موسم الصرب ومخاطر الحرائق

 

سعيد غفرم

Said.gafaram@gmail.com

 

مع بداية فصل الربيع في محافظة ظفار والذي يبدأ فلكيًا بتاريخ 21 سبتمبر ويستمر إلى 21 ديسمبر من كل عام، ويعقب موسم الخريف الماطر، ويطلق عليه محليًا موسم "الصرب"؛ حيث انقشاع الضباب وسطوع الشمس وجفاف الحشائش، مما يجعلها أكثر قابلية للاشتعال في حال تعرضها لمصادر النار المختلفة، مع نشاط الرياح الشمالية الجافة، مما يزيد من احتمال وقوع حرائق في المراعي والغابات الطبيعية بسهول وجبال المحافظة.

هناك العديد من الأسباب الناتجة عن حرائق الحشائش، ومنها إهمال بعض السياح لمخلفات النيران في أماكن التنزه، خاصة في المناطق التي يكثر فيها نمو الحشائش دون إطفائها، إضافة إلى إلقاء أعقاب السجائر على الحشائش وعدم التأكد من إخمادها ما يسبب الكثير من الأضرار على الطبيعة والحياة الفطرية، وحتى على السكان القاطنين في تلك المناطق، وتشكل عبئًا إضافيًا على فرق الإطفاء.

فما الإجراءات الوقائية؟

يجب الانتباه إلى ضرورة الالتزام بالاحتياطات اللازمة عند إشعال مواقد النار والتأكد من إخمادها بشكل سليم قبل مغادرة مواقع التنزه، وعدم إضرام النار فوق الحشائش مباشرة أثناء التخييم ووضع عازل معدني لذلك لمنع انتشار ألسنة اللهب بجوارها وتجنب إشعال الحطب لأغراض الطهي أو التدفئة بالقرب من جذوع الأشجار حتى لا يتسبب في إحراقها، وتجنب ترك المخلفات القابلة للاشتعال في أماكن الرحلات وكذلك التنبيه على خطورة رمي أعقاب السجائر وخاصة ممن يزاول مهنة الرعي في السهول الرعوية والمرتفعات الجبلية من واقع أحداث ماضية، مع أهمية تنظيم حملات تطوعية لتوعية المواطنين والمقيمين بأهمية المحافظة على الغطاء النباتي والحياة الفطرية من التهديدات البيئية المختلفة كالحرائق وغيرها.

وهنا لا بُد من لفتة شكر وتقدير للقائمين على جمعية صون الطبيعة بمحافظة ظفار (قيد التأسيس) على جهودهم التطوعية في هذا المجال وإطلاقهم لمبادرة "وعي" بالتنسيق مع جهات الاختصاص بمحافظة ظفار للمحافظة على البيئة وصون الطبيعة وتوحيد الجهود التطوعية في المجال البيئي بمحافظة ظفار.

وفي الختام.. لا بُد من تكاتف الجميع للحد من ظاهرة الحرائق الموسمية والتنسيق مع الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف في حال حدوثها، والتقيد بالإجراءات الاحترازية وأدوات الأمن والسلامة المطلوبة عند التعامل مع النيران المشتعلة.

نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا عُمان وأهلها من كل سوء ومكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وعلى سائر بلاد المسلمين.

تعليق عبر الفيس بوك