حُق لكِ الفخر

 

نجمة البلوشية

نشأت على يد امرأة قوية، كانت تُحيك الكمة العُمانية التي تحتاج إلى الصبر والحنكة، فبعضها كانت تستغرق أشهرا لإتمامها، والبعض منها الدقة في حياكتها، كانت هواية أتقنتها المرأة العُمانية في مختلف مناطق السلطنة، علاوة على ذلك صارت مصدر رزق للكثيرات حتى يومنا هذا.

والدتي كانت تصب جلّ اهتمامها في أن نتلقى التعليم، فأصبحت مثل كثيرٍ من الأمهات يرين سعادتهن في نجاحات وسعادة أبنائهن، فزرعت في كل واحدٍ منِّا حلماً نسعى لتحقيقه، أردت أن أكون مُعلمة، فمنذ نعومة أظفاري كنت أشعر بأنَّ هذا ليس حلمًا بل واقع سيتحقق يومًا ما.

الساعة الرابعة عصرا كانت مُميزة بالنسبة إليَّ أنا وإخوتي الصغار وأطفال الجيران، حيث كنَّا نصعد إلى سطح بيتنا، وألعب معهم دور المُعلمة، فلم يكن هناك سبورة أو طبشورة، بل قطع من الفحم (الصخامة) وخزان الماء الحديدي (التانكي)، لنشخبط عليه أحلامنا، نتمنى أن نعيشه وفي منتهى السعادة والاستقرار، وأحيانًا يصل بنا الأمر أن نكلم أنفسنا ونضحك، وأنا على يقين بأنَّ العديد من الأطفال فعلوا مثلي آنذاك.

وكبر معي هذا الحلم فأصبحت مُعلمة تعتز بوظيفتها في وطن أعطاها مكانة مرموقة، جعل كل امرأة فيه شامخة، ترتقي هام السماء.

وها أنا اليوم أطرب فرحاً بيوم المرأة العمانية، يوم السابع عشر من أكتوبر أود أن أشارك كل امرأة عمانية فرحتها واعتزازها وفخرها بماضيها ومستقبلها وحاضرها، في بناء وتطور هذا الوطن، فابتهجي واحتفلي وأكملي المسير نحو سلم النجاح.

يوم المرأة العمانية احتفال من كل عام ؛ تقديرا لإنجازات المرأة العمانية، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، جاءت هذه المناسبة بفضل السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- حيث أولى عناية فائقة بالمرأة العمانية حين قال: "إنَّنا نُنادي المرأة العُمانية من فوق هذا المنبر لتقوم بدورها الحيوي في المجتمع، ونحن على يقين تام بأنَّها سوف تلبي النداء".

وقفت المرأة العمانية شاهقة تفتخر بما كُرمت من العناية الكاملة فهي جزء لا يتجزأ من عُمر البناء والتنمية الذي شهدته النهضة العمانية خلال مسيرتها المُباركة، فأصبحت حاضرةً في جميع الميادين، ومنجزاتها شاهدة للعيان في القطاعات التعليمية والصحية والاجتماعية والبلدية والأمنية والإسكانية والعمرانية، وقطاعات الطرق والاتصالات ومشاريع الكهرباء والمياه وخدمات الهاتف والتقنية الحديثة.

كما أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- أن المرأة العمانية تعمل بجانب شقيقها الرجل في رفعة الوطن فقال: "إن شراكة المواطنين في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها دعامة أساسية من دعامات العمل الوطني، ونحرص على أن تتمتع فيه المرأة بحقوقها التي كفلها القانون وأن تعمل مع الرجل جنبًا إلى جنب في مختلف المجالات خدمة لوطنها". فتجسد ذلك بإسناد جملة من المناصب الحكومية والإدارية إلى نساء عُمان الماجدات؛ لقدراتهن في تحقيق رؤية عُمان المستقبلية الموكلة لهن.

تحية فخر وإجلال للسيدة الجليلة حرم جلالة السُّلطان المُعظم- حفظها الله ورعاها- التي تُشارك فرحة نساء عُمان الملهمات، اللاتي بذلن كل ما من شأنه السُّمو بمكانة المرأة ولدورها الريادي للتنمية المُستدامة. فشكرًا لمن كانت بعطائها ذخرًا للوطن.

تعليق عبر الفيس بوك