ميسي أسطورة الأرجنتين

الساحرة المستديرة تبتسم لرفاق "البرغوث" وتتوّج مسيرته بالكأس الذهبية

أداء مُذهل لـ"راقصي التانجو" و"الديوك" الفرنسية في "النهائي المجنون"

◄ أقوى نهائي مونديال على الإطلاق يشهد 6 أهداف

 

الرؤية- وليد الخفيف

شهد إستاد لوسيل مباراة مجنونة بين المنتخب الأرجنتيني والمنتخب الفرنسي في نهائي بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، والتي انتهت بركلات الترجيح لصالح راقصي التانجو للمرة الثالثة في تاريخهم، لتبتسم الساحرة المستديرة إلى ميسي وتتوج مسيرته الكروية بحمل كأس العالم.

وسيطر المنتخب الأرجنتيني على أحداث الشوط الأول بفضل التشكيلة المثالية التي اعتمد عليها ليونيل سكالوني فضلاً عن طريقة اللعب التي منحت راقصي التانجو تفوقا هجوميا فاعلا ومنظومة دفاعية متينة. واعتمد سكالوني على طريقة لعب4-3-3، ونجح ثلاثي خط الوسط دي بول وفرنانديز وماك اليستر في إجهاض الهجمات الفرنسية من مهدها من خلال الضغط العالي من ثلاثي المقدمة ميسي والفاريز ودي ماريا.

وفاجأ سكالوني الجميع عندما اعتمد على أنخيل دي ماريا من بداية اللقاء كنجاح أيسر، ونجح الأخير في إحداث التفوق الهجومي بفضل مهارته التي استغلها في الدقيقة 23 عندما اخترق الجبهة اليسرى قبل أن يُعرقله ديمبلي ليحتسب حكم اللقاء ركلة جزاء ترجمها ميسي لهدف أول. وواصل أنخل دي ماريا إبداعه على الجبهة اليسرى متوجا جهوده في الشوط الأول بإحراز الهدف الثاني للتانجو بعد جملة فنية رائعة انتهت في شباك هوجو لوريس.

لم يظهر حامل أختام المنتخب الفرنسي أنطوان جريزمان خلال الشوط الأول سوى في الركلة الحرة التي نفذها في الوقت بدل الضائع من الشوط إلا أن الكرة مرت دون أن يستغلها أحد. وظهر مبابي منعزلا بعيدا عن مستواه في الشوط الأول بفضل الضغط القوي في وسط الملعب عبر دي بول ومولينيا، فتقلصت خطورة لاعب باريس سان جيرمان كلياً خلال الشوط الذي جاء أرجنتينياً بامتياز.

وتفوق خط الوسط الأرجنتيني بواسطة دي بول وفرنانديز وماك اليستر تشواميني ورابيو وجريزمان وديمبيلي، الأمر الذيث منح حق السيطرة والاستحواذ المعززة بالفاعلية والتهديف للتانجو دون أن تخلق فرنسا أي فرصة حقيقية. وحاول ديديه ديشامب العودة للمباراة قبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق فأجرى تغييرين دفعة واحدة، فأشرك ماركوس تورام بديلا للمهاجم الصريح أوليفيه، ليلعب في الجناح الأيمن ويصبح مبابي مهاجما صريحا، بالإضافة لإشراك راندال كولو بديلا لعثمان ديمبلي غير الموفق، فكانت جهته ثغرة دفاعية اخترقت عدة مرات، ونجح كولو في إيقاف خطورة الجبهة اليسرى النشطة عبر تاليافكو وماك اليستر ودي ماريا رجل الشوط الأول.

ومع بداية الشوط الثاني، تنازلت الأرجنتين عن الاستحواذ، فامتلك الفرنسيون الكرة ولكن دون خلق فرص حقيقية، الأمر الذي دعا ديشامب لتغييرات جديدة في صفوفه، فأشرك ادواردو كامافينجا بديلا لتيو هيرنانديز الظهير الايسر، ودخل كينغسلي كومان بديلا لأنطوان جريزمان البعيد عن مستواه. وسيطر المنتخب الفرنسي واستحوذ بفضل التغييرات خاصة كومان وتورام، وظهر الديوك بشكل مختلف عند الدقيقة 80، حيث أحكم الفرنسيون حصارا قويا على ميسي ورفاقه مع تألق مبابي الذي عاد من بعيد فأحرز هدفين أدرك بهما التعادل لتعود المباراة للمربع الأول.

ويبدو أن سكالوني دفع ثمن خروج دي ماريا ونزول أكونيه الذي تسبب في ركلة الجزاء، فضلا عن الفارق الفني الكبير الذي يصب لصالح دي ماريا. وحاول الفرنسيون استغلال الروح المعنوية العالية بعد التعادل وإحراز الهدف الثالث، ولاحت لهم بعض الفرص التي تصدى لها الدفاع الفرنسي، وفي المقابل رد ميسي بتصويبة صاروخية تصدى لها لوريس باقتدار، ليطلق بعدها حكم اللقاء صافرة نهاية الشوط الثاني ليدخل الطرفين في نفق الأشواط الإضافية.

حاول المنتخب الأرجنتيني استعادة السيطرة مرة أخرى، وكانت الهجمات متبادلة بين الفريقين، ليستغل ميسي كرة مرتدة من الحارس لوريس ويسدد من مدى قريب ويحرز الهدف الثالث، ليعتقد أخيرا أنه سجل هدف فوز الأرجنتين باللقب، لكن قبل نهاية الوقت الإضافي بدقيقتين تعادل مبابي من ركلة جزاء أخرى بعد لمسة يد، ويلجأ الفريقان إلى الركلات الترجيحية.

سجلت الأرجنتين أربع ركلات ترجيح، فيما أهدرت فرنسا مرتين بواسطة كينجسلي كومان وأوريلين تشواميني ليحصد ميسي اللقب الكبير الوحيد تقريبا الذي ينقص خزائنه.

تعليق عبر الفيس بوك