◄ تعود التسمية إلى الإمام حسن بن سعيد السحتني
◄ عدد سكان الوادي نحو 10 آلاف نسمة
◄ يضم الوادي عددا من القرى ولكل قرية طباع متفردة
محمد بن زاهر العبري
تتميز سلطنة عمان بالطبيعة الجبلية والصحراوية التي تتخللها الأودية الكبيرة والمشهورة، بالإضافة إلى السلسلة الجبلية "سلسلة جبال الحجر" التي تمتد من منطقة رؤوس الجبال في رأس مسندم- حيث يقع مضيق هرمز- إلى رأس الحد أقصى امتداد للجزيرة العربية من جنوبها الشرقي المطل على المحيط الهندي، وذلك على شكل قوس كبير يتجه من الشمال الشرقي للسلطنة إلى جنوبها الغربي، ويصل أقصى ارتفاع له 3000 متر في منطقة الجبل الأخضر، كما أن أعلى قمة فيه على مستوى الجزيرة العربية هي قمة جبل شمس (القنة) بولاية الحمراء.
ومن أهم الأودية الكبيرة والمشهورة في عمان- والتي تخرج من هذا الجبل- وادي السحتن، وهناك اعتقاد بأن "سحتن" هو اسم رجل من أبطال العبريين القدماء الذين اشتهروا بطرد الغزاة الطامعين في الوادي، كما أن سحتن ليس بوادٍ واحد ولكنه عدة أودية، وتنضم هذه الأودية إلى واد يسمى وادي العامد. ولقد تناثرت قرى الوادي في بطون هذه الأودية من رؤوسها المنحدرة من الجبل المشهور بالجبل الأخضر، وأهم هذه البلدان قرية فشح، كما يطلق عليها محليا، لكن اسمها الحقيقي فسح بالسين؛ وذلك من فسحة المكان واتساعه في تلك البقعة من الوادي. ومن طبيعة هذا الوادي أنه يحاط بسلاسل جبلية وعرة كالهالة بالقمر، وليس له إلا مدخل واحد ومخرج واحد يتحكم فيهما فرد واحد، ويطلق على هذا الوادي اسم خاص عن بقية أوديتها المشهورة وهو مندوس عمان.
سبب التسمية
تعود تسمية وادي السحتن بهذا الاسم نسبةً إلى رجل يدعى الإمام حسن بن سعيد السحتني، وكان يتولى أمور الوادي ويرجع الأهالي إليه لفطنته وحنكته في كيفية حل المشكلات، وكان له دور بارز في طرد الغزاة الطامعين في الوادي، وكان يسمى أيضا "قنة وادي السحتن"، وهو جبل طويل من أجنحة الجبل الأخضر منفصل عنه، ويشتهر بعدة أشياء قد ذكرها الشيخ العلامة إبراهيم بن سعيد العبري- رحمه الله- في كتابه "تبصرة المعتبرين في تاريخ العبريين"، والشيخ الباروني أيام زيارته له، فيما كتبه عن عمان ونشره في المجلات العالمية.
ويبلغ عدد سكان وادي السحتن نحو 10 آلاف نسمة موزعين على أكثر من 33 قرية، ولقد امتزجت الحياة بوادي السحتن بالأصالة والمعاصرة، وترتبط بالحضارة العمانية وجذروها الضاربة في عمق التاريخ. وسمي وادي السحتن بـ"مندوس عمان" لتميز الوادي بكثرة المحاصيل الزراعية؛ مما شكل منه واحة خضراء تتجمل بالكثير من المحاصيل الزراعية والحبوب؛ مثل: الحنطة والقمح والحمص واللوبيا والثوم والبصل والفجل والخس والليمون والسفرجل، بالإضافة إلى العديد من الأعلاف.
التراث الثقافي للسحتن
لا شك أن اكتشاف الحروف القديمة إضافة كبرى للبشرية، لأهميتها الكامنة في توضيح ما سبق من التاريخ الفكري للإنسان، لتبقى الكتابة هي أهم شيء قام به الإنسان للتعبير عن كينونته من خلال الكتابة عن المشاهد القصصية والذاتية أو للتفاهم، وكان للإنسان محاولات كثير قبل الكتابة مثل رسم الخطوط، فينقش فكرة ليرمز إلى مفهوم، ويرسم صوتا "حرفا" بهدف الاستدلال على المنطوق، وكل ذلك سعيا منه لتحقيق حضوره وإقامة النظام والوضوح تجاريا وسياسيا في تلك المجتمعات الأولى.
خط وادي السحتن
في سلطنة عمان، تعرف الباحثون إلى خط أبجدي قديم في وادي السحتن التابع لولاية الرستاق العمانية، حيث رسمت هذه الأبجديات على صخور الوادي الذي كان يوما طريقا للقوافل التجارية القديمة بين البحر والصحراء وما وراءها، وفي العقود الماضية وقبل التغيير المناخي، كان الوادي قطعة من الجنة في لونه الأخضر طوال العام بسبب نزول الشلالات وغزارة الماء فيه، ليظل مكانا جاذبا ونابضا بالحياة، ليربط العالم القديم بعضه بعضا من خلال الطرقات التجارية التي لا بداية لها ولا نهاية، وتنقل البضائع بأشكالها وأنواعها.
الأبجدية العُمانية
خرجت "أبجدية سحتن" فجأة للعيان، لتعبر عن حروف منقوشة على صخور تقع عند مضيق مائي صغير بين الوديان، ظلت الرسومات الصخرية المختلفة باقية كبقية الفنون الصخرية القليلة الموجودة في العالم، وقد ظهر لفظ الفن الصخري في الأدب العالمي منذ نحو سبعين عاما، لتشير إلى رسومات كشطت على الصخر، وفي وادي السحتن وبعد اكتشاف الحروف متفردة عن باقي الأبجديات، قام الباحث العماني المعروف حارث الخروصي بنقلها وتوثيقها تمت تسمية خط السحتن بالأبجدية بالعمانية.
أبجديات جزيرة العرب
في جزيرة العرب عدة أنواع من الأبجديات القديمة، تم توثيقها بشكل رسمي عالميا بعد اكتشافها؛ أشهرها: الأبجدية المسندية، والأبجدية الثمودية "النبطية"، واللحيانية التابعة لمملكة ديدان التي تأسست قرب الحجاز عام 660 قبل الميلاد، إضافة إلى الصفائية "الصفوية". أما في عمان فلم يتم التعرف إلا على بعض الحروف في وادي الخروصي ووادي بني عوف، وهي شديدة الندرة، إلى أن تم اكتشاف أبجدية خط السحتن ليبقى استثنائيا، ويتم تسميتها بالأبجدية العمانية؛ لأنها منفردة عن باقي الأبجديات التي تمت دراستها في الجزيرة العربية وإن قاربت بعض حروفها الحروف الثمودية.
قراءة ومُقارنة
لم يستطع الباحثون معرفة عمر هذه الأبجدية، لكنها بلا شك تعود إلى ما قبل الإسلام بكثير، وبقي الطريق الوحيد أمام الحارث الخروصي هو مقارنتها بالكتابات والأبجديات الأخرى، لا بالتحليل الكربوني أو سواها تلك المتخصصة في الصخور أو مواد البناء نفسها ولا في الحروف المكشوطة والمرسومة. وتبدأ أبجدية السحتن من اليسار إلى اليمين، عكس الأبجديات الأخرى في جزيرة العرب التي تبدأ من اليمين إلى اليسار ومن الأعلى إلى الأسفل، كما أن أبجدية السحتن كتبت في فترات مختلفة وبواسطة أشخاص مختلفين، فبدا من الصعب تحديد الأقدم منها والأحدث، لكن بشكل عام يتراوح عمرها بين الألف الثالث إلى الألف الأول قبل الميلاد.
وفي البدء كان الخط طلسما حتى تمت قراءته، لتخرج كلمة «فسح» أو «فشخ» ويصبح الاختلاف بين حرف السين أو الشين في وسط الكلمة هو حرف يسمى سامخ، وهذا الحرف ما زال مستخدما في اللهجات العربية الجنوبية كاللهجة المهرية واللهجة الشحرية، وعلينا التنويه أيضا إلى أن اسم القرية الآن هو فسح أو فشخ، الواقعة على مضيق الوادي، وهو اسم قادم من العالم القديم، وهكذا حتى تم ترقيم الخطوط إلى أرقام تحمل رمز السحتن لاستنباط كل حرف بسماته الخاصة ثم مقارنتها بأبجديات الجزيرة العربية لنفس الفترة، ليبقى هذا الإرث سجلا إنسانيا وتاريخيا مهما، وجزءا من هوية المكان والمنطقة، وإعلاما من الأجداد بما كان لديهم من تجارب جمالية أرادوا لها أن تبقى أزلية عن طريق الكتابة على صفحات الصخر.
خط السحتن الأول
نكتب الآن بخط الجزم، وهو كما نعلم شائع ومتطور بقواعده الواضحة، إلا أنه في سلطنة عمان، وكما أشرنا ثمة خط قديم هو خط السحتن الذي يتكون من خطوط عدة بعد أن تم تقسيمها كما يلي: خط السحتن الأول: والذي يتكون من 90 حرفا، ويتكرر الحرف الأول والثاني وهو الظاء بين الحروف، والتكرار كما لاحظ الباحث الحارث الخروصي، ثم يأتي الحرف الثالث وهو الصاد ليتكرر هذه المرة ثلاث مرات، وهذه الحروف هي حرف الظاء والصاد اللذان يتجهان من اليسار إلى اليمين.
خط السحتن الـ6 والـ1 والـ4
ويتكون من أربعة حروف، الأول والثالث لا يتطابقان مع أي أبجدية قديمة إن قارنا بينهما، لكن بالمعاينة فإنه من المحتمل أن يكون خطا السحتن الأول والثاني، خطا واحدا، فثمة تناسق بحجم الأطراف، مع اختلاف بسيط بحفرة الكتابة. أما الثالث فيتكون من حرفين، فيظهر التشابه بينه وبين الحروف الأربعة لخط السحتن الرابع، لتظهر مع بعض حروفها رسومات ليحيي الإنسان من خلالها عن نقلته الحضارية في التعبير، من الرسم إلى الحرف، ومن البصر إلى الصوت، بالكتابة أمام الرسم كترجمان ببدايات هذا الانتقال.
خط السحتن الـ5 والـ2 والـ7
خط السحتن الخامس ذو الـ4 حروف، تظهر كسابقيها مع كل حرف من حروفها رسم لحيوان مختلف بهدف للدلالة على الحرف، ليخرج خط السحتن السادس بحروفه الـ19، وهو من أجمل وأوضح الحروف على الإطلاق، وهي فترة متقدمة قليلا، لكن ومع ذلك لم يظهر فيها حرف الغين وحرف الحاء.
وأخيرا، خط السحتن السابع والذي يحتوي على 5 أحرف، لنكتشف مع هذا الخط مدى المقاربة والتشابه في بعض حروفها مع الحروف الثمودية الواقعة في شمال الحجاز.
معالم ومواقع السياحية
ويضم وادي السحتن معالم ومواقع سياحية مثل: برج الصوار بقرية عمق: يقع قرب منبع الفلج القديم، وترجع تسميته إلى أن الصوار تعني الحجارة المستخدمة في توجيه الفلج، وبسبب عدم القيام بإجراءات الصيانة الدورية اللازمة آل مصير البرج للاندثار. ومسجد السوقمة: وهو من أقدم وأكبر المساجد في قرية عمق بشكل خاص ووادي السحتن بشكل عام، مقارنة بالحقبة التي بني فيها، وترجع تسميته لوجود شجرة السوقمة بجانبه، وهي كبيرة جدا بحجمها وقديمة بعمرها، إلا أن المسجد قد انهار تماما، وقد تم بناء المسجد الجديد في نفس الموقع منذ ما يقارب خمسة عشر عاما.
وطريق السنسلة "السلسلة": صعوبة الحياة في الماضي جعلت من العبريين يركبون الصعب، وربط الطرق الجبلية ببعضها البعض، وطريق السلسلة واحد من الشواهد على تلك الحقبة، والتي توضح وجود جسر مكون من سلسلة حديدية تربط بين جبلين، وبدون هذه السلسلة الحديدية لا يمكن التنقل عبرها؛ ولهذا الطريق وقف خاص مكون من سبع نخلات لتأهيل الطريق وصيانته بين فترة وأخرى وإصلاحها وترميمها.
قرى وادي السحتن
الطباقة: تعتبر قرية الطباقة إحدى القرى السياحية في وادي السحتن بولاية الرستاق، والتي تبعد عن مركز المدينة 90 كم، وتشتهر بكثرة النخيل المتنوعة، وتغطي مساحات شاسعة، وتتميز محاصيل موسمية؛ مثل: الليمون، الزيتون، الموز، الزام، التين، المانجو، الفيفاي والعنب. وأسهم موقعها المتميز بشكل كبير في تحسين الإنتاج الزراعي؛ لقرب موقعها من مجرى وادي السحتن، وهي البوابة الرئيسية لمدخل الوادي؛ كونها أول قرية تصادفك عند زيارة وادي السحتن، ويمارس الأهالي قديما ولا يزالون حرفة الزراعة، ويوجد بها حصن مميز وهو تحفة معمارية تاريخية قديمة وهو حصن "الطباقة".
الخضراء: قرية الخضراء إحدى قرى وادي السحتن، يمر طريق الوادي في منتصف القرية، ويقسمها الى نصفين، وتحيط بالقرية الجبال الشاهقة التى تتمازج ألوانها مع خضرة أشجار النخيل والمسطحات الخضراء لمزارعها الغناء التى تشكل لوحة رائعة في غاية الجمال على امتداد الوادي، كما تمتاز القرية بوجود عين مائية حارة دائمة الجريان تسمى "عين الخضراء"، وعدد من الآثار القديمة والرسومات الصخرية.
عين الخضراء: تعد عين الخضراء من العيون المائية الحارة في ولاية الرستاق، وتأتي في المرتبة الثانية بعد عين الكسفة من حيث درجة الحرارة واستمرارية تدفقها طوال العام، ويتوافد العديد من السياح والزوار على هذه العين للاستمتاع بطبيعة مياهها الحارة، خاصة في فصل الشتاء، وقضاء أوقات ممتعه بين واحاتها الخضراء من أشجار النخيل والمزروعات على امتداد الوادي. وبحسب الأهالي، فإن منسوب مياه العين لا يزداد بشكل ملحوظ عند جريان أودية قرية يقاء بوادي بني غافر وهطول الأمطار وعلى الجبال التى تقع في الجهة الغربية من العين.
آثار تاريخية
تَزخر قرية الخضراء بوجود آثار تاريخية؛ أهمها: برج العين التاريخي الذي يقع على تلة جبل أعلى عين الخضراء، ويطل البرج شامخا على القرية في الجهة الشرقية، إلا أن جدرانه بدأت في الانهيار، وقد بني البرج من الطين والحجارة والجص، وتوجد على طول جدرانه فتحات كانت تستخدم قديما للدفاع عن القرية، كما يوجد بالقرب منه بئر لتخزين المياه، وطريق مبني من الحجارة على شكل سلم يبدأ من أسفل الوادي وحتى مكان البرج الذي توجد حوله آثار قرية مبنية من الحجارة على سفح الجبل تسمى "حلة الفرس"، وكذلك توجد آثار بيوت مبنية من الحجارة تسمى "حجرة الصوالح"، ويوجد وسط مزارعهم في جهة الشرق مسجد قديم يسمى "مسجد بن جيفر"، وهو من المساجد الأثرية القديمة، وتنتشر الرسومات الصخرية في أنحاء مختلفة من القرية، وهي شاهد على عراقة القرية الموغل تاريخها في القدم، كما أن عدد سكانها في تناقص بسبب الهجرة إلى المدينة؛ حيث يبلغ الآن عددهم تقريبا 140 نسمة.
قرية "فسح": سميت بهذا الاسم لاتساع رقعتها الزراعية والعمرانية، وهو ما يلاحظه الزائر أثناء مروره بالقرية، ومن معالمها الأثرية: فلج فسح، ويمتد 4 كم، وبعمق منبع الماء يصل إلى 90م، من معالمها الإثرية أيضا: البرج الشمالي، ويقع في بداية القرية، وبرج الحصن بحلة الشريعة والتي تعرضت للانهيار منذ مطلع الألفين، وبها جامع فسح الذي شيد حديثا، وبها سوق تجاري به العديد من المحال التجارية.
قرية "الصوع": هي القرية التي تختبئ خلف وادي السحتن، بساطة أهلها واكتفاؤهم بالموجود والمتوفر صنع منهم أشداء على المحن والنكبات، وهي معزولة خلف جبل وجبل، وهناك مشقة للوصول إليها، بيوتهم مغطاه بالطرابيل والأقمشة وغرف من الحجارة، بعضهم يفضلها على بيوت الأسمنت، ففيها يجدون راحتهم وهناءهم، على الرغم من توفير الحكومة لهم منازل آمنة ومريحة حديثة، إلا أن بعضهم فضل تلك الأكواخ القديمة.
قرية يصب: تقع في وادي السحتن التابع لولاية الرستاق، وتبعد عن الولاية تقريبا 41 كيلومتراً؛ حيث يبلغ طول الطريق المعبد 91 كيلومترا، والطريق غير المعبد 91 كيلومترا، الطريق الذى يربط هذه القرية من نفس مسار طريق قرية فسح إلى جهة الغرب، توجد به ثلاث حارات (الدويرة-والشرجة-والحشاه)، ومن مميزاتها: الأجواء الباردة شتاء، والمعتدلة في فصل الصيف، كما توجد بها الأفلاج والعيون، وأيضا بها سد واحد، وتشتهر قرية يصب بزراعة: الرمان، والمشمش، والكمثرى، والجلجلان، والبقدونس، والثوم. وتحيط بالقرية سلاسل جبلية جميلة تنساب منها الشلالات وقت المطر،
أما قرية الحاجر، فتتميز بموقعين يطلان على جبلين، وزراعة الليمون والبالنج والسفرجل والثوم، وتشتهر بتربية المواشي، ومناحل العسل الطبيعي، وتنفرد بآثار خاصة؛ مثل: المسجد العالي، وحوارة حدة، وبيوت الحلف.
وتقع قرية المزرع أسفل قرية الحاجر، تحت جبل شمس، وتمتاز بالمحاصيل الزراعية وتربية المواشي، وقد نزح الكثير من سكانها للمدينة؛ بسب وعورة الطريق غير المعبد.
أما قرية عمق بوادي السحتن، فقد سميت بهذا الاسم لأنها تقع في عمق الوادي- وكان وادي السحتن يسمى وادي عمق قبل أن يطلق عليه وادي السحتن- نظرا لعمقها في الوادي من حيث الارتفاع، والبعد عن الأطراف؛ فهي تتوسط قرى الوادي. وتعتبر قرية عمق المركز الإداري؛ كونها القرية الوحيدة التي يوجد بها شيخ، وهو المسؤول عنها كرشيد يتولى مسؤولية وادي السحتن بأكمله، وتضم بعض الخدمات؛ مثل: المستشفى، والمدارس، والمحلات التجارية التى توفر مستلزمات الوادي من سلع وبضائع ضرورية، وسابقا كان يوجد فرع لبلدية الرستاق، ويوجد بها عدد من المساجد العريقة والقديمة؛ منها: مسجد السوقمة، ومسجد الزكت، ومسجد الزنج، ومسجد اللثب.
وتضم القرية عددا من مدراس تحفيظ القرآن الكريم، وتتكون من عدد من الحارات؛ منها: حارة الفوق، وحارة الجناه، والحارة القديمة، وحارة اللثب. وتشتهر بالفنون الشعبية القديمة؛ مثل: فن الروغ، وفن الرزحة، وتكون هذه الفنون حاضرة لتعطي جما ًلا، حيث يتجمع المشاركون ويستمتعون بسماع هذه الفنون الشعبية.
جبل ضوي
طبيعته جبلية، تتوافر بها ثلاث مناطق سكنية قديمة، ويتميز بشجر الطلح والزيتون، والبوت، والليمون والذرة والشعير والعتم، والحيقلان والصخبر. ويتواجد به الكثير من السمر، الدار والدويرات وضوي الضاحية والمغاسل، وهي متفاوتة المسافات بين بعضها البعض.