المنتخبات الأفريقية تبحث عن المجد الأول في مونديال قطر

 

الرؤية- وليد الخفيف

تركت المنتخبات الأفريقية مشاركات محدودة وبصمات خافتة في 21 نسخة للمونديال، وربما كان النظام المعتمد من الفيفا سببًا في ضعف المشاركات الأفريقية في كأس العالم، فحتى فترة الثمانينيات من القرن الماضي حصر الفيفا فرص التأهل في بعض النسخ على بطاقة واحدة بين قارتي آسيا وأفريقيا.

وعلى مدار تاريخ كأس العالم لم يتأهل سوى 13 منتخبا فقط من أفريقيا، نجح بعضهم في ترك بصمته فيما اكتفت منتخبات أخرى بظهور شرفي دون أن تقدم المستوى المطلوب. وتدريجيا ارتفعت عدد المقاعد الأفريقية في المونديال من مقعد واحد إلى خمس مقاعد، وذلك بعدما نجحت بعض المنتخبات الأفريقية من تحقيق نتائج جيدة وبلوغ الأدوار الإقصائية.

ودعت فيفا المنتخب المصري للمشاركة في النسخة الأولى للمونديال بأورجواي 1934، غير أنه اعتذر، ولكي يشارك في النسخة الثانية في إيطاليا خاض التصفيات التي جمعته مع منتخبي فلسطين وتركيا، فانسحب الأخير وفاز على فلسطين وضرب موعدًا مع النسخة الثانية تحت قيادة المدرب الأسكتلندي جيمس ماكراي، ليكون أول منتخب عربي وأفريقي تطؤ أقدام لاعبيه منافسات المونديال.

وانتظر المنتخب المصري حتى عام 1990 للمشاركة في كأس العالم بإيطاليا أيضا، ثم جاءت مشاركته الثالثة في روسيا 2018 وخرج من الدور الأول في كليهما دون أن يترك البصمة المرجوة. ويستحوذ المنتخب الكاميروني على الرقم القياسي لعدد المشاركات الأفريقية في البطولة وستكون نسخة 2022 المشاركة الثامنة له في المونديال.

وترك أسود الكاميرون بصمات واضحة على جبين المونديال، إذ بلغ دور الثمانية في نسخة 1990 بإيطاليا، بعدما فجر مفاجأة من العيار الثقيل بالفوز على الأرجنتين حامل اللقب في مباراة الافتتاح. وتبددت طموحات المنتخب الكاميروني في دور الثمانية على يد الإنجليز بعدما قدم المنتخب الأفريقي مستويات فنية رفيعة مستفيدًا من لاعبيه المحترفين في أكبر أندية أوروبا في تلك الفترة.

وتوقفت نجاحات المنتخب الكاميروني عند هذا الحد، فخرج من دور المجموعات في مشاركاته الـ6 الأخرى، على أمل أن يظهر بشكل مغاير في نسخة قطر 2022.

ولعب المنتخب النيجيري دور البطل الأفريقي في نسخة أمريكا 1994 إلا أن طموحاته في بلوغ دور الثمانية تبخرت أمام الدهاء الإيطالي. ونجح منتخب النسور الخضراء من تجاوز دور المجموعات وبلوغ دور الـ16 نسختي 1998، و2014، مستفيدا من جيل ذهبي صنع لنيجيريا اسما رنانا.

أما المنتخب السنغالي فكشف عن قوته في أول ظهور له بالمونديال نسخة 2002 بكوريا واليابان حين مضى على غرار الكاميرون في 1990 وتغلب على المنتخب الفرنسي حامل اللقب بهدف نظيف في مباراة الافتتاح ليواصل طريقة نحو دور الثمانية.

وشاركت أفريقيا للمرة الأولى بـ6 منتخبات عندما استضافت جنوب أفريقيا كأس العالم في2010، وسطع نجم المنتخب الغاني في تلك النسخة إذ بلغ دور الثمانية وكاد أن يصل للمربع الذهبي لولا ركلات الترجيح التي منحت أوروجواي فوزا صعبا. وتعد نسخة قطر 2022 هي الرابعة لمنتخب غانا في المونديال، حيث يطمح لاستغلال العناصر المحترفة الزاخرة بها صفوفه لتحقيق ما يرضي طموح وتطلعات وطنهم.

وتركت منتخبات تونس والمغرب والجزائر أثرا جيد في منافسات المونديال، إذ بلغ منتخب نسور قرطاج المونديال في نسخ 1978 و 1998 و 2002 و 2006، ويترقب المشاركة في مونديال قطر2022 بعد أيام. ويعد المنتخب التونسي أول منتخب أفريقي يفوز بمباراة في كأس العالم عندما تغلب على المكسيك 3 - 1 في نسخة 1978، مما جعل الفيفا تقرر بعد ذلك ترشيح منتخبين من أفريقيا عوضًا عن منتخب واحد.

أما المنتخب المغربي فتأهل إلى كأس العالم خمس مرات، وقد حسم التأهل للمرة السادسة بالفوز 4–1 على جمهورية الكونغو الديمقراطية في مباراة الإياب في 29 مارس 2022، بعدما تعادلا 1–1 في مباراة الذهاب. وعن أفضل إنجازات أسود الأطلسي فتعود لنسخة 1986 عندما بلغ دور الـ16، بجيل ذهبي يتقدمهم خيري وكريمو، إلا أن طموحات هذا الجيل تبددت في بلوغ دور الـ8 بالخسارة أمام ألمانيا بهدف.

وشارك منتخب الجزائر أربع مرات في كأس العالم دورات 1982 و 1986 و 2010 و 2014، لكنه لم يتجاوز دور المجموعات إلا في نهائيات نسخة 2014 حين وصل للدور ثمن النهائي وخرج على يد المنتخب الألماني. وكاد المنتخب الجزائري أن يتأهل للدور ثمن النهائي في نهائيات 1982 لولا تلاعب منتخبي ألمانيا والنمسا بنتيجة المباراة التي جمعتهما في الجولة الثالثة من دور المجموعات (فضيحة خيخون).

وبرغم صعوبة المواجهات التي تنتظر المنتخبات الأفريقية الخمسة "تونس والمغرب والكاميرون وغانا والسنغال"، في مونديال 2022 لكن تبدو الفرصة سانحة أمام بعضها لتحقيق مزيد من المفاجآت.

تعليق عبر الفيس بوك