‏راشد بن حميد الراشدي **

ندوة علمية متكاملة الأركان تبدأ أعمالها في مركز سناو الثقافي يوم الأربعاء المقبل بإذن الله، ولمدة يومين؛ لترتقي بعلماء ولاية سناو الأجلاء، وذلك في النسخة الثانية من ندوة "أعلام من حاضرة سناو"؛ حيث تستعرض الندوة على مدار يومي الانعقاد سير ومآثر 4 من علماء ولاية سناو البارزين وهم: الشيخ المصلح محمد بن حمود الصوافي، والشيخ القاضي سلیمان بن حامد البراشدي، والشيخ القاضي سالم بن سعيد البراشدي، والشيخ القاضي خلفان بن سيف المحروقي.

لقد حققت الندوة الأولى نجاحًا كبيرًا من خلال عدد المشاركين والحضور وما قدمته وأبرزته لسير عدد من علماء ولاية سناو الذين سمت بعلمهم وإصلاحهم عُمان بأسرها. وتأتي هذه الندوة بمشاركة باحثين من داخل وخارج سلطنة عمان وتهدف إلى توثيق سير أعلام حاضرة سناو وأعمالهم، وإظهار أدوارهم الإصلاحيـة، ودراسـة الجوانب العلمية والإصلاحية لهؤلاء العلماء والآثار التي خلفوها، وإبراز القدوة الصالحة للأجيال الصاعدة من خلال دراسـة سـير حياة هؤلاء الأعلام.

وتحمل الندوة في محاورها الأربعة لمشاركات الباحثين ما تهدف الندوة إليه؛ فالمحور الأول يشمل السـير العلمية للأعلام المُحتفى بهم، أما المحور الثاني فيتطرق إلى دور هؤلاء المشايخ في مجال التعليم والقضاء، بينما يتضمن المحور الثالث الحديث عن جهود المشايخ في مجال الإصلاح الاجتماعي والسياسي وخدمة المجتمع، في حين أن المحور الرابع يستعرض قراءات في الإنتاج العلمي والعملي لدى المشايخ المُحتفى بهم.

ونتوقع أن يحظى مركز سناو الثقافي الأهلي بزخم هائل خلال يومي انعقاد الندوة، من حيث حضور عدد كبير من الباحثين والمهتمين وطلبة الجامعات والمدارس؛ لأهمية الندوة ودورها في سبر أغوار سير هؤلاء العلماء الأفذاذ الذين أنجبتهم ولاية سناو في حقب تاريخية قريبة جدًا منا، رحمهم الله.

الندوة تأتي كذلك لتوثيق تلك الجهود والأعمال التي قام بها علماء ولاية سناو ونشرها بعد إجازة اللجنة العلمية لكل تلك البحوث القيمة والتي سيشرف عليها مركز سناو الثقافي الأهلي.

إنَّ مثل هذا الحراك العلمي والتوثيقي لمشائخ سلطنة عُمان الأجلاء سوف يسهم في تعزيز الإرث العلمي والثقافي وسيكون مرجعا للاجيال القادمة لمعرفة دور علماء الوطن طوال حقب التاريخ المختلفة وإحياءً لنتاجاتهم الفكرية والعلمية للاستفادة منها والتزود من فكرها المستنير.

اليوم.. نقدم الشكر الجزيل لمجلس إدارة مركز سناو الثقافي الأهلي وأعضائه جميعًا على هذه البادرة المتميزة والتي تحتاج إلى الكثير من الجهد والتكاتف من أبناء ولاية سناو وصولا للنجاح المنشود من خلال إقامة مثل هذه الندوات والتي حققت صدىً ونجاحاً في نسختها الأولى وكذلك للندوات التي أقيمت على ثرى ذلك المركز المبارك.

وندعو الجميع- ومن خلال منبر جريدة الرؤية العزيزة- إلى المشاركة والحضور للاستفادة من هذه الندوة الرحبة بصنوف البحوث المورفة بظلال العلم والدين وبكم يكتمل النجاح والهدف المنشود من هذه الجهود.

وفّق الله الجميع لما يحب ويرضى، وحفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وهم يرفلون في خيرات وطن معطاء بأنواره وطيبة أهله.. وأهلا وسهلا بالجميع على رُبا مركز سناو الثقافي الأهلي بولاية سناو.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية