كُلنا المغرب

 

د. خالد بن علي الخوالدي

khalid1330@hotmail.com

 

تتجه الأنظار العربية يوم الأربعاء إلى دولة قطر الشقيقة لمتابعة الحلم العربي الذي تحقق هذه المرة عن طريق كرة القدم؛ حيث استطاع المنتخب المغربي توحيد الشعوب العربية قاطبة وحكوماتها لتكون كلها في صف واحد لتشجيع أسود الأطلس اليوم في المباراة التاريخية التي تجمعه بالمنتخب الفرنسي في بطولة كأس العالم "قطر 2022" إنه يوم ليس ككل يوم فالجميع في الدول العربية يهتف بصوت واحد "كُلُنا المغرب".

وإذا كانت السياسة فرقتنا ولم يستطع كل الساسة جمعنا على كلمة سواء رغم ما يجمعنا من ثوابت مشتركة كثيرة منها الدين واللغة والتاريخ والجغرافيا والمصير المشترك وغيرها الكثير، ها هي الرياضة تجمعنا وتوحدنا، فالجميع يقف اليوم خلف أسود الأطلس لتحقيق إنجاز تاريخي للدول العربية والأفريقية قاطبة، وما وصل له المنتخب المغربي يعد الأبرز والوحيد لنا كدول عربية وأفريقية في بطولات كأس العالم منذ انطلاقتها، ونجحت 3 منتخبات أفريقية من قبل في بلوغ دور الثمانية بكأس العالم وهي الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010)، لكن أسود الأطلس أصبحوا اليوم أول منتخب عربي وأفريقي يتأهل للمربع الذهبي.

ويدخل أسود الأطلس المباراة اليوم وهم يحققون إنجازا تاريخيا آخر حيث حافظ المنتخب المغربي على مكانته بوصفه أقوى خط دفاع في مونديال قطر، إذ اهتزت شباكه مرة واحدة فقط، وبات المنتخب المغربي على مشارف دخول قائمة أقوى عشرة منتخبات عالمية وفق تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وذلك بعد بلوغه نصف نهائي المونديال، وقدم المغاربة مسيرة متميزة في مونديال قطر، حيث تصدر مجموعته بـ7 نقاط من التعادل سلبيا مع كرواتيا، ثم الفوز على بلجيكا 2- صفر، وعلى كندا 2-1، ثم الفوز التاريخي بركلات الجزاء الترجيحية على إسبانيا في دور الـ16  والفوز على منتخب البرتغال في دور الـ 8 بهدف نظيف، وهذه النتائج الإيجابية لم يسبق لأي منتخب عربي أن وصل لها في كل بطولات العالم، فقد كانت الجماهير العربية تقف مشجعة في صفوف منتخبات متعددة ولعل أبرزها منتخب البرازيل ومنتخب الأرجنتين ومنتخب فرنسا وألمانيا وأسبانيا وإيطاليا وغيرها، أما اليوم فالقلوب العربية تنبض باللون الأحمر وتدعو بدعاء واحد (اللهم وفق المنتخب المغربي للوصول للنهائي).

لقد خرجت الشعوب العربية معبرة عن فرحتها بتأهل أسود الأطلس إلى نصف النهائي، واليوم بحول الله تكتمل هذه الفرحة بالوصول إلى المباراة النهائية، فرجال الملك محمد السادس قادرون على تخطي أي منتخب بما يملكونه من روح قتالية وحماسية منطلقة من حبهم لوطنهم وأمتهم العربية، قادرون على تحقيق الحلم المغربي والعربي لوجود خبرات وقدرات دفاعية متميزة وقدرات هجومية لا تقل في المستوى عن مهاجمي المنتخبات الأخرى، فأسود الأطلس يلعبون في أرقى الدوريات العالمية ويقارعون في أنديتهم أفضل لاعبي العالم، فلا خوف عليهم من مواجهة أي منتخب، وخلفهم دعوات الأمهات والأطفال والرجال في كل الأمة العربية.

إننا نثق في قدراتكم يا أسود المغرب على تخطي المنتخب الفرنسي في كرة القدم بعد أن أخرجتموهم من أرضكم كمحتلين ومستعمرين، نحتاج من كل واحد منكم الاعتزاز والثقة بنفسه أكثر من السابق، تأكدوا أن الحلم بات قريباً وأن الفرص لا تتكرر، فرصتكم مواتية لتحقيق الحلم وأنتم تلعبون في أرضكم وبين جماهيركم، قطر المحبة والسلام والفخر أرضكم وأرض كل العرب وستقف بكل ما تملك داعمة لكم، والجماهير العربية تقف معكم سواء في المدرجات أو من خلف الشاشات، ونحن كشعب عُماني عربي معكم لتحقيق الإنجاز العربي..

ودمتم ودامت عُمان بخير.