الرؤية- وليد الخفيف

لم يشفع تاريخ المكسيك العريق لنيل لقب كأس العالم أو الوصافة أو حتى الاقتراب من المربع الذهبي في أكثر من تسعة عقود، فتخلو خزائنه من اللقب العالمي، مقابل 10 ألقاب من الكأس الذهبية ولقب وحيد لكأس القارات عام 1999، ولم يكتب له نيل لقب كوبا أمريكا مكتفيًا بالوصافة في نسختي 1993، 2001.

وتأهل المنتخب المكسيكي لكأس العالم 15 مرة استهلها من النسخة الأولى في أوروجواي 1930، ويتأهب لخوض منافسات النسخة الـ16 في قطر بعد أيام، على أمل أن يحقق ما عجز عنه في 92 عامًا. ومثّل دور الـ16 عقدة للمنتخب المكسيكي، فلم تفلح مساعي تجاوزه في 7 نسخ متتالية أملاً أن تكون الدوحة فأل خير لكسر قيود تلك العقدة، وبلوغ دور الـ8 ليواصل المسير نحو لقب طال انتظاره.

ورغم ظهور المنتخب المكسيكي في النسخة الأولى وإتمام مشاركته في 15 نسخة، إلا أنه لم يتوج باللقب في الوقت الذي توج به منتخبات شاركت بنفس العدد أو أقل، فأفضل إنجاز سُجل في نسختي 1970 و1986 اللتين استضافتهما أرضه حيث بلغ دور الثمانية في كليهما. وعانى المنتخب المكسيكي في التصفيات المؤهلة لمونديال قطر حيث انتظر حتى الجولة الأخيرة من التصفيات لضمان تأهله باحتلال المركز الثاني بفارق الأهداف عن كندا.

ويعول المنتخب المكسيكي بقيادة المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو على خبرة العديد من اللاعبين في صفوف الفريق بقيادة أندريس جواردادو- 36 عامًا- قائد الفريق وراؤول خيمينيز وهيرفنج لوزانو، فيما سيفتقد جهود خيسوس مهاجم أشبيلية الإسباني للإصابة. وخضع المنتخب المكسيكي لفترة إعداد قوية تضمنت مباريات ودية عديدة كان آخرها تحقيق فوز عريض على العراق 4-صفر.

ويدرك خيراردو مارتينو صعوبة مهمة منتخبه الذي أوقعته القرعة في مجموعة صعبة ضمت منتخبات الأرجنتين وبولندا والسعودية، حيث يستهل المنتخب المكسيكي مشواره في البطولة بملاقاة نظيره البولندي ثم مواجهة الأرجنتين وهي المباراة الأصعب للفريق، قبل أن يختتم دور المجموعات بملاقاة المنتخب السعودي.

ويحتاج المنتخب المكسيكي لارتفاع مستوى الثقة والعزيمة والحماس المعزز بالتزام تكتيكي رفيع لمواجهة منتخب أرجنتين ميسي، وإيقاف خطورة ليفاندوفيسكي مهاجم بولندا، وإبطال مفعول المنتخب السعودي المتحفز بالحماس، لذلك ينتظر منتخب المكسيك اختبارات صعبة لبلوغ دور الـ16 والمضي قدما نحو الحلم.