الثمانية الكبار

...
...
...
...
...
...

 

 

"السيليساو" الأوفر حظًا.. والإجهاد يهدد آمال "أسود الأطلس"

 

"أم المعارك" تتجه لصالح الفرنسيين على حساب الإنجليز

قائمة الارجنتين ومهارة "البرغوث" أمام دهاء فان غال

 

الرؤية- وليد الخفيف

 

ارتفع سقف طموح الثمانية الكبار لاعتلاء منصة المجد، فالمنتخب البرازيلي صاحب الرقم القياسي الأكثر تتويجًا باللقب يطمح في حياكة النجمة السادسة على قميصه الأصفر، فيما تتطلع كرواتيا لتكرار نجاحها النسخة الماضية والتقدم نحو المباراة النهائية على أمل أن تنحاز أرض الدوحة لتتويجها باللقب الأول في تاريخها.

ويخبئ لويس فان خال في جعبته الكثير ليفاجئ به سكالوني قائد كتيبة التانجو في موقعة ثأرية حامية الوطيس تعود جذورها لنسخة 2014 بين الأرجنتين وهولندا.

وتتجهز ترسانة الإنجليز تحت قيادة ساوثجيت لخوض أم المعارك أمام فرنسا حامل اللقب التي يقودها من المنطقة الفنية الداهية ديشامب الذي اعتلى منصة المجد لاعبا في 1998 ومدربا في نسخة روسيا 2018.

ويحمل أسود الأطلس آمال وطموحات العرب بعدما بات على مرمى حجر من بلوغ المربع الذهبي، بشرط اجتياز عقبة البرتغال الذي أطلق إنذارا شديد اللهجة بسداسية مذلة في شباك سويسرا.

ويلوح في الأفق مواجهة مرتقبة بين البرازيل والأرجنتين في نصف نهائي مونديال قطر، شريطة أن يتجاوز فريق نيمار ورفاقه عقبة مودريتش وأعوانه، على أن يتولى ميسي مسؤولية التوقيع على تأشيرة خروج هولندا. واجتاز المنتخب البرازيلي بسهولة نظيره الكوري الجنوبي في دور الـ16 بنتيجة ثقيلة 4-1، وعبرت الأرجنتين أستراليا بأداء غير مقنع.

ورغم الفوز العريض الذي حققه المنتخب البرازيلي على كوريا الجنوبية إلا أن الأخير لا يعد اختبارٍا حقيقيا لمستوى المنتخب الذي يقوده تيتي، حتى وإن ظهرت مؤشرات أولها جماعية الأداء والانخراط في تكتيك هجومي ودفاعي جماعي منضبط يتضمن حلولا متنوعة فردية وجماعية، بالإضافة إلى مقعد بدلاء جاهز بدرجة اللاعبين الأساسيين. وتزخر قائمة تيتي بأسماء كبيرة تصنع الفارق في أنديتها الأوروبية الكبيرة مثل نيمار دي سيلفا وفينسيوس جونيور ورتشارلسون، أما ما يميز المنتخب البرازيلي فهي الجدية والرغبة في تحقيق حلم غائب عن السيليساو لأكثر من 20 عامًا.

ونجح تيتي في بلوغ دور الثمانية من خلال إشراك 26 لاعبًا في المباريات الأربع التي خاضها الفريق، الأمر الذي يلمح إلى توفر المخزون البدني للاعبين. وتبدو الكفة الفنية أرجح لمنتخب البرازيل مقارنة بكرواتيا المنهك من موقعته أمام الساموراي التي استمرت لـ120 دقيقة وفض اشتباكها عبر ركلات الترجيح.

وإذا كانت قائمة البرازيل زاخرة بلاعبين شباب قادرين على العطاء البدني العالي طوال اللقاء مع عناصر الخبرة، فالقائمة الكرواتية لم يلمسها التجديد حيث احتفظ زالاتكو داليتش بمعظم الأسماء التي حصلت معه على لقب وصيف بطل العالم النسخة الماضية، وما يزيد الأمر تعقيدًا هو تقدم معظم اللاعبين في العمر وتراجع مستوى العطاء البدني في الأوقات الأخيرة من عمر اللقاء. ويصف المحللون المنتخب البرازيلي بالمتوازن، فمنظومته الدفاعية توازي منظومته الهجومية، فيما تطغى الجودة الدفاعية على المنتخب الكرواتي على نظيرتها الهجومية، لذلك من المتوقع أن يعتمد الكروات على فرض الحالة الدفاعية في وسط ملعبهم مع ضغط عال والتنازل عن الاستحواذ والاعتماد على الهجوم المرتد لتهديد مرمى أليسون بكير حارس ليفربول الإنجليزي.

وتصب معظم التوقعات لصالح البرازيل ومغادرة كرواتيا لأسوار الدوحة من دور الثمانية، بل تلمح التوقعات إلى أن البرازيل ستكون طرفا في النهائي الكبير.

وإذا التقى المنتخب البرازيلي مع الأرجنتين في المربع الذهبي، ستكون المواجهة الخامسة بينهما على مدار تاريخ المونديال، لكنها الأولى في البطولة العالمية منذ 32 عاما. ويبحث المنتخب البرازيلي عن الفوز باللقب منذ آخر تتويج له في 2002 وتعزيز الرقم القياسي "5 ألقاب" والحصول على النجمة السادسة. في المقابل إن أداء الأرجنتين لم يكن على المستوى المتوقع، فالفريق مازال معتمدًا على ميسي كحل وحيد الأمر الذي يعد مخاطرة في حال استطاعت هولندا تقليص خطورته.

وتحتاج الأرجنتين إلى إجراءات وأفكار أخرى من قبل لونيل سكالوني المدير الفني، فالمنتخب يعاني من فقدان جماعية الأداء الهجومي الفاعل، فضلا على اعتماده على الحلول الفردية لميسي الذي تألق وقادهم لهذا الدور. ورغم القائمة القوية التي يمتلكها سكالوني غير أنه لم يتمكن من استثمارها، واتصف أداء الفريق بالبطء وعدم تنوع الهجمات واعمتماده على اختراق العمق فقط، بالإضافة لتكتيك الرجل الأوحد.

ويحلم المنتخب الأرجنتيني باستعادة اللقب العالمي الغائب عنه منذ أن توج به وشارة القيادة على ذراع دييجو مارادونا في 1986 بالمكسيك، وكان هذا هو اللقب الثاني في تاريخ التانجو ببطولات كأس العالم. وإذا تخلص الأرجنتين من المواجهة الثأرية مع رجال فان غال، فقد تجمعه موقعة ثأرية أكثر صعوبة أمام البرازيل بعد الفوز عليه في عقر داره بنهائي كأس كوبا أمريكا 2021 ليكون اللقب الأول للفريق الأرجنتيني في البطولات الكبرى منذ 1993.

في المقابل تتمثل القيمة الفنية لهولندا في مدير فني بدرجة خبير هو لويس فان خال، إذ قاد الأخير منتخب الطواحين في نسخة 2014 وأنهى النسخة محتلا المركز الثالث، ويمضي معهم دون خسارة في 19 مباراة أملا أن ينهي مشواره التدريبي وأقدامه على منصة التتويج باللقب. وتأهلت هولندا بالفوز على أمريكا 3-1 دون عناء في مباراة دور الـ16 التي وصفت تكتيكيا بمباراة الأظهرة الطائرة دومفريس وبليند، لذلك فالحلول الإبداعية وعنصر المفاجأة وجماعية الأداء المشفوع بالتزام تكتيكي عالٍ، كل ذلك أدوات يعول عليها فان غال لإقصاء الأرجنتين والمضي قدما نحو لقب أول تبدد عند بلوغ النهائي ثلاث مرات قبل ذلك. ومن المؤكد أن فان غال يبحث عن سبيل تكتيكي للحد من خطورة ميسي محور أداء الأرجنتين الوحيد، لا سيما وأن سكالوني لم يكشف عن أي اسم أو حل آخر في المباريات الأربع المنقضية.

وتتحضر ترسانة الإنجليز تحت قيادة سواثجيت لمواجهة أحلام وطموحات فرنسا حامل اللقب الذي كشف عن بعض إمكانياته بالفوز 3-1 على بولندا، دون النظر للخسارة من تونس في ختام دور المجموعات، فالمباراة لها ظروف مختلفة وخاضها الفريق بالصف الثاني. وفاز الإنجليز بسهولة على السنغال 3- صفر، في مباراة كشفت عن الفجوة التكتيكة الكبيرة بين المنتخبين وعكست أيضا ضحالة الرؤية الفنية لسيسه المدير الفني للمنتخب الخاسر.

وتتركز نقاط قوة الانجليز في مجموعة شابة وخيارات متعددة في كل المراكز، فتألق بلينجهام اللاعب الوحيد الذي يلعب خارج الدوري الإنجليزي وينشط في بروسيا دورتموند الألماني، وكان محل انتقاد واسع بسبب استدعائه، إلا أن اللاعب فرض نفسه على مستوى الأداء والتهديف فضلا عن صنع الفارق حال إشراكه كبديل. ويعتمد ساوثجيت على أسماء لامعة في الدوري الإنجليزي مثل مهاجم توتنهام هاري كين وساكا وفودين وهندرسون ورايس وشاو وماجوير في خط الدفاع، فضلا عن حارس رائع هو بيكفورد، ومقعد بدلاء يتقدمهم راشفورد وفيليبس وجاك جريليش.

أما فرنسا فتعول على تألق نجمها الأول كليان مبابي هداف البطولة بخمسة أهداف، بالإضافة لجيرو الهداف التاريخي للديوك، وجريزمان أفضل لاعب في التحرك بين الخطوط وخلق الفرص، وانطلاقات ديمبلي من الطرف الأيمن وجهود تشاوميني في خط الوسط وهيمنة وزير الدفاع فاران، صمام الأمان والثقة الفرنسية. وتبدو المواجهة متكافئة في أرضية الميدان وإن آلت بعض الشيء لصالح فرنسا نظرًا لامتلاكها مبابي المرشح لنيل لقب أفضل لاعب وهداف المونديال.

وبعد ظهور رائع للمنتخب المغربي منذ انطلاق البطولة، باتت الآمال معقودة عليه لإزاحة البرتغال وضرب موعد مع نصف نهائي المونديال. وسجل المغرب اسمه كأول منتخب عربي يصل لدور الثمانية، ومن المتوقع أن يدافع عن حظوظه لتسجيل اسمه كأول منتخب عربي يصل المربع الذهبي ويصبح على مرمى حجر من منصة المجد.

ويعد العامل البدني الهاجس المؤرق لمدرب أسود الاطلس وليد الركراكي، حيث خاض الفريق سباقا صعبًا على مدار 120 دقيقة أمام الماتادور الأسباني حتى حسمت الأمور من نقطة الترجيح بعد استنزاف بدني وذهني كبيرين. في المقابل خاضت البرتغال مباراة حسمها مبكرا باستسلام سويسرا في الشوط الثاني الذي كان أشبه بمران هادئ انتهى بسداسية مقابل هدف.

وتحظى تشكيلة المنتخبين بأسماء كبيرة ومن الصعب تغليب كفة أحدهما عن الآخر إذا كان معيًار الجودة فاصلا بينهما، فرجال المغرب معظمهم ينشطون في المسابقات الخمس الكبرى، إذ يحمي عرينهم ياسين بونو قفاز الإجادة الذي تصدى لثلاث ركلات ترجيحية أمام أسبانيا، ولم تهتز شباكه إلا بهدف وحيد أمام كندا وبنيران صديقة، فضلا عن كتيبة من المحترفين مثل زياش وحكيمي ومزراوي وبوفال ورئة الفريق امرابط وأوناحي الذي امتدحه لويس إنريكي، بالإضافة إلى املاح وسايس وحمدالله.

في المقابل يعول فيرناندو سانتوس على مجموعة لاعبين من أصحاب المهارات العالية مثل جوا فيليكس، وراموس الذي أصاب شباك سويسرا بثلاثة أهداف وويليام صاحب المجهود الوفير وسيلفا وبرونو فيرنانديز وخبرة بيبي في خط الدفاع، بالإضافة لقيمة ومكانة كريستيانو رونالدو الكبيرة. وتبدو المواجهة متكافئة بين طرفيها، غير أن العامل البدني والإصابات ومستوى جاهزية اللاعبين تعد من أبرز التحديات التي تواجه وليد الركراكي الذي يتبع التكتيك الفرنسي المعتمد على التأمين الدفاعي في وسط ملعبه والتنازل عن الاستحواذ، والرد بالهجوم المرتد بانطلاقات حكيمي وزياش في الجبهة اليمنى وثنائية من جهة اليسار من خلال مزاوي وبوفال وتحركات النصيري رأس الحربة أو الاعتماد على حمد الله بديلا، وربما لا يعتمد الركراكي على وليد شديرة في هذا المركز بعد إهدار فرصتين أمام أسبانيا تعامل فيهما بتراخٍ.

  

أفضل مدرب: ديشامب (فرنسا)

أفضل لاعب: مبابي (فرنسا)

أفضل لاعب ارتكاز: امرابط (المغرب)

أفضل حارس مرمى: ياسين بونو (المغرب)

أفضل فريق جماعي: البرازيل

أقوى مقعد بدلاء: البرازيل

لاعب واعد: بلنجهام (إنجلترا)

اللعب النظيف: اليابان

منتخب مكافح: كوريا 

أقوى منظومة هجومية: البرتغال

تعليق عبر الفيس بوك