"الكلمة الطيبة" في معرض الرياض للكتاب

 

محمد بن سعيد الرزيقي

alruzaiqi4m@gmail.com

 

لم تكن مشاركة دار الكلمة الطيبة وهي الأولى في معرض الرياض الدولي للكتاب لهذه الدار المتخصصة في العناية بالنتاج العلمي لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي- حفظه الله- كمثيلاتها من المشاركات الخارجية.

هناك بين ردهات المعرض، وفي إحدى زواياه تتألق دار الكلمة الطيبة بنشرها فكرًا معتدلًا، وروحًا تطير بك إلى عوالم الملكوت الأعلى؛ حيث كتب سماحة الشيخ الخليلي وهي منتظمة في أرفف الجناح كسلك من الجمان، أو كعقد من الدرر تزينت به المكتبة أو قل تزين به المعرض. وهي تضم بين ثناياها فكراً معتدلاً لطالما نادى بلم الشمل، ووحدة الأمة الإسلامية، ونبذ التفرقة، ووأد التعصب المذهبي. لذلك تسارعت الأيادي، واشرأبت الأعناق لاقتناء مؤلفاته قبل أن تنفد الكمية المتوفرة بالمعرض؛ فكان كتاب مصرع الإلحاد، وملخصه، والاستبداد من أكثر كتب الدار التي لفتت انتباه الزائرين، واستولت على اهتمامهم، ومن أكثر الكتب اقتناء لدى الزائرين، ومنها كتاب برهان الحق تلك الدراسة المُعمقة في العقيدة الإسلامية التي تتألف من 16 مجلداً أودعها سماحته تأصيلاً محكمًا، وأدلة ساطعة، فكانت برهان الحق.

كان الزائرون من الباحثين وطلبة العلم، والدعاة وعامة الناس يتقاطرون زرافات ووحدانا على جناح دار الكلمة الطيبة من داخل المملكة العربية السعودية ومن خارجها، تراهم وهم يتأملون عناوين كتب سماحته، وكأن حنيناً طال انتظاره يشدهم إليها؛ فسرعان ما تأسرهم، ليتصفحوا فهارسها، فكم كانت تستهويهم كتبه، وفكره المعتدل السمح، ثم ما يلبثون بعد ذلك أن ينقلبوا معجبين أمامها، فتراهم يتهافتون على أقتنائها لما تضمنته بين ثناياها من عصارة فكره وتجاربه، ولما احتوته في تضاعيفها من نهج إسلامي معتدل يؤلف ولا يفرق، يلم الشتات لا يبعثره، يُقرب ولا يبعد، وعقيدة صافٍ منبعها، سائغ شرابها، مبدين إشادتهم وإعجابهم بالشيخ الخليلي وفكره ومواقفه وبصوته الصادح بالحق.

كان الأستاذ حمد المعولي المتحدث المتفوه، والأديب الأريب والمدير العام لدار الكلمة الطيبة بدا كأنه مناضل مُكافح ما فتئ بين لقاء إذاعي وتلفزيوني أو صحفي وبين رد عن استفسارات الزوار وأسئلتهم وبين ترحيب بالمتهافتين على جناح الدار. نعم هكذا بدا لي وكأنه في جهاد لكنه جهاد في سبيل نشر العلم وكلمة الحق.

يقول الأستاذ حمد المعولي: كانت البسمة ترتسم على محيا الزائرين للدار، وبشاشة وجوههم وتقاسيمها المنيرة تصافحك قبل أن يمدوا إليك أياديهم، وليس ذلك بغريب على شعب بلاد الحرمين، وقد أبدوا سعادتهم بوجود الدار بالمعرض، وإشادتهم بآراء سماحة الشيخ ومواقفه تجاه الأمة ووحدتها ونبذ دعوات التفرقة بين أبنائها، وما يدعو إليه من ضرورة الالتفاف حول المشتركات التي تجمع شتات هذه الأمة، وتوحدها تجاه التحديات.

وختاماً.. نسأل الله تعالى أن يؤلف بين أبناء الأمة الإسلامية، وأن يأخذ بأيديهم إلى جادة الحق، والصراط المستقيم، ونسأله سبحانه وتعالى أن يحفظ سماحة شيخنا الخليلي، ويمتعنا بحياته وينفعنا بعلمه، إنه سميع مجيب الدعاء.

تعليق عبر الفيس بوك