كرواتيا تطبق استراتيجية "الهجوم الشرس" لتدمير دفاعات المنافسين

 

الرؤية- وليد الخفيف

تعاطفت شريحة واسعة من الجماهير مع المنتخب الكرواتي وتطلعت لحصوله على لقب كأس العالم بعد أدائه المبهر ونتائجه الرائعة التي أتاحت له بلوغ النهائي الكبير أمام فرنسا النسخة الماضية 2018 بروسيا، غير أن خبرة الفرنسيين ودهاء ديشامب منح الديوك اللقب واكتفت كرواتيا بالوصافة.

ولم يكن المنتخب الكرواتي مرشحًا لتجاوز دور المجموعات بمونديال روسيا 2018 عطفًا على تأهله لكأس العالم عبر الملحق الأوروبي بالفوز على اليونان، إلا أنه بدّد تلك التوقعات ليضرب موعدا مع النهائي الكبير. واستقلت كرواتيا عن يوغسلافيا عام 1992، وشارك المنتخب الكرواتي باسمه وتحت علمه المستقل في البطولات الأوروبية وكأس العالم منذ هذا التاريخ، ومع مشاركته الأولى في نسخة فرنسا 1998 نجح في شق طريقه نحو المربع الذهبي إلا أنه خسر في نصف النهائي 1-2 أمام فرنسا البلد المستضيف التي توجت باللقب بعد ذلك على حساب البرازيل.

والتقى في تلك النسخة (1998) المنتخب الكرواتي ونظيره الهولندي في مباراة تحديد المركز الثالث ونجحت كرواتيا في نيل البرونزية بعد تعطيل الطاحونة بنتيجة 2-1، وحصل دافور سوكر على لقب هداف البطولة بـ6 أهداف. وبذلك وقف المنتخب الفرنسي حجر عثرة أمام طموحات المنتخب الكرواتي المكافح مرتين، فبدد أحلامه في 1998 من الدور نصف النهائي وحرمه من معانقة اللقب الأول في 2018.

أما عن النسخ المعتمة للمنتخب الكرواتي فكانت من نسخة كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، ثم كأس العالم 2006 في ألمانيا وكأس العالم 2014 في البرازيل إذ خرج في جميع هذه المشاركات من الدور الأول، ولم يتمكن من التأهل إلى كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.

وتعد كرواتيا من أفضل دول العالم تصديرًا للاعبي كرة القدم أصحاب الجودة العالية، فاحتراف جيلها الذهبي في أكبر أندية أوروبا مثل لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش وماريو ماندزوكيتش وإيفان بيرسيتش، منحها حق المنافسة على اللقب حيث ينتظر الجميع ما سيقوله الكروات في الدوحة بعد أيام قليلة، لاسيما وأن هذا الجيل مازال قادرا على العطاء.

ودللت نتائج المنتخب الكرواتي عن حقه المشروع في لعب دور البطولة في النسخة السادسة، إذ تصدر الفريق مجموعته بالتصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال 2022، متفوقا على منتخبات عريقة مثل روسيا وسلوفاكيا.

 وتميز الكروات بهجوم شرس إذ أحرز لاعبوه 21 هدفا في 10 مباريات من التصفيات دون أن تستقبل دفاعاته الحصينة سوى 4 أهداف فقط. أما في دوري أمم أوروبا فتصدر المنتخب الكرواتي مجموعته على حساب فرنسا والدنمارك والنمسا ضاربًا موعدًا مع نصف النهائي الذي سيقام منتصف العام المقبل. ورغم ما يتمتع به المنتخب الكرواتي من هجوم فعال ودفاع قوي وعناصر تحمل الخبرة فضلا عن الحماس، إلا أن نقطة الضعف تكمن في مركز حراسة المرمى لأنه من إنتاج الدوري الكرواتي.

 وينتظر المنتخب الكرواتي مواجهات محتدمة في الدور الأول مع بلجيكا المصنف الثاني عالميا والمغرب المساند بجماهير عريضة وكندا الطموح.

تعليق عبر الفيس بوك