نجوم لامعة في كتيبة "أسود الأطلس"

الرؤية- وليد الخفيف

قدم المنتخب المغربي أداءً قويا في جميع مبارياته بمونديال قطر 2022، ليخطف أنظار محبي وعشاق الساحرة المستديرة، وليكون لاعبوه حديث المدربين واللاعبين والمشجعين، كونهم ظهروا جميعا بمستوى متميز أثبت استحقاقهم للوصول إلى المربع الذهبي في البطولة الأهم بعالم كرة القدم.

وضمن كتيبة أسود الأطلس، لمعت نجوم في قائمة الفريق كانت لهم بصمات فارقة ساهمت بشكل كبير في ظهور هذا الأداء الكبير والتغلب على منتخبات كبيرة مثل كرواتيا وبلجيكا وكندا وأسبانيا، في نجاح عظيم يقوده المدرب المغربي وليد الركراكي.

أوناحي.. رئة أسود الأطلس

قدم عز الدين أوناحي- 22 عاما- لاعب خط وسط المنتخب المغربي وأنجي الفرنسي، أداءً رائعًا في وسط الميدان، إذ نجح رغم صغر سنه في تغطية مساحات كبيرة من الملعب وفرض عليها هيمنته وسيطرته، فهو بارع في استخلاص الكرة دون أخطاء، فضلا على القيام بمهام الضغط الحاسم وسد زوايا التمرير، لينجح في تقليص خطورة المنافسين.

وعقب خسارة المنتخب الأسباني أمام المنتخب المغربي في دور الـ16، أشاد المدير الفني للماتادور الأسباني، لويس إنريكي، بأداء أوناحي، قائلا: "فوجئت باللاعب رقم 8 للمنتخب المغربي، يا إلهي من أين أتى هذا الرجل؟! لقد كان يلعب بطريقة مدهشة، لم يتوقف عن الركض ويبدو أنه منهك الآن، تحدثت عنه مع الطاقم الفني، فقد فاجأني بمستواه الرائع".

ويعد أوناحي أحد أركان المنظومة الدفاعية المتينة للمنتخب المغربي، حيث نسج مع أمرابط وأملاح شبكة متينة لحماية خط الظهر الرباعي. وفي المباراة الأولى أمام كرواتيا، ظهر ابن الرجاء البيضاوي بشكل لافت، فساهم في توازن القوى أمام الكروات وصيف بطل النسخة الماضية روسيا 2018، فواجه رفقة أمرابط وأملاح خط وسط كرواتيا المكون من الثلاثي مودريتش وبروزوفيتش وكوفاستيش، فضلا عن دعم الجبهة اليمنى وتغطية صعود أشرف حكيمي وتقديم الإسناد الهجومي لحكيم زياش الجناح الأيمن.

لقد تطور أداء أوناحي بشكل لافت من المباراة الأولى إلى الثانية خاصة على الجانب الدفاعي أمام منتخب بلجيكا المدجج بالنجوم، وهي المباراة التي حسمها المغرب وصعد بنقاطها للدور الثاني متصدرًا مجموعته، فقدم أوناحي واحدة من أقوى مبارياته، فتفوق رفقة أمرابط وأملاح في معركة خط الوسط على أونانا وفيتسل، وساهم في تقليص خطورة هازارد نجم تشيلسي، وحدّ من تمريرات دي بروين نجم مانشستر سيتي، وقلّص كثيرا من فاعليته الهجومية.

واصل أوناحي- الذي يعود اكتشافه لوحيد خليلوزيتش- أداءه القوي في الدور الأول فساهم في فوز فريقه على كندا 2-1، وتطور الأداء بشكل أدهش إنريكي أمام إسبانيا، وبلغ قمة عطائه البدني والتكتيكي أمام البرتغال في دور الثمانية، ومن المتوقع أن يستمر عطاؤه أما الديوك الفرنسية بنصف نهائي المونديال، فهو أحد الأعمدة الرئيسية للمنتخب المغربي رغم صغر سنه.

ويتمتع أوناحي- المولود في الدار البيضاء- بلياقة بدنية عالية ومستوى عالٍ من الأداء والقدرات التكتيكية، والتي تمكنه من تنفيذ مهام الضغط على حامل الكرة واستخلاصها، وبناء الهجوم والتدرج بالكرة من الخلف إلى الإمام، مستفيدا من مهارته في التسليم والتسلم تحت ضغط المنافس، كما يتمتع برؤية رائعة للملعب تمكنه من تقديم الدعم الدفاعي للجبهة اليمنى فضلاً عن قيمته الفنية في الهجوم المرتد مع زياش وفتح الملعب لانطلاقات أشرف حكيمي.

ياسين بونو.. حامي عرين الأسود

إذا كان لأحد فضل في عبور المنتخب المغربي لنصف نهائي المونديال، فليكن في المقام الأول إلى حامي عرينه ياسين بونو، حارس إشبيلية الأسباني وأفضل حارس في الليجا، وقفاز الإجادة الذي منح منتخب بلاده الفوز بركلات الترجيح أمام أسبانيا في أقوى مواجهات دور الـ16، فضلا عن تصديه لكل محاولات جوا فيلكس وبرونو هيرنانديز وراموس وكريستيانو رونالدو في الملحمة التي أبكت البرتغاليين فودعوا الدوحة بعد الخسارة.

ولم تستقبل شباك ياسين بونو سوى هدف وحيد في خمس مباريات، بل كان الهدف بنيران صديقة في المباراة الثالثة بدور المجموعات أمام كندا، وانتهت بفوز المغرب 2-1. وكتب ياسين بونو التاريخ عندما احتفظ بشباكه نظيفة أمام كرواتيا وأسبانيا والبرتغال، ووقفت الإصابة عائقا أمام مشاركته في مباراة بلجيكا التي انتهت بفوز منتخبه بهدفين دون رد، قبل أن يتألق أمام أسبانيا بصد ثلاث ركلات ترجيحية ولم يتمكن الأسبان من هز شباكه، واستمرت شباكه نظيفه في مباراة البرتغال، ليحصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة تتويجًا لعطائه وأدائه المميز وحماية مرماه من نيران ترسانة الهجوم البرتغالية التي أسقطت سويسرا بـ6 أهداف.

ويتمتع بونو بسرعة رد الفعل وحسن التعامل مع الكرات العرضية والتصويبات المباشرة، بالإضافة إلى التوقع والتمركز بشكل رائع ما بين القائمين وتحت العارضة، فضلا عن توجيهاته لخط دفاعه لتطبيق الرقابة الصحيحة في الكرات الثابتة.

سفيان مرابط.. وتد خط الوسط

يلعب سفيان مرابط في خط الوسط بدرجة مقاتل للدفاع عن ألوان بلاده، فهو مصدر ثقة لجميع زملائه، حيث قدم لاعب فيورينتينا الإيطالي أداء لافتا للأنظار في المباريات الخمس التي خاضها مع فريقه، فقدم عطاء سخيا عزز به قوة المنظومة الدفاعية للمغرب، وكان أول نقطة لبناء الهجمات والتحول من الحالة الدفاعية للهجومية بفضل مهارته في الخروج بالكرة والبناء والتدرج بها للأمام متجاوزا تكتيك الضغط العالي.

ولعب مرابط نجم خط وسط المغرب وأحد المرشحين بقوة للتشكيلة المثالية لدور الثمانية، دور حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم، إذ يشبّهه البعض بكاسحة الألغام العرضية ومصدر الدعم والضغط على عمق الملعب وتعزيز قوى الجبهة اليسرى لمزراوي في المباريات الأولى وعطية الله البديل في المباراة الأخيرة أمام البرتغال.

وظهر المعدن النفيس لمرابط عندما وقف سدا منيعا أمام مودريتش نجم كرواتيا، وعندما تصدى لدي بروين وهازرد في مباراة بلجيكا، وتحمل الضغط العنيف أمام كندا، أما ذروة مستواه الفني فبلغها أمام أسبانيا عندما أجهض محاولات بوسكيتس وتصدى لتحركات جافي وتفوق على بيدري وقلص من خطورة اسينسيو نجم ريال مدريد. ويعد مرابط العمود الفقري الذي يبنى حوله تشكيلة الفريق، وأحد ركائز القوة سواء الدفاعية أو الهجومية، نظرا لجودة تمريراته وقدرته على الانتقال بالكرة للأمام فضلاً عن رؤيته المحركة للانطلاقات من الأطراف، سواء من جهة بوفال يسارا أو زياش يمينًا.

يوسف النصيري.. لاعب الوثب العالي

من يرى ارتقاء يوسف النصيري فوق الجميع وهدفه التاريخي في البرتغال، يشعر أنه لاعب وثب عال وليس كرة قدم، كونه لاعبا ومهاجما من طراز فريد. وسجل النصيري أول أهدافه في شباك كندا فساهم في فوز المغرب 2-1 وتصدر المجموعة والعبور لدور الـ16، كما ظهر في المباراة الكبيرة أمام البرتغال بأداء مميز وأطلق رأسية وضعت المغرب في المربع الذهبي.

وأصبح النصيري أول لاعب مغربي يسجل في نسختين بكأس العالم، حيث يتمتع مهاجم إشبيلية الأسباني بلياقة بدنية عالية، فهو أول نقطة لتنفيذ الضغط على حامل الكرة من الفريق المنافس، بالإضافة لأدواره ومهامه الأساسية في التهديف فهو متميز في التمركز وألعاب الهواء، فضلا عن السرعة وقدرته على الاستلام تحت ضغط المنافس كمحطة استقبال وإسناد للقادمين من الخلف.

تعليق عبر الفيس بوك