وليد بن سيف الزيدي

شهد القرن الحادي والعشرين اهتمامًا واسعًا بالمهارات الضرورية للنجاح في الحياة العملية والتعليمية؛ وذلك لمساعدة المتعلم على مواكبة التغيرات العالمية السريعة والدخول في المنافسات وفقًا لاحتياجات سوق العمل؛ الأمر الذي دفع بالعديد من المؤسسات التربوية في العالم إلى الاهتمام بمهارات القرن الحادي والعشرين، والتي تمثَّلت في: مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات، ومهارات الابتكار والإبداع، ومهارات التعاون والعمل في مجموعات، ومهارات الاتصال والإعلام، ومهارات تقنية المعلومات، ومهارات التعلم الذاتي، ومهارات فهم الثقافات المتعددة، ودمجها ضمن الأنظمة التعليمية؛ ومنها: النظام التعليمي في سلطنة عمان (عيد، 2019).

ومن هنا، جاءت فكرة تحليل الباحث لمحتوى المقرر الدراسي؛ وذلك لمعرفة مدى تضمين بعض مهارات القرن الحادي والعشرين في محتوى مُقرِّري الجغرافيا الاقتصادية للصف الحادي عشر والجغرافيا والتقنيات الحديثة للصف الثاني عشر في مرحلة التعليم ما بعد الأساسي في سلطنة عمان، معتمدًا في ذلك على أداة تحليل المحتوى.

وقد أظهرتْ النتائج أنَّ هناك تفاوتًا في نسب تضمين بعض مهارات القرن الحادي والعشرين في مقرري الجغرافيا الاقتصادية والجغرافيا والتقنيات الحديثة؛ وذلك على النحو التالي:

* جاءت في المرتبة الأولى مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات (مؤشر الجمع والربط بين المعلومات) بنسبة 30%.

* حلت مهارات الاتصال والمشاركة (مؤشر التعبير عن الأفكار باستخدام مهارات الاتصال) في المرتبة الثانية بنسبة 28%.

* جاءت مهارات الابتكار والإبداع (مؤشر استخدام العصف الذهني في ابتكار الأفكار) في المرتبة الثالثة بنسبة 22%.

* حلت مهارات الثقافة المعلوماتية (مؤشر الوصول إلى المعلومات بأقل وقت وباستخدام عدة مصادر) في المرتبة الرابعة وبنسبة 20%.

* جاءت مهارات فهم الثقافة المتعددة (مؤشر احترام الثقافات المختلفة من خلال العمل مع أفراد من جنسيات مختلفة) بنسبة بلغت 0%.

وبهذا يُمكن القول بأن هناك تدنيا ملحوظا في تضمين مقرري الجغرافيا الاقتصادية للصف الحادي عشر والجغرافيا والتقنيات الحديثة للصف الثاني عشر لمهارات القرن الحادي والعشرين. وعليه، فإنَّ الباحث يضع هذه النتائج بين يدي القائمين على تخطيط المناهج الدراسية وتطويرها في السلطنة بضرورة دمج مهارات القرن الحادي والعشرين في المنهج الدراسي بشكل أكبر وصريح خلال الفترة المقبلة. والله الموفق،،،