أكد أن المشاركات من سلطنة عُمان تُثري الفعاليات

العامري لـ"الرؤية": العُمانيون من أكثر الزوار إقبالًا على معرض الشارقة الدولي للكتاب

 

 

◄ المعرض نجح في ترسيخ مكانة الكتاب وأطلق حراكًا ثقافيًا على مستوى المنطقة

◄ إثراء المعارف وإتاحة جميع الإصدارات أمام الزوار بمقدمة أهدافنا

◄ 1500 فعالية وكُتّاب من 4 دول أفريقية.. جديد دورة 2022

◄ لم نمنع أي إصدار من المشاركة في المعرض

◄ معايير موضوعية لاختيار الفائزين بجوائز معرض الشارقة للكتاب

◄ نواكب المتغيرات عامًا تلو الآخر.. ونحن أول من قدم "الكتاب الصوتي"

 

 

الشارقة- مدرين المكتومية

 

 

أكد سعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أنَّ المشاركات العمانية سواء الحكومية أو الخاصة، تثري أعمال المعرض بإصدارات نوعية تلقى اهتمامًا من زوار المعرض، مشيرًا إلى أن الزوار العُمانيين من بين أكثر الزوار إقبالًا على المهرجان، في إشارة إلى ما يتميز به العمانيون من حرص على اقتناء الكتاب والاهتمام بالثقافة بشكل عام.

وقال العامري- في حوار مع "الرؤية"- إن المعرض يستقبل وفودًا من حول العالم تأتي من أجل التعرف على تجربة إدارة الفعاليات والمناشط بهذا العدد الكبير من المشاركين، مشيرًا إلى أن هناك شركات علاقات عامة تأتي لدراسة المعرض وقياس عدد الزوار وحصر المشاركين لعرض هذه الإحصاءات على معارض أخرى تريد الاستفادة من معرض الشارقة الدولي للكتاب، معربًا عن فخره بهذا الأمر.

وإلى نص الحوار...

 

 

 

** نودُ منك تسليط الضوء على استعدادات الهيئة لتنظيم معرض الشارقة الدولي للكتاب، خاصة بعد رفع قيود أزمة كورونا؟

على مدار الثلاث سنوات الماضية وحتى أثناء جائحة كورونا لم يتوقف المهرجان أبدًا، وفعليًا نحن المعرض الوحيد على مستوى العالم الذي لم يتوقف نهائيًا أثناء الجائحة، وظل يقدم مناشطه وفعالياته وبالصورة المطلوبة.. بالنسبة لنا لم يتغير أي شيء، ولكن التغيُّر الوحيد الذي طرأ في النسخة الحالية أنه تم رفع الإجراءات الاحترازية، وأصبحنا نعمل بأريحية أكبر، وهو ما ساعدنا في تنظيم نسخ متميزة، حتى إننا من الآن نعمل باستمرار على نسخة السنة المقبلة، وقد اعتمدنا هذه الطريقة في العمل بفضل الاستعدادات المسبقة بصورة جيدة. ورغم ما قد نُواجهه من تحديات لوجستية، إلا أن الإجراءات بشكل عام تمضي وفق وتيرة ملائمة ومناسبة للجدول الزمني. وهناك أمور وتفاصيل تنظيمية يجري العمل عليها بحرص وتفانٍ كبيرين، فالمعرض لا يستهدف فقط استقطاب أكبر عدد من المشاركين من مختلف أنحاء العالم، ولكن أيضًا أن تكون هذه المشاركات نوعية وتحقق الحراك الثقافي المُستهدف.

 

 

** ما الإضافات التي طرأت على المعرض هذا العام، وما الآلية المتبعة للتطوير سنويًا؟ وكيف تقيسون رضا الجمهور؟

لا شك أن رضا الجمهور يعتمد على قياسات عدة متنوعة، والقياس يتنوع بين معدلات الإقبال وعدد الزوار، وبين نوعية البرامج المقدمة ومدى التفاعل مع الحدث بأكمله عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. وينبغي أن أؤكد هنا أنه ليس هناك عمل بدون أخطاء، والذي لا يخطئ لا يعمل، ولذلك هناك أخطاء قد لا يلحظها الجمهور، لكن نحن نلحظها ونتداركها، ودائمًا نحاول قدر المستطاع أن نعالج الأخطاء بسرعة، ونتدارك الخطأ بحل آخر في الوقت نفسه، فنحن نتحدث عن 1500 فعالية ثقافية، وأكثر من 1800 تأشيرة زيارة للمشاركين في مختلف الفعاليات، علاوة على القادمين إلى الدولة من أجل حضور المعرض.. نحن نتحدث عن معرض دولي يأتي إليه الزوار من كل مكان في العالم. ولذلك نجد معرض الشارقة يمثل معيارًا يُقاس عليه نجاح أو عدم نجاح أي معرض آخر في العالم، وهذا مثار فخر لنا، ويعكس مدى الجهود المبذولة من أجل إنجاحه.

ومن الأمور الطيبة التي تحدث، أننا نستقبل وفودًا من حول العالم تأتي من أجل التعرف على تجربتنا في إدارة المعرض، وهناك شركات علاقات عامة تأتي لدراسة المعرض وقياس عدد الزوار وحصر المشاركين لعرض هذه الإحصاءات على معارض أخرى تريد أن تستفيد من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهذا أمر نفخر به أيضًا.

وأودُ أن أذكر أنه من بين الجوانب المستحدثة في معرض هذا العام مشاركة 400 كتاب باللغة الهندية.

 

 

** تحدثتم عن أكثر من 1500 فعالية ومنشط مصاحب.. ما أبرز الفعاليات هذا العام؟

هذه السنة استقطبنا عملًا جديدًا عن الكتاب الأفريقي العربي، بتوجيه من صاحب السمو الشيخ حاكم الشارقة استقطبنا كُتّابا أفارقة من مالي وبنين والسنغال والنيجر، وشعراء ومفكرين ومؤلفي روايات، واحتفينا سويًا بطباعة كتبهم وتوقيعها، وأستطيع أن أقول إن ذلك إنجاز للثقافة العربية ولمعرض الشارقة. ومن بين الفعاليات كذلك برنامج اللغة الفلبينية، واستضافة كُتّاب من الفلبين، ضمن مشروع "كتاب من كل لغات العالم"، إلى جانب البرنامج الإيطالي. ومن الأخبار الرائعة التي استطيع الإفصاح عنها أننا ناقشنا اسم الدولة ضيف شرف ليس لدورة 2023، وإنما لدورة 2024، ما يؤكد أننا تجهزنا بدرجة كبيرة لدورة 2023.

 

 

** عادة ما تشهد معارض الكتاب منع إصدارات بعينها من المشاركة، هل يحدث ذلك في معرض الشارقة الدولي للكتاب؟

لا.. لم نمنع أي إصدار من المشاركة في المعرض.

 

 

** كيف يتم اختيار الفائزين بجوائز معرض الشارقة للكتاب، وما آلية التنافس؟

هناك لجنة تحكيم متخصصة تتولى اختيار الفائزين وفق معايير موضوعية، وحتى إعلان النتائج على المسرح لم يكن لدي أي دراية باسم الفائز، وبصفتي رئيس لهيئة الشارقة للكتاب لا أتدخل مطلقًا في عمل لجنة التحكيم، وهناك معايير خاصة لاختيار الفائزين. وفيما يتعلق بفئات الجائزة فهي ثابتة لا تتغير، لكن نضيف إليها، وهذا العام أضفنا فئتين جديدتين خاصة بالحقوق.

 

 

 

** في ظل وتيرة الحياة المتسارعة والانفجار المعرفي الذي نعيشه.. كيف استطاع المعرض مواكبة هذا الإيقاع؟

نحن كمعرض للكتاب، نريد من كل شخص أن يؤلف الكتاب ويولع بالقراءة، ونحن سباقون في تقديم كل ما هو جديد في صناعة أدب الكتابة على مستوى العالم، فنحن أول من قدم في 2015 الكتاب الصوتي، وهذا يؤكد أننا نواكب المتغيرات أسرع من الآخرين، وقد حدث أن انتقلت هذه الفعالية إلى معارض أخرى. كما إننا في عام 2009 واكبنا وسائل التواصل الاجتماعي وكان لنا حضور كبير عليها. ومنذ بزوغ نجم "المؤثرين" والمعرض يستضيفهم دائمًا، حتى قبل أن يُلقبوا بهذا الاسم.

 

 

** كيف استطاع المعرض أن يخدم منطقة الشارقة الحرة للنشر، وما أبرز جوانب التعاون فيما بينكم؟

منطقة الشارقة الحرة للنشر، هي المنطقة الأولى من نوعها على مستوى العالم، ولم تقم دولة في العالم بتأسيس مثل هذه المنطقة، وهو ما يؤكد أن الميزة في الإمارات لا توجد في أي مكان آخر في العالم. وهذه المنطقة تضم سلاسل إمداد، وبنية تحتية، وبنية لوجستية تساعد على عملية النشر والإبداع. ولقد قطع معرض الشارقة الدولي للكتاب باعًا طويلًا بين الجمهور، والآن الشارقة مرتبطة في أذهان الناس بكونها "عاصمة الكتاب" على مستوى العالم. ومما يبعث على الفخر أن منطقة الشارقة الحرة للنشر أصدرت حتى الآن 4500 رخصة.

 

 

 

** ما أسس ومعايير اختيار ضيوف المهرجان في كل دورة، وهل يتم اختيارهم بعد معرفة وقياس رغبات الجمهور؟

الضيوف يتقدمون بأنفسهم للمشاركة في المعرض، والدول المشاركة هي التي تتقدم بطلب المشاركة ولا يتدخل الجمهور في الاختيار، وهناك عقود مبرمة وفق التزامات معينة على ضيف الشرف أن يؤديها.

 

 

 

** كم عدد وسائل الإعلام المشاركة في تغطية الحدث من خارج دولة الإمارات، وما دور الإعلام في الارتقاء بمكانة المعرض؟

المشاركون من خارج الدولة من وسائل الإعلام يصل عددهم إلى نحو 120 مشاركًا، من مختلف أنحاء العالم وليس فقط الدول العربية، فهناك صحفيون ومراسلون من الأرجنتين والمكسيك وألمانيا، والمجر والصين وباكستان وآيرلندا. والإعلام ليس له دخل في أن يكون معرض الكتاب هو الأكبر في العالم على مستوى بيع وشراء حقوق النشر والترجمة، وإنما تحقق ذلك بفضل الأرقام على أرض الواقع، حيث إن ثاني أكبر معرض في العالم كان لديه 476 طاولة شراء حقوق، في حين أن لدى معرض الشارقة 1041 طاولة شراء. ولذلك نؤكد دائمًا أننا وقبل 41 سنة قرر معرض الشارقة الدولي للكتاب أن ينافس على الصدارة العالمية.

 

 

 

** ما الرسالة التي يود المعرض إيصالها للجمهور من خلال شعاره "كلمة للعالم"؟

كلمة للعالم، تعني أن كل جملة وكل نص وكل كتاب يتألف من كلمة، والعلوم والحضارات بُنيت على كلمة، فهي كلمة للعالم.

 

 

 

** كيف تقيمون المشاركة العمانية هذا العام؟

المشاركة العمانية لافتة بلا شك من حيث الجودة، فهناك كتاب عمانيون مشاركون معنا بإصدرات قيّمة، كما تشارك دور نشر عمانية وخاصة من المؤسسات الحكومية، وهذا تواجد مهم ومؤثر، فالعلاقة بين سلطنة عُمان والإمارات متجذرة وتاريخية، ويكفي أن نشير إلى كتاب صاحب السمو الشيخ حاكم الشارقة عن دولة اليعاربة في عُمان. وأودُ أن أكشف لكم عن كتاب جديد مرتقب لصاحب السُّمو، سيرى النور قريبًا في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته المقبلة.

 

 

ما رسالتك الأخيرة للكتاب والناشرين؟

إنني أدعو الجميع لزيارة معرض الشارقة الدولي للكتاب، لقد افتقدنا الإخوة العمانيين خلال العام الماضي بسبب جائحة كورونا، لكنني يجب أن أقول إنَّ العمانيين من أكثر الزوار إقبالًا على معرض الشارقة الدولي للكتاب، ولذلك أدعوهم لعدم تفويت الفرصة هذا العام، فنحن نسعدُ بهم دائمًا.

تعليق عبر الفيس بوك