أسود الأطلس.. المجد لكم

المغرب في المربع الذهبي بعد انتصار تاريخي على البرتغال

 

أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ نصف النهائي

رأس النصيري صنع المجد المغربي

ياسين بونو.. قفاز الإجادة وحامي عرين الأسود

 

 

الرؤية- وليد الخفيف

 

صنع المنتخب المغربي المجد، وأعاد كتابة التاريخ الكروي مسجلًا اسمه بحروف من ذهب نادر، بعدما أغرق منتخب الملاحين في دور الثمانية؛ ليعبر برجال تحمل لواء الوطن العربي إلى المربع الذهبي من كأس العالم لكرة القدم "قطر 2022"، مسجلين إنجازًا غير مسبوق على الإطلاق لمنتخب عربي أو أفريقي في البطولة الأولى عالميًا.

وبصفته أحد رواد الفضاء، علا رأس يوسف النصيري فوق روبن دياز فحوّل عرضية يحيى عطية في الدقيقة 42 لهدف تاريخي هز شباك الحارس ديوجو كوستا، وقهر قلوب بطل أوروبا السابق وسط دهشة العالم وخيبة رجال فرناندو سانتوس، لتعم الفرحة مدرجات إستاد الثمامة الناطق بالعربية في ليلة عربية، ضمن فيها منتخب أسود الأطلس مقعدًا مستحقا في نصف نهائي مونديال قطر 2022.

وقدم المنتخب المغربي على مدار الشوطين ملحمة كروية رفيعة المستوى بذل فيها رجاله جهودا مضنية لتجاوز عقبة البرتغال التي اكتسحت سويسرا الدور الماضي بسداسية، بيد أن الأسود لم تكترث بإنذار الملاحين فأنزلوا به خسارة مستحقة غادروا على إثرها أسوار الدوحة. ومع بداية اللقاء ظهر اعتماد وليد الركراكي على أسلوبه الدفاعي المتكتل والرد بالهجوم المرتد، غير أن هجوم البرتغال بلغ حد الخطورة في بعض الأحيان وتصدى بونو لتسديدات، وردّت العارضة تسديدة برونو فرنانديز.

وكالعادة تألق حارس أشبيلية ياسين بونو فاحتفظ بشباكه نظيفة متصديًا ببراعة لمحاولات البرتغاليين على مدار الشوطين، فقاد المغرب نحو المربع الذهبي في إنجاز عربي غير مسبوق، وسط مؤازرة جماهيرية حاشدة تجاوزت الـ40 ألف مشجع عربي لم يتوقفوا عن مؤازرة المغرب طوال اللقاء. ولم يشارك نصير مزراوي ونايف اكرد في تشكيلة المغرب بداعي الإصابة، وشارك عطية الله في مركز الظهير الأيسر وقدم واحدة من أفضل مبارياته، كما شارك جواد اليامق في قلب الدفاع واستمر وجود سايس وأشرف حكيمي في خط الدفاع.

وقدم ثلاثي خط وسط المغرب أوناحي وامرابط وأملاح درسا في الضغط واستخلاص الكرة والتحول للهجوم المرتد، وصنع زياش جبهة يمنى نشطة وبوفال على الجبة اليسرى وقدم النصيري أداء رائعا حتى استبدل بالمدافع بدر بانون ليلعب الركراكي بخمسة مدافعين وتتغير طريقة اللعب من 4-3-3 إلى 5-4-1، بقصد المحافظة على الهدف وملء خط الوسط وإجهاض محاولة خلق الفرص، فضلا عن التعامل مع الكرات العالية التي كشفت صلابة منظومة الدفاع المغربية.

وشارك جونسالو راموس، الذي يلعب في مركز كرستيانو رونالدو، في التشكيلة الأساسية بعدما سجل ثلاثة أهداف في ظهوره الأساسي الأول أمام سويسرا خلال الانتصار 6-1 في دور الستة عشر. وشكل جوا فيلكس الجناح الأيسر للبرتغال خطورة بالغة إلا أن أشرف حكيمي تصدى لمعظم المحاولات بدعم وإسناد من إمرابط. وكاد فيلكس أن يهز برأسية شباك المغرب إلا أن قفاز ياسين بونو كان لها في الموعد.

ودفع فيرناندو سانتوس بكريستيانو رونالدو في الشوط الثاني وشددت البرتغال من حصار المغرب، وحاول برونو فيرنانديز وواصل جوا فيلكس ولم يتمكن كريستيانو من صنع الفارق بفضل الرقابة القوية التي فرضت عليه. وأطلق برونو فيرنانديز تصويبة قوية وكاد راموس أن يقترب من الشباك إلا أن النتيجة ظلت بتفوق المغرب. وخرج رومان سايس مدافع المغرب متأثرا بإصابة ألمت به في مباراة أسبانيا إلا أن الدفاع المغربي بقي صلبا.

وكالعادة أهدر وليد شديرة مهاجم المغرب البديل فرصة سهلة لإحراز الهدف الثاني وإنهاء المباراة، قبل أن يشهر حكم اللقاء البطاقة الحمراء في وجهه بداعي الخشونة بعد حصوله على الإنذار الثاني في الوقت بدل الضائع ليكمل المغرب المباراة بعشرة لاعبين فقط.

 

وواصل المنتخب البرتغالي الهجوم، واستبسل الدفاع المغربي لينتهي اللقاء مغربيا بامتياز وتطير البطاقة الثالثة المؤهلة للمربع الذهبي خلال الوقت الأصلي دون الحاجة للوقت الإضافي أو ركلات الجزاء كمباريات أمس الأول.

وعبر وليد الركراكي مدرب المغرب عن سعادته وفخره بمنتخب بلاده قائلا: "كتبنا التاريخ لأفريقيا". وأضاف في تصريحات إعلامية: "مرة أخرى واجهنا فريقا كبيرا، البرتغال منتخب كبير، ولقد رأيتم الإصابات ومنها نصير مزراوي والقائد رومان سايس، لكن الفريق قاتل بهذه العقلية وأمام هذا الجمهور الذي يتابعنا".

في المقابل قال سانتوس: "لقد احتجنا إلى وقت طويل للدخول في أجواء المباراة، أراد اللاعبون لكن لم يكن بوسعهم ذلك، وتحلى اللاعبون بثقة كبيرة جدا، وأرادوا الفوز، لكن في الحقيقة لم يكن بوسعهم الظهور بمستواهم طوال المباراة". وتابع مدرب البرتغال قوله: "لم نستغل فرص التسجيل، الخروج من كأس العالم يؤلم دائما".

 

تعليق عبر الفيس بوك