فلتكن حياتنا سعيدة

 

د. أحمد أبوخلبه الحضري **

 

من المؤكد أنه بالحياة قد توجد توجهات مختلفة ومفتعلة لا تتناسب مع فطرة الله وأنه لا يوجد أي تجاوز أو أخطاء فطرية، من منطلق أننا وجدنا لنكون سعداء، إذا لم نتجه خلافاً لتلك الفطرة التي خلق الله الناس عليها.

ونظل نحن مجسدين لإرادة الأسس الصحيحة لحياة كريمة وقد نجد منَّا من لا يفهم من السعادة إلا أنها ما يرضي غروره ويُشبع شهواته ونزواته المتسلطة أو تلك التي تتجه للاستمتاع بملذات الحياة دون أن تراعي الدوران المتعاقب لإراداتنا التي تُراعي مصلحة الجميع وغالبا ما تميل إلى الفضائل.

وفي الوقت الذي نستمر منخرطين في توجهات لا تخدمنا بقدر ما تُعزز لدينا نزعات الكراهية المفرطة، التي تزداد رسوخًا فينا بفضل القناعات الفئوية والفردية التي لا تتناغم غالباً مع المصالح الجامعة لجميع أطياف المجتمع، ولذلك فإنَّ رؤيتنا للعالم وبتعاملنا معه سيبدو لنا حافلًا بالمتناقضات.

من منطلق أن كلا منَّا يطرق أبوابه بأجندة وتوجهات تختلف عن الآخرين إذا لم تدعو لإقصائهم، ويأتي ذلك لأنَّ كل طرف يشعر في كل خطوة يقوم بها بأنه الأولى والأحق وصاحب الرأي السديد دون أن يلتفت إلى أن هناك أطرافاً أخرى قد لا تتناغم معه وتشاركه تلك القناعات، وفي كل الأشياء كبيرها وصغيرها، فالعالم والحياة لم يتم تنظيمهما أبدًا بقصد ضمان حياة سعيدة لطرف على حساب آخر. وفضلًا عن ذلك، فإنَّ كل يوم يمر في حياتنا حتى الآن قد علمنا أنَّه حتى في الحالات التي تتحقق فيها نجاحات ومكاسب وقتية لسبب أو لآخر تمنح البعض نشوة الذهاب إلى أبعد ما يمكن توقعه، فلا بد أن نسلم بأن أغلبها قد ترافقه مظاهر خادعة، ولا تؤدي إلى النتائج التي يتمنى الوصول إليها، ولا ترضي شغف قلوبنا بحياة كريمة وهانئة،..

كما إن الحصول عليها يقترن بمقومات وعناصر قابلة للاستمرار والاستدامة ولا تستدعي على الأقل ما يشعرنا بالمرارة التي تبعثها لما يرتبط بها أو ما ينبثق عنها من آلام ومنغصات.

أما الحروب والصراعات فنتائجها تظل مثل الآلام والأحزان لتثبت أنها حقيقية موجعة إلى أبعد حد، وكثيرًا ما تتجاوز كل ما نتوقعه.

وهكذا فإنَّ كل ما في الحياة قد رُسِمَ بحيث يؤدي بنا إلى الازدهار ومزيد من الرفاهية دون أن يُلجئنا إلى التوجه نحو أخطاء دنيوية تسعدنا نحن على حساب أطراف أخرى، وإلى إقناعنا بأنَّ توجهاتنا وقناعاتنا فقط هي التي تفرض على وجودنا بأن نكون سعداء.

وطيب الله أوقاتكم..

** طبيب يمني مقيم بسلطنة عُمان

تعليق عبر الفيس بوك