بعد سجل خالٍ من الهزيمة آخر 35 مباراة

"التانجو" يبحث عن النجمة الثالثة في الدوحة.. وكلمة السر في خط الوسط

الرؤية- وليد الخفيف

يتسلح المنتخب الأرجنتيني بتاريخه العريق وإنجازاته العالمية، وأسماء لاعبيه الرنانة التي صنعت المجد في أكبر الأندية الأوروبية، حيث يخوض منافسات كأس العالم بقطر بعد أيام قليلة وطموحه كالعادة نيل اللقب وحياكة النجمة الثالثة على قميصه، فأتباع مارادونا لا يقبلون إلا بدور البطولة.

وارتفعت أسهم الأرجنتين لمُعانقة كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه بعد نتائجه الرائعة في التصفيات المؤهلة للمونديال، فمنذ سنوات لم يقدم الفريق تلك المسيرة المتميزة. وحافظ المنتخب الأرجنتيني تحت قيادة ليونيل سكالوني على سجله خاليًا من الخسائر في آخر 35 مباراة ما يضعه على أعتاب الرقم القياسي المرهون بفوزه على نظيره الإماراتي في 16 نوفمبر الجاري.

وغابت الألقاب عن المنتخب الأرجنتيني لأكثر من ربع قرن حتى استعاد بريقه بنيل لقب كوبا أمريكا العام الماضي، فهو أول لقب يدخل خزائن التانجو بعد الفوز بالبطولة نفسها عام 1993. وبلغ المنتخب الأرجنتيني نهائيات كأس العالم في 18 نسخة فهو من أكثر المنتخبات مشاركة في هذا الاستحقاق العالمي، فيما غابت شمسه عن 4 نسخ فقط أعوام 1938، 1950، 1954، 1970.

وتوج منتخب الأرجنتين بلقب كأس العالم نسختي 1978 عندما رفع باساريلا الكأس وسط أنصاره، وفي 1986 عندما اعتلى مارادونا منصة المجد بالمكسيك، ولم يحالفه التوفيق في النهائي ثلاث مرات مكتفيًا بالوصافة إثر الخسارة من أوروجواي في 1930، ثم في نسخة 1990 بإيطاليا أمام ألمانيا وتكرر المشهد في 2014 بفوز الألمان مجددا. وكشف المنتخب الأرجنتيني على مدار تاريخه عن أسماء كبيرة في عالم الساحرة المستديرة مثل مارادونا وسيميوني وبروتشاجا وأورتيجا وكنجيا وبانيستوتا، قبل أن تواصل الأرض الخصبة عطاءها فأثمرت لاعبا استثنائيا هو ليونيل ميسي الذي سيرتدي شارة قيادة التانجو في الدوحة.

ويطمح ميسي إلى تحقيق اللقب العالمي مع منتخب بلاده لاسميا وأنه لم يحقق مع التانجو سوى لقب كوبا أمريكا، ما يدعو ميسي لبذل جهود مضاعفة لأن نسخة قطر ربما تكون الأخيرة له في مشواره الكروي الفريد. وفشل عدد من المدربين في تطويع الأسماء الكبيرة التي يحظى بها الفريق والانصهار داخل عمل تكتيكي جماعي، فمعظم خطط اللعب اعتمدت على فردية ميسي وما يمكن أن يقوم به وحده، ولكن الأمر باء بالفشل، فكثرة النجوم كانت عائقاً في بعض الأوقات أمام آمال الأرجنتين لاسيما إذا غابت الشخصية الكبيرة عن المدرب.

ومع تولي ليونيل سكالوني مهمة قيادة الأرجنتين، نجح في فرض أسلوبه التكتيكي المعتمد على جماعية الأداء، وانصهار ميسي في عمل المنظومة الهجومية بالإضافة لقدرته على تطويع إمكانيات كل لاعب لخدمة الفريق ما أثمر تحقيق لقب كوبا أمريكا بعد طول غياب.

وسار منتخب سكالوني من مرحلة التصفيات وصولا إلى المونديال عبر بطاقة التأهل الثانية بعد البرازيل صاحبة الصدارة بفارق 6 نقاط، لكن الشكوك مازالت تحيط بمدى جاهزية انخل دي ماريا لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي بداعي الإصابة، فالأخير يطمح في المشاركة مع نيكولاس أوتاميندي وميسي في تلك نسخة قطر التي قد تكون خط النهاية.

ويعد خط وسط الأرجنتين نقطة قوة الفريق ومصدر قلق المنتخبات المنافسة، إذ يضم بجانب ميسي لاعبين مهاريين ذو مستوى فني عالٍ مثل رودريجو دي بول ولياندرو باريديس- حال تعافيه من الإصابة- وجيوفاني لو سيلسو. ودلل الواقع أنه من الصعب إيقاف خطورة خط وسط الأرجنتين حال جاهزية لاعبيه، نظرا لقدراتهم التكتيكة العالية وما يمتلكونه من حلول هجومية متنوعة.

وتبدو حظوظ الأرجنتين وفيرة لتصدر المجموعة الثالثة التي تضم السعودية والمكسيك وبولندا، حيث يستهل التانجو مشواره بمواجهة المنتخب السعودي الطموح المساند من كل الجماهير العربية في قطر قبل مواجهة المكسيك وبولندا على الترتيب.

تعليق عبر الفيس بوك