كوريا الشمالية تطلق 23 صاروخا

 

سول- رويترز

أطلقت كوريا الشمالية ما لا يقل عن 23 صاروخا باتجاه البحر اليوم الأربعاء، سقط أحدها على مسافة تقل عن 60 كيلومترا من ساحل كوريا الجنوبية، وهو أمر وصفه الرئيس الجنوبي يون سوك-يول بأنه "عمل من أعمال التعدي على أراضي" بلاده.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها صاروخ باليستي بالقرب من مياه كوريا الجنوبية منذ تقسيم شبه الجزيرة عام 1945، كما أن هذا هو أكبر عدد من الصواريخ يطلقها الشمال في يوم واحد. وأصدرت كوريا الجنوبية تحذيرات نادرة من غارات جوية وردت بإطلاق صواريخ.

وسقط الصاروخ خارج المياه الإقليمية لكوريا الجنوبية، ولكن جنوب خط الحدود الشمالي الذي يمثل حدودا بحرية متنازعا عليها بين الكوريتين.

وقال جيش كوريا الجنوبية إن طائراته أطلقت ثلاثة صواريخ جو - أرض في البحر عبر خط الحدود الشمالي ردا على الصواريخ التي أطلقتها كوريا الشمالية. وقال مسؤول إن الصواريخ التي أطلقت تضمنت صاروخا أمريكي الصنع يصل مداه إلى 270 كيلومترا ومزود برأس حربي يزن 360 كيلوجراما.

وجاء إطلاق الصواريخ الكورية الجنوبية بعد أن تعهد مكتب يون "برد سريع وحازم".

وقال المكتب في بيان "الرئيس يون سوك-يول أشار إلى أن استفزاز كوريا الشمالية اليوم كان فعليا عملا من أعمال التعدي على الأراضي، إذ انتهك صاروخ خط الحدود الشمالي لأول مرة منذ التقسيم (الكوريتين)".

وردا على سؤال عما إذا كان الصاروخ يحلق باتجاه أراضي كوريا الجنوبية وكان يتعين اعتراضه، قال مسؤول رئاسي رفيع "بشكل دقيق، لم يسقط في أراضينا وإنما في المنطقة الاقتصادية الخالصة الخاضعة لولايتنا، وبالتالي لا يجوز اعتراضه".

* صفارات إنذار

أوضحت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية أن هذا الصاروخ كان واحدا من بين ثلاثة صواريخ باليستية قصيرة المدى أطلقت من منطقة وونسان الساحلية الكورية الشمالية في البحر. وذكرت هيئة الأركان في وقت لاحق أن ما يصل إلى 14 صاروخا آخر من طُرز مختلفة أُطلقت من سواحل كوريا الشمالية الشرقية والغربية.

وقال مسؤول بمقاطعة أولونج لرويترز "سمعنا صفارة إنذار في نحو الساعة 8:55 صباحا وتوجه جميع من كانوا في المبنى إلى موقع الإخلاء في الطابق السفلي... وبقينا هناك حتى الساعة 9:15 بعد أن سمعنا أن المقذوف سقط في البحر".

وأضاف الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت أيضا أكثر من 100 طلقة مدفعية من ساحلها الشرقي باتجاه منطقة عسكرية عازلة أقيمت بموجب اتفاق عسكري مع كوريا الجنوبية.

وأشارت هيئة الأركان المشتركة إلى أن إطلاق النار ينتهك اتفاقا يعود لعام 2018 ويحظر الأعمال العدائية في المناطق الحدودية.

ولا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية النظرية، إذ أن صراعهما الذي امتد من 1950 إلى 1953 انتهى بهدنة وليس بمعاهدة سلام.

وأجرت كوريا الشمالية المسلحة نوويا تجارب على عدد قياسي من الصواريخ هذا العام، ويقول مسؤولون في سول وواشنطن إن كوريا الشمالية أكملت الاستعدادات اللازمة لإجراء تجربة نووية ستكون الأولى منذ عام 2017.

ويأتي إطلاق الصواريخ بعد ساعات من مطالبة بيونجيانج لكل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بوقف تدريباتهما العسكرية واسعة النطاق، قائلة إنه لم يعد من الممكن التسامح مع مثل هذا "التهور والاستفزاز".

وبدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واحدة من أكبر المناورات الجوية العسكرية المشتركة بينهما يوم الاثنين، وشنت مئات الطائرات الحربية من الجانبين هجمات وهمية على مدار الساعة.

وأعلنت وزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل في كوريا الجنوبية أنه نظرا لعمليات الإطلاق، سيُعلق التحليق في بعض المسارات الجوية فوق البحر بين كوريا الشمالية واليابان حتى الخميس.

وعلق وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا بالقول إن تصرفات كوريا الشمالية تهدد السلم والاستقرار في اليابان والمنطقة بشكل أوسع فضلا عن المجتمع الدولي بأسره.

(إعداد أحمد ماهر وحسن عمار ومروة غريب للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)

تعليق عبر الفيس بوك