روح المعلم المجيد

 

سالمة بنت هلال الراسبية

كم من مُعلم يدخل على طلابه محملاً بالأفكار الإبداعية فيحفز هذا وينهض بفكر ذاك، وكم معلمة تسهر الليالي لتحضير وسائلها التعليمية لتسهيل إيصال المعلومة لطلابها، وكم من معلم ينفق من جيبه الخاص لتعزيز لطلابه، كلٌ يقوم بدوره في توعية النشء وتثقيفهم.

هؤلاء نخبة المجتمع والتي أخشى مع الوقت أن ينطفئ نورهم لقلة الاهتمام بهم ومساواتهم بالمُعلمين الآخرين ممن يقوم بدوره المعتاد ولكن ليس بذات الكفاءة، إن المعلم المجيد من يهمه طلابه ويوصي طلابه بالخير ويعتبرهم كأبنائه..هو المعلم الذي نحتاج أن نكثف اهتمامنا به فالعدل أهم من المساواة هي قاعدة الإجادة الحقيقية.

كان أهم النتائج التي توصلت إليها في بحثي حول دوافع الرضا عند معلمي جنوب الشرقية حيث شملت عينة البحث (380) معلما ومعلمة.

وكشفت النتائج أن رضا المعلمين عن الرواتب جاء بمتوسط حسابي (2.39) وهو مستوى منخفض، وقد يُعزى ذلك إلى زيادة الأعباء التدريسية مقابل عدم زيادة في الرواتب، فالرواتب ثابتة فترة طويلة نظرًا للأزمة المالية العالمية، التي تفجرت في سبتمبر 2008م، والتي تعدُّ الأسوأ منذ 1929م، وتأثرت السلطنة مثلها مثل بقية الدول في المجال الاقتصادي.

هذا وكانت إحدى فقرات البحث "يتناسب راتبي مع الجهد المطلوب مني إنجازه" جاءت برضا وظيفي منخفض بمتوسط حسابي (2.67)، فالمعلم يجتهد في عمله وقد يكمل عمله في منزله، ويشغل أغلب وقته، لكن راتبه لا يتناسب مع هذا الجهد، مما يؤثّر في رضاه الوظيفي، وأشار 4 معلمين من 10 إلى أنه لا يمكنهم ادخار ولو جزء من رواتبهم خاصة نتيجة ارتفاع الأسعار وقد يُعزى ذلك إلى أن راتب المعلم يكفي للمصاريف اليومية فقط، ولا يمكن للمعلم ادخار جزء من راتبه، للعلاج مثلاً أو للحاجات الضرورية، أو حتى للاستثمار، كما وأشار (3 معلمين من 10) إلى أن العلاوة السنوية غير كافية، وتحتاج إلى زيادة.

وهذا أمر واقعي، وخاصة مع ارتفاع أسعار الوقود والضرائب ورفع الدعم عن الكهرباء والماء، كما إن ترشيح معلمين مجيدين لمنحهم مكافآت كما كان سابقا هذا أمر في غاية الأهمية خاصة للمتميزين ممن قضوا 15 عاماً في التدريس فأكثر.

إن المعلم شعلة من نور وأخشى أن تنطفئ مع مرور السنوات والأعوام لذا أناشد الجهات المسؤولة الدفع في اتجاه زيادة رواتب المعلمين والعلاوة السنوية، واقتراح نظام حوافز معينة.

تعليق عبر الفيس بوك