القافلة تمضي

 

 

د. أحمد العمري

 

من زرع حصد ومن ذاكر نجح ومن أجتهد نال ومن مشى وصل ومن عزم ظفر.. هذه قواعد ثابتة لا يُغيرها الزمن ولا يُبدلها الدهر، وهي ماضية ونافذة على كل الشعوب وجميع الأمم بدون نقاش ولا جدال؛ حيث إنها من المُسلمات والبديهيات وهي منطقية في حد ذاتها وتتوافق دائمًا مع الواقع والمنطق.

وإنّنا في سلطنة عمان ولله الحمد نتمتع بأعلى سقف من الحُريات والتعبير عن الرأي في محيطنا القريب، وهذا ما أرسته لنا النهضة المتجددة ومنحتنا إياه حكومتنا الرشيدة والنظام الأساسي بقيادة الهيثم المعظم- حفظه الله ورعاه. ولكن ليس معنى هذا أن ننزلق إلى المهاوي والردى، وأن نتحدث بما يليق وبما لا يليق، وأن نفتح الأبواب على الإطلاق وعلى مصراعيها شمالها وجنوبها وشرقها وغربها؛ بل يجب أن يكون لدينا ولو خط بسيط من الاعتدال والاتزان والوقار والعقلانية والمنطق والنهج والأسلوب وأن لا ننجر خلف الشائعات المغرضة والشعارات والأفكار الظلامية التي لا تخدم وطنًا ولا تبني مجتمعًا. ولنفكر بالعقل والمنطق والقانون والواقع ولننظر مايحدث حولنا وفي إقليمنا ونتساءل: هل نحن ماضون في الدرب الصحيح؟ وهل نحن على جادة الصواب؟ وهل نحن منجزون؟ وهل خطواتنا متسقة ومدروسة؟ وهل قافلتنا تمضي في الاتجاه الصحيح؟

الإجابة الصحيحة نعم.. إننا ماضون بخطى واثقة وفي الاتجاه الصحيح بإذن رب العالمين، خاصة مع النهضة المتجددة التي رسمت شعارها على النهج المؤسسي العادل والمنهاج العلمي الصحيح والخطاوي الصائبة.

لقد لاحظت في الآونة الأخيرة بعض الإخوة المغردين وتوجهات البعض السلبية والمتشائمة، فنرى هذا ينتقد هنا، وذاك يكيل هناك، وثالث لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب! بل هناك من يحاول استيراد أفكار وطرق وتصرفات لا تتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا الضاربة في جذور التاريخ بكل ثقة وصلابة.

وليعلم الجميع أن الأفكار المستوردة فيها من المساوئ والتحلل ما لا تراه العين المجردة.

إننا لا نريد أن نقلد الغرب ولا نتبع الشرق؛ بل نريد أن نعتز بهويتنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا ولبسنا وأكلنا وفنوننا وآدابنا ونمط حياتنا.

وهنا أقول للجميع إن بلادنا بخير وفي يد أمينة صادقة وفيه ومخلصة، ويكفي أن ما حققناه من وفورات خلال الفترة الماضية تجاوز الملياري ريال عُماني.. وهذا لم يحدث منذ سنوات والحمدلله إنه إنجاز كبير، وهذا بفضل رب العالمين والقيادة الحكيمة المتزنة التي تقود البلاد بزعامة الهيثم العظيم.

فلنتحد جميعًا خلفه ونخلص النوايا والمقاصد ولنتعاضد ونتلاحم ونتآخى ونتآزر ولتبقى سلطنة عمان هي الهدف والمبتغى والبيت الآمن المستقر لنا جميعا.

وفق الله الجميع، وحفظ الله عمان وسلطانها وشعبها.