شرقًا وغربًا

وليد بن سيف الزيدي

عندما يعلمُ الموظف حديث التجربة في مؤسسة ما بزيارة لجنة مشكلة من مجموعة من الأفراد لتقييم أدائه، يبدأ بالتحرك شرقًا وغربًا معبرًا بذلك عن حرصه على تحقيق الأهداف المرجوة من الزيارة. ونفس الأمر يقال عندما تقام فعالية ما يقوم البعض من المنظمين للفعالية بالحركة شرقًا وغربًا لنفس السبب السابق.

وقد يحصل هذا الأمر على مستويات أخرى من حيث أهمية القضية التي يُبحث في أسبابها وكيفية علاجها، وعدد الأفراد أو الجهات المشتركة في بحثها. حيث يبدأ هؤلاء الأفراد أو هذه الجهات بالحركة شرقًا وغربًا في المؤتمرات واللقاءات الإقليمية والدولية للبحث في قضايا مختلفة وخلال فترات زمنية طويلة من عمر الإنسان، ولكن هنا تكون دون تحقيق الأهداف المرجوة من هذه اللقاءات. فتكون القرارات الصادرة في جهة الشرق والواقع في جهة الغرب كما هو حاصل في مؤتمرات التغير المُناخي والقضية الفلسطينية والمجاعة الأفريقية والخلافات بين بعض الدول من العالم.

إنَّ الجميع يدرك الجهود التي قامت وتقوم بها الجهات المعنية على التعليم المدرسي في السلطنة وعلى فترات زمنية طويلة وفي جوانب عديدة مقارنة بالعديد من دول العالم، وخاصة في فترة الجائحة (كوفيد-19) من حيث التدريب على استخدام المنصات التعليمية والمواقع الإلكترونية والمهارات التقنية مما ساعد على استمرار عملية التعلم والتعليم. ولكن هناك بعض الأمور التي يمكن التعامل معها في قادم الوقت بهدف زيادة جودة التعليم المدرسي في الوطن العزيز عُمان.

فمثلًا الحصص التدريسية المخصصة لمادة التوجيه المهني تتحرك شرقًا وغربًا بين معلمي التوجيه المهني تارة ومعلمي الدراسات الاجتماعية والرياضيات تارة أخرى. فلماذا؟

وعندما تلغى بعض أفرع مادة العلوم ويحوّل نصاب الحصص من تلك المادة الملغية إلى مواد الدراسات الاجتماعية، بذلك يكون قد تحرك نصاب مادة العلوم الملغية من الشرق إلى الغرب حيث مواد الدراسات الاجتماعية. فما الأساس الذي تم الاعتماد عليه في ذلك؟ وهل تم التأكد من حاجة مواد الدراسات الاجتماعية لتلك الأنصبة من الحصص الملغية من مواد العلوم؟

وكذلك يتحرك بعض الطلبة في مرحلة التعليم ما بعد الأساسي نحو الشرق بعد انتهائهم من تحديد اختياراتهم للمواد الدراسية في العام الدراسي السابق، ثم مع بداية العام الدراسي الجديد تبدأ حركتهم نحو الغرب وذلك من خلال السماح لهم بفتح صلاحية تغيير اختياراتهم للمواد الدراسية ويكون ذلك على حساب نظام وزمن التعلم.  فلماذا الاستمرار في هذا الأمر؟

ونفس الأمر يتكرر مع المعلمين الأوائل للمواد الدراسية، حيث يتحركون خلال الفصل الدراسي مرة إلى جهة الشرق لتنفيذ خطة المعلم الأول في البوابة التعليمية، ومرة أخرى يتجهون غربًا حيث خطة الأداء الفردي في منظومة إجادة. فهل يمكن العمل بأكثر من خطة في نفس الوقت ونفس المجال؟    

وفي توصيف مهام المعلم العديدة هي الأخرى تكون في جهة الشرق، ثم تأتي المهمة الأخيرة من تلك المهام لتكون منفردة في جهة الغرب وتلغي تلك المهام المتعددة؛ حيث تنص على قيام المعلم بكل ما يوكل إليه من مهام. 

وعندما يحصل المعلم أو الموظف على تقدير امتياز في تقريره السنوي تكون أولوية النقل الداخلي له من مكانه الحالي إلى مكان آخر قد لا يرغب في الذهاب إليه؛ فبذلك يكون الموظف المُتقن لعمله في جهة الشرق والجزاء الذي تلقاه في جهة الغرب.

ووجود الكتب الدراسية لدى الطلاب وفعالية البوابة التعليمية في الإنجاز هي من أسباب تجويد التعليم المدرسي، ولكن عندما ينعدم وجود بعض الكتب الدراسية لدى الطلاب وتكون البوابة التعليمية متوقفة في بعض الأحيان أو بطيئة في الإنجاز، يكون ذلك أيضًا ما بين الشرق والغرب.

والله الموفق،،

تعليق عبر الفيس بوك