القرار المناسب في الوقت المناسب

 

د. أحمد العمري

إكسبو دبي.. موسم الرياض.. كأس العالم في قطر، هذه ثلاثة أحداث مهمة شهدتها الدول الخليجية الشقيقة، لكن ماذا جنينا منها من فائدة على الرغم من أن أشقاءنا جزاهم الله خيرًا مرحبين ومستقبلين لنا بكل حفاوة؟!

ماذا كانت مشاركتنا أكثر من الاستعراض وتقديم بعض الفنون والطبول والأهازيج، وأنا هنا لا أنتقد هذه الفنون؛ بل بالعكس أُحييها وأقدرها وأحترمها لأنها فنون عمانية متأصلة في جذور الثقافة والتاريخ والحضارة، ولابأس من الترويج لها وإظهارها. لكن الذي أعنيه: ماذا استفدنا ماديًا واقتصاديًا، وقد كان بالإمكان أفضل مما كان، وبكل سهولة ويسر وفي الوقت المناسب.

إنّنا كعُمانيين ومن سجايانا وطبائعنا الطيبة أن نقدم الغير ونعازم حتى على حساب المصالح الخاصة بنا. لكن إذا سنحت الفرص فلماذا لا نوظفها ونتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب؟ هل يتوجب علينا أن نبقى طول الدهر المُضحين المجاملين الذين يقدمون غيرهم على حساب مصالحهم واقتصاد شعوبهم؟ أو أن نبقى دائمًا نقدم التضحيات وقت الشدة ونلزم الصمت المطبق وقت المصالح والرخاء وجني الثمار؟ ثم نخسر مصالح اقتصادية يمكن أن تعود علينا بالخير العميم؟!

بصراحة، حتى الآن وربما يتفق معي كثيرون، هل عدم المشاركة في تلك الفعاليات ناتج عن قرار سياسي لنحترمه، أم هو قرار اقتصادي فنلوم متخذيه؟ أم قرار مالي لنوبخه؟ أم توجه عرفي لنطالب بتغييره؟!

بعد اليوم، لا يجب أن نبقى متفرجين على المصالح والمكاسب والربح للآخرين رغم أن لدينا ما يُحقق لنا نفس الأرباح وربما أكثر؛ بل يجب أن نأخذ حقوقنا ومصالحنا إن لم تكن كاملة فعلى الأقل البعض منها، ولا نبقى طول الدهر المضحيين المتعاونين الذين يُؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة!

فما دامت الأمور مواتية والثمار دانية فلماذا لا نقطفها وندعو غيرنا لقطفها؟ إنها سوق الاقتصاد الذي حمى وطيسه واشتدت منافساته.

لكن دائماً كما نقول في بلادنا الغالية سلطنة عمان والآمال مرفوعة إلى عنان السماء أن القادم أفضل، وإن شاء الله بفضل رب العالمين يكون كذلك. والأمل معقود على غرفة تجارة وصناعة عُمان، خاصة بعد تشكيلها الأخير وضخ الدماء اليانعة اليافعة الشابة المتعطشة لبذل الجهود والسعي لتحقيق مصلحة سلطنة عُمان وأهدافها وفق "رؤية 2040"، وأن تتبنى الوزارات المعنية التوجه الذي يخدم مصلحة البلد، وفوق كل ذلك أن تتحلى بالعزيمة والإصرار وقبول التحدي والمنافسة.

حفظ الله عُمان وقائدها وشعبها.

الأكثر قراءة