فنانون إماراتيون: الحفاظ على الثقافة مسؤولية مجتمعية

 

الشارقة- خاص

"شهادات حول الفن المرئي" هو عنوان الجلسة الحوارية، التي جمعت ثلاثة من أبرز الأسماء في سماء الفن الإماراتي، ناقشوا فيها تجربة الرواد في الدراما الإماراتية والخليجية، والتحولات التي واكبت صناعتها من أعمال تواصل الأجيال الجديدة من الفنانين في دولة الإمارات على تقديمها، مسرحياً وسينمائياً وتلفزيونياً.

جاء ذلك، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث استضافت الجلسة، الممثلة الإماراتية القديرة موزة المزروعي، أول امرأة إماراتية تقف على خشبة المسرح، والعضو المؤسس لجمعية المسرحيين الإماراتيين، والممثل والمخرج الإماراتي الشاب ياسر النيادي، الذي قدم العديد من المسلسلات والمسرحيات والأفلام، بجانب البرامج التلفزيونية.

وأدار الجلسة الممثل والمنتج الإماراتي حبيب غلوم، الذي شغل منصب مدير المراكز الثقافية في وزارة الإعلام والثقافة، بجانب أدواره المختلفة في الدراما المسرحية والإذاعية والتلفزيونية، معرباً عن سعادته مع بدء الفعالية أن يستضيف الممثلة موزة المزروعي، باعتبارها من الرعيل الأول من المبدعين الإماراتيين، وواحدةً من أساتذته، حتى درج تلقيبها في الأوساط الفنية بـ"أم المسرحيين".

وقدمت المزروعي خلال الندوة سرداً موجزاً لمسيرة الإنتاج الفني في الإمارات منذ السبعينات، متوقفة عند أهم المحطات في تجربتها الفنية المواكبة لنشأة الدراما المحلية، معبرةً عن شعورها بالحنين للأعمال الفنية القديمة، التي كانت رغم بساطتها، تقدم العديد من القصص والمعاني السامية، لتعالج  مختلف القضايا الاجتماعية التي يعيشها الإنسان الإماراتي.

من جانبه، أكد الممثل ياسر النيادي على أهمية المسرح، باعتباره النواة الأولى للفن المرئي، مشيراً إلى أن أبوابه كانت دائماً مفتوحةً لتقديم الدعم للفنانين الشباب قبل أن ينطلقوا لاحقاً إلى السينما والتلفزيون، فيما انتقد النظرة السلبية للفن من منطلق الصراع بين القديم والحديث قائلاً :"أنا ضد فكرة إلغاء جيل لحساب جيل آخر يستأثر بالساحة الفنية جملةً وتفصيلاً، لأن الأعمال الفنية تحتوي على شخصيات وأبطال من أعمار مختلفة". مشدداً على أن الفن قائم على التراكم، والتواصل بين الأجيال.

وأشار النيادي إلى الاقتباس المنشور في بعض مطبوعات معرض الشارقة الدولي للكتاب والذي يقول: "تمكين المجتمعات من خلال الكلمة المقروءة"، معبراً عن إيمانه بهذا الشعار الذي ترفعه هيئة الشارقة للكتاب، ليضيف إليه إيمانه الشخصي بأن المجتمعات تُمكن أيضاً بالمادة البصرية التي تنبع منها وتعبر عنها انطلاقاً من الكلمة.

واتفق المتحدثون على أن الأعمال الفنية القديمة كانت قادرة على الانتشار وتحقيق المشاهدة لجمهور واسع رغم ضعف التقنيات بالمقارنة مع ما شهدناه لاحقاً من القنوات الفضائية والمنصات الرقمية، حيث كانت الأعمال تعرض عدة مرات على قنوات محدودة، الأمر الذي لا يتاح الآن للأعمال المحلية التي تعرض مرة واحدة وعلى قناة بعينها بين آلاف القنوات.

وختم الممثل حبيب غلوم الجلسة التي أدارها بالإجابة على سؤال ما هي الثقافة قائلاً :"ثوابتنا وفكرنا وعقيدتنا وملابسنا ولهجتنا وأكلنا هي ثقافتنا، والإعلام جزء من هذه الثقافة، وحتى نحافظ على هذه الثقافة، فإننا كلنا نتحمل المسئولية".

تعليق عبر الفيس بوك