مهرجان مسقط بقلوبنا وغائب عن واقعنا

 

د.خالد بن عبدالوهاب

 

انطلق مهرجان مسقط في نسخته الأولى في يناير 1998 ولمدة شهر كامل مليء بالفعاليات والمناشط؛ حيث تزامن وقت المهرجان مع الإجازات المدرسية في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط، وساهمت لطافة واعتدال الطقس في منح الجمهور فرصة للانطلاق والاستمتاع بالأجواء، ومنذ ذاك الحين استبشر المواطنون والمقيمون خيرًا؛ الأمر الذي أدى إلى انتعاش العديد من الخدمات والانشطة الاقتصادية البسيطة، فامتلأت الحدائق والمتنزهات بالزوار ليلا ونهارا  التى كانت متنفسا رائعا وجميلا.

والآن ومع انتشار وزيادة عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مع مشاركة الأسر المنتجة نرى أنه أصبح لزامًا علينا وعلى كافة الجهات ذات الصلة سواء محافظة مسقط وبلدية مسقط ووزارة التراث والسياحة ووزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، العمل جنبًا إلى جنب، وإحياء هذا المهرجان الذي ستحتضنه العديد من الولايات التابعة لمحافظة مسقط والبالغ عددها 6 ولايات؛ منها الساحلية والتي تستطيع أن تكون مركزًا للفعاليات البحرية ومنها ما يقع داخل المحافظة الغنية  بالحدائق ومنها من يحتوى تلالا رملية  وأسواقا والعديد من المميزات الجغرافيه والبيئية.

ومن محاسن الصدف أن هذا الوقت تزامن مع مباريات كأس العالم 2022، ولكون مسقط هي إحدى المدن المشاركة رسميا في تلك الفعاليات المصاحبة للمباريات قامت العديد من الجهات سواء الرسمية أو الخاصة بإقامة قرى ومراكز للمشجعين في العديد من الولايات التابعة لمحافظة مسقط وحازت مسقط على نصيب الأسد من حيث عدد تلك المراكز إلى تحتوي على مناشط متنوعة تم تجهيزها لتناسب كافة الأعمار.

ونظرًا لوجود الاستعدادات القائمة حاليا نقترح أن يتم عقد لقاء مع إدارات تلك المواقع والقرى الترفيهية الواقعة في محافظة مسقط وتمديد تلك الفعاليات والمناشط حتى نهاية شهر فبراير 2023، على أن تبدأ البلدية وشركاؤها بإعداد برامج مصاحبة لتلك المراكز والقرى وإضافة المراكز التجارية والتي بدورها تعد حزما من التخفيضات والعروض التجارية مخصصة للمهرجان وكذلك مشاركة المطاعم والأسواق الشعبية داخل المحافظة.

ويمكن كذلك إشراك كافة الفنادق بشتى فئاتها ومعها المنتجعات لإعداد حزم للإقامة للمواطنين والزوار، والترويج والتسويق لهذا الحدث في أقرب فرصة ممكنة. وليكن مهرجان تسوق وتخفيضات وعروض وترفيه واستمتاع يشمل الجميع. وقريبًا مباريات كأس الخليج ومهرجان الشتاء.

الأمر ليس صعبًا أو مستحيلًا  فكل التسهيلات متوافرة والقرار لإحياء المهرجان ولا بُد أن يتم اتخاذه، فمع تكاتف جهود كافة الشركاء من كل الجهات العامة والخاصة سنرى ثمار هذا التعاون. وتسهم المهرجانات بدور مهم وحيوي في تفعيل الأنشطة الاقتصادية المتنوعة داخل البلد.

حان الوقت لكي يعود مهرجان مسقط وبقوة إذ أثبتت الفعاليات الحالية مدى تشوق المواطن والمقيم والزائر إلى مثل هذه القرى والمراكز والتي تمثل متنفسا في متناول الجميع.

أعيدوا مهرجان مسقط لمكانه في القلوب ولتتضافر كافة الجهود من أجل إسعاد العائلات والأطفال وكافة فئات المجتمع.