د. خالد بن علي الخوالدي
صُحار تستقبل أيام نوفمبر بالبهجة والسرور وتعيش لحظات جميلة مع فعاليات مهرجان صحار، أكثر من 10 آلاف شخص حضروا افتتاح المهرجان بمركز صحار الترفيهي حسب إحصائيات رسمية وموثقة، ومع أيام المهرجان عاشت صحار منذ 18 نوفمبر وحتى كتابة هذا المقال حراكًا لا يُوصف.
ازدحمت أرض المهرجان والشواطئ؛ حيث استمتع عشاق الطبيعة بالشواطئ النظيفة والرمال الناعمة والبحر بمنظره الجميل، وعشاق الأجواء الشتوية الصحراوية وجدوا المواقع المهيأة والمخيمات التي ملأت المكان، وعشاق الأودية والمياه وجدوا ضالتهم واستمتعوا بأجواء استثنائية، وعلينا مع كل هذا بالاهتمام بجانب النظافة ونجعل شعارنا "صحار نظيفة".
الأجواء جميلة في صحار وهي ترحب بضيوفها وتفتح أبوابها، ولمن لا يعرف صحار ما عليه إلا بزيارتها ليمتع ناظريه بروعة هذه المدينة الاستثنائية في كل شيء، مدينة الخضرة والجمال والعمران والتخطيط الهندسي، المدينة التي تتوافر بها كل مقومات السياحة الشتوية بامتياز، توفر للسائح المتطلبات التي يطلبها ويسعد بها، فمن يرغب بالترفيه والاستمتاع بأجواء تسعد الأطفال والأسر ما عليه إلا بزيارة أرض المهرجان بمركز صحار الترفيهي، ومن يعشق التسوق والعلامات التجارية فيوجد بالمدينة عدد من المراكز التجارية التي توفر المنتجات العالمية بمختلف مسمياتها، ومن يرغب في التسوق في الأسواق التجارية التقليدية فله ذلك، وهناك الفنادق العالمية والشقق الفندقية التي يمكن الاستراحة فيها، الخيارات متنوعة ومتاحة لإرضاء كل الأذواق وما عليكم إلا أن تسبروا الجمال أينما حل وارتحل في مدينة الجمال.
هي مدينة الجمال بحق ومدينة الحضارة والتاريخ والعراقة والخضرة والجمال، فإلى جانب كونها عاصمة قديمة لعُمان وتضم أهم قلاع عمان على الإطلاق وهي قلعة صحار التي انطلقت منها دولة البوسعيد والتي تعيش عُمان فيها أجمل فترات حكمها، توجد بها حدائق ومتنزهات عديدة يصل عددها في حدود 17 حديقة ومتنزها وهي من أجمل الحدائق في التنسيق والتنظيم، والمعلومة التي قد لا يدركها البعض أن صحار لم تشارك في مسابقات خارجية إلا ما ندر ولكن بمجرد مشاركتها في مسابقة أجمل المدن العربية في عام 1998 فازت بالجائزة الأولى لتجميل المدن، وهذه الجائزة تدل دلالة واضحة على أنها سيدة المدن العمانية جمالًا.
وإذا كانت صحار بهذا الجمال والروعة، وإذا كانت القلوب تهفو إليها للاستمتاع بما وهبها الله، ما علينا جميعًا إلا أن نكون مصدرًا معززًا لهذا الجمال وللنظافة بها، علينا جميعًا أن نكون يدًا واحدة في إسعاد أنفسنا وغيرنا بالمواقع السياحية الجميلة، ونحارب كل السلوكيات الخاطئة التي يمارسها البعض من رمي القاذورات والمخلفات في غير مواقعها المحددة والمخصصة، وهذه الظواهر دخيلة علينا ولا تمت إلى ديننا ولا مجتمعنا ولا ثقافتنا ولا عاداتنا، فنحن شعوب مسلمة تؤمن بالنظافة وبأنها من الإيمان وبأن النظافة الشخصية والمكانية تدل على تربيتنا وعلى أسرنا وعوائلنا، فماذا يضير الواحد منَّا لو خصص أكياسا بلاستيكية لمثل هذه المناسبات بدلاً من رمي مخلفاته في الموقع الذي قد يستفيد منه غيره.
صحار تتميز بالنظافة والجهات المعنية تقوم بدور كبير في مجال النظافة، علينا أن نقف معهم ونساندهم بأن نحقق شعار "صحار نظيفة"، وأن يكون هذا شعار وواقع معاش، المدينة تضم بين جنباتها في هذه الفترة مهرجان صحار، وندعو زوار المهرجان وصحار إلى الحرص كل الحرص على ترك المواقع السياحية والترفيهية نظيفة كما وجدوها، شاكرين سعيكم جميعاً لما فيه الخير لهذا الوطن الغالي، ودمتم ودامت عمان بخير.