كأس العالم "تتكلم عربي"

د. أحمد العمري

لقد أبهرتنا؛ بل وأبهرت العالم أجمع الشقيقة قطر في تنظيمها لكأس العالم لكرة القدم 2022، فكان مونديالًا ولا في الخيال، على الرغم من كل التحديات والعقبات التي اعترضتها؛ فلم يكن الطريق مفروشًا بالورود، ولم يكن سهلًا، خاصة من قبل المُشكِّكين والمُضللين، وعلى وجه التحديد دعاة المثلية الذين يريدون تغيير الطبيعة البشرية ويعكسون خلقة رب العالمين والعدالة والتكوين الإلهي.

لقد خرجت جميع المنتخبات المؤيدة للمثلية من المونديال؛ لأن رب العالمين لا ينزل إلى البشر ويضربهم بالعصا ليعاقبهم، لكنه سبحانه وتعالى يسير الأمور وهو في ملكوته كيفما يشاء، ولله في خلقه شؤون.

كما إن منع المشروبات الكحولية في الأزقة والملاعب، أضفى صبغة من الآمن والأمان، فلم يحصل أي عراكٍ بين الجماهير، ولم يتم التحرش بالنساء، وبهكذا أخذت المرأة المشجعة حقها الكامل في الاستمتاع بمشاهدة المونديال، ولم يكن هناك ما يُعكِّر صفو المشاهدات والمتابعات.

لقد أعدّت قطر ونظّمت وأبدعت ونجحت في إقامة مونديال تاريخي غير مسبوق بكل الكلمات والمفردات وبكل لغات العالم.

إننا نبارك لأنفسنا ونبارك لقطر حكومةً وشعبًا هذا الإنجاز التاريخي، ولا يفوتنا أن نقدم التهنئة لقطر بيومها الوطني.

العرب استطاعوا تحقيق الإنجازات في هذه البطولة، فها هم الأشقاء المغاربة يحرزون إنجازًا غير مسبوق للأمم المغربية والأمازيغية والعربية والأفريقية والإسلامية، بعدما أنهوا مشوارهم في المونديال ضمن الأربعة الكبار في العالم. فلنبارك لأنفسنا ونبارك للمملكة المغربية حكومةً وشعبًا هذا الإنجاز التاريخي.

هكذا تكون كأس العالم "تتكلم عربي" وبالفصحى العربية وبكل لهجات العرب؛ سواءً كان الأمر في التنظيم أو في الإنجاز على ميادين المباريات، فلم تعد هناك فرق كبيرة وأخرى صغيرة، لقد ساوى مونديال قطر بين الجميع، وأعطى الأفضلية لمن يبذل الجهد والعرق في ميدان اللعب.

وللتذكير نقول إن فوز الشقيقة السعودية على الأرجنتين، وفوز اليابان وكوريا وتونس على عمالقة كرة القدم، وفوز أسود الأطلس على كندا وبلجيكا والانتصار على أسبانيا وإخراج  البرتغال، كلها إنجازات تاريخية.

إن الحقيقه الثابتة الدامغة أن كأس العالم يتكلم العربية من أرض عربية؛ بل إنها لبست الدشداشة والغترة والعقال وتوجت بالعمامة. لقد فازت السعودية على بطل العالم، وفازت تونس على وصيف العالم، وحظيت المغرب بالمركز الرابع عالميًا.

والمشهد الأروع في هذه البطولة، كان عندما قام صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، بوضع البشت العربي على أكتاف اللاعب ليونيل ميسي، قبل أن يرفع كأس العالم.

كل هذا يؤكد ويثبت أن كاس العالم 2022 في قطر هي كأس عربية بامتياز، ولربما تكون هذه البداية لعودة العرب إلى أمجادهم وتاريخهم العريق، وأن يكون القادم أفضل ويحمل الخير الوفير، والله على على كل شيء قدير.