"الديوك" تحارب للحفاظ على اللقب.. وغيابات مؤثرة تهدد عرش الفريق الفرنسي

 

الرؤية- وليد الخفيف

يستهل المنتخب الفرنسي رحلة الدفاع عن لقبه العالمي، بمواجهة نظيره الأسترالي ثم ملاقاة الدنمارك وتونس في المباراتين التاليتين على الترتيب. ويبدو أن أستراليا والدنمارك مقررين على المنتخب الفرنسي، إذ كان المنتخبان ضمن مجموعته في نسخة روسيا 2018، وهما فأل خير على الفرنسيين.

وتصب الترشيحات الأولية في صالح المنتخب الفرنسي، لتصدر تلك المجموعة والمضي قدما نحو دور الـ16 ومواصلة المسير نحو المحافظة على اللقب بعيدًا عن المفاجأة التي تخبئها كرة القدم.

وبعد مضي 4 سنوات على مونديال روسيا وتذوق ديديه ديشامب طعم الكأس وحلاوته، فطموحاته كبيرة لتكرار المشهد والاحتشاد في ساحة برج إيفيل للاحتفال، وحياكة النجمة الثالثة على قميص الديوك. ونجح الاتحاد الفرنسي في المحافظة على الاستقرار الفني للمنتخب ببقاء ديديه ديشامب على رأس الجهاز الفني، كما يحتفظ الفريق بأكثر من 80% من نجومه الذين صنعوا المجد في روسيا النسخة الماضية ما يعزز فرص الفرنسيين في العودة بالكأس.

وتحظى فرنسا بتاريخ عريق في بطولات كأس العالم، إذ شارك الفريق في النسخة الأولى التي أقيمت في أورجواي 1930 بل إن فكرة إقامة تنظيم كأس العالم نفسها فكرة فرنسية تعود لجول ريميه. وشارك المنتخب الفرنسي في 15 نسخة لكأس العالم متغيبًا عن 6 نسخ فقط هي 1950، 1962، 1970، 1974، 1990، 1994، واستضافت فرنسا البطولة على أرضها مرتين، كانت الأولى في مرحلة التأسيس عام 1938، ولم يستغل الديوك آنذاك عاملي الأرض والجمهور ليودعوا البطولة من دور الـ16 تاركين اللقب لإيطاليا، قبل أن يظفر المنتخب الفرنسي بلقبه الأول وسط أنصاره عام 1998، إلا أنه تنازل عنه في 2002 نسخة كوريا واليابان مودعًا البطولة من الدور الأول ما أصاب الجمهور الفرنسي بخيبة أمل كبيرة.

وكاد المنتخب الفرنسي في نسخة 2006 نيل اللقب إلا أنه اكتفى بالوصافة حين خسر أمام إيطاليا على أراضي الألمان، ليضع الفرنسيين نسخة 2010 بجنوب أفريقيا في سلة المحذوفات، فالمنتخب الذي كان مرشحًا لدور البطولة ودعها من الدور الأول إثر خلافات قوية في غرفة الملابس بين اللاعبين المتمردين على مدربهم ريمون دومينيك.

وفي نسخة البرازيل 2014 لم يتجاوز الفريق ربع النهائي، ولكن شمسه سطعت من جديد في روسيا 2018 محققا لقبه الثاني ما يضعه اليوم أمام تحدٍ كبير للدفاع عن اللقب وكسر عقدة النسخ التالية للتويج في 1938 و1998 التي ودعها مبكرا.

ولم يكن المنتخب الفرنسي أقوى المنتخبات في نسخة روسيا بمعيار العناصر، إذ صب ذلك لصالح المنتخب البلجيكي الذي أزاحه من الدور نصف النهائي بدهاء ديشامب وقدرة اللاعبين على تطبيق أفكاره واستغلال الفرص، لا سميا مبابي الذي سجل 5 أهداف حاسمة في تلك النسخة، فديشان أحد أبرز عناصر قوة فرنسا.

ورغم نقاط القوة التي يحظى بها المنتخب الفرنسي إلا أنه بحاجة لظهور مغاير عن الذي ظهر به في يورو 2020 التي ودعها من دور الـ16. ويمتلك المنتخب الفرنسي الحالي العديد من نقاط القوة، يأتي في مقدمتها الاستقرار الفني بقيادة ديشان الذي تولى المسؤولية في 2012، كما توصف المنظمة الهجومية للمنتخب الفرنسي بالشرسة، وأبرز ما يميزها هي القدرة على استغلال أنصاف الفرص للتهديف رغم اعتماد ديشامب على تكتيك دفاعي في المباريات الكبيرة والرد بالهجوم المرتد مستفيدًا من سرعة مبابي نجم الباريسي، وذكاء وتمركز مهاجم ريال مدريد كريم بنزيما، وكينجسلي كومان وخبرة أوليفيه جيرو وأنتوني مارسيال وأنطوان جريزمان لاعب أتلتيكو مدريد.

كما يمتلك الفريق أسماء كبيرة في خط الدفاع مثل وليام ساليبا وإبراهيما كوناتي وجول كوندي وويسلي فوفانا ولوكاس هيرنانديز. ويفتقد المنتخب الفرنسي لخدمات لاعبي خط الوسط بول بوجبا ونجولو كانتي في مونديال 2022 بسبب الإصابة، لذلك ففرصة مشاركة أوريلين تشواميني وإدواردو كامافينجا كلاعبين أساسيين في التشكيلة كبيرة إضافة لأدريان رابيو وديمتري باييه.

وتبدو نقطة الضعف الأبرز في الفريق حاليًا هي استقبال شباكه لأهداف شبه منتظمة في المباريات التي خاضها في الآونة الأخيرة، فإصابة المدافع رافاييل فاران أثرت على صلابة الدفاع الفرنسي وارتفعت احتمالات غيابه عن المونديال. ولم يشفع تألق مايك مايجنان مع ميلان ومساهمته الفعالة في فوز الفريق بلقب الدوري الإيطالي في الموسم الماضي لحراسة مرمى منتخب بلاده، فربما يواصل ديشامب اعتماده على حارس المرمى المخضرم هوجو لوريس.

تعليق عبر الفيس بوك