهادة الأغلبية، ووصل صوت المهرجان للعديد من الدول العربية والخليجية، وهذا النجاح يُمثل مسؤولية كبيرة، ويدعو جميع المسؤولين للتفكير بأن يكون المهرجان علامة فارقة خلال السنوات القادمة، عليهم بعدم المكوث كثيرًا عندما تمَّ تحقيقه، والنظر بعين ثاقبة لدراسة الإيجابيات والسلبيات التي حدثت وتعزيز الإيجابي وتصحيح السلبي منها، عليهم بدراسة واقع المهرجانات في الدول الخليجية والصديقة والاستفادة منها ومن تجاربهم، وابتكار الجديد لمهرجان صحار الذي يجب أن يستمر ويطور ويبرز بشكل أكبر، وأؤمن إيمانا تاما بأن شباب محافظة شمال الباطنة قادرون على تقديم ما يبهر الحضور في المهرجان المُقبل بمشيئة الله.

شكرًا لصاحب الفكرة والقيادة سعادة محمد بن سليمان الكندي مُحافظ شمال الباطنة، شكرًا للشركات الراعية والداعمة للمهرجان، شكرًا للمؤسسات الحكومية والخاصة التي قدمت جهودا كبيرة خلال أيام المهرجان، شكرًا للجنة الرئيسية وللجان العاملة، شكرًا لكل الشباب العاملين على ما قدموا.. دام عطاؤكم نابضًا بحب هذا الوطن، ودمتم ودامت عُمان بخيرٍ.