لماذا تتعثر الكرة العُمانية كل مرة؟

 

د. أحمد العمري

لم أكن أرغب أن أخوض في هذا المجال لأني أعرف العديد من الكتاب الرياضيين في السلطنة الذين أكن لهم كل التقدير والاحترام وهم أقلام بارعة ورواد في مجالهم بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

ليس هذا الموضوع الآن ولكن لنرجع إلى موضوعنا وهو تعثر الكرة العمانية وعدم ثباتها. كأس الخليج وحققناه، بطولة أندية مجلس التعاون وحققناها، ولكن لماذا عدم الثبات والاستقرار في الأداء. حقيقة كانت هناك العديد والعديد والكثير مِن الأسئلة التي كانت تدور بخلدي، حتى شاهدت الأحمر الصغير فريق الناشئين الذي يخوض تصفيات آسيًا وعرفت فيما عرفته أن الفريق كان تحت إدارة مدرب أسباني تمت مكافأته على سوء النتائج بأن يدرب منتخب الشباب وبعده مدرب مصري، وفي الأخير تم الاستنجاد بالمدرب الوطني الكابتن أنور الحبسي.

على الرغم من أننا أبطال البطولة لعدة مرات وقد تأهلنا مرات عديدة؛ بل وقد وصلنا للعالمية في الأكوادور عندما خرجنا بأفضل لاعب في العالم الكابتن محمد عامر الكثيري ورفاقه الأبطال والذي سجل خمسة أهداف من ضربات ركنية لم يسبقه إليها سواه فاستغربت وقلت معقول مازال في الاتحاد العماني لكرة القدم من يفكر بهذه الطريقة وهذا الأسلوب، على الرغم من أنني أقدر وأثمن الدور الذي يقوم به الاتحاد العماني والجهود التي تبذل، ولكن الكمال لله رب العالمين وجل من لا يخطئ وليس العيب أن نخطئ ولكن العيب أن نستمر في الخطأ.

هل نحن بحاجة لإسناد مُهمة تدريب شبابنا الصغار الذين لم يتجاوزوا الصف الثاني عشر إلى المدرسة الأسبانية أو المصرية مع احترامي لهاتين القامتين العملاقتين أم عندنا الاكتفاء الذاتي ألم يثبت أنور الحبسي، وكذلك سالم عزان وحمد العزاني وغيرهم الكثير والكثير من الكفاءة والقدرة أفضل من أي مدرسة أخرى.

وربما لو أسندت المهمة للكابتن أنور أو لغيره من قبل الأسباني وبعده المصري، لاستطاعوا أن يعملوا الفارق ويمضوا بخطى ثابتة ونهج مدروس بدلًا من ضياع الوقت والجهد والمال دون فائدة ولكنا وفرنا الكثير وحققنا الإنجاز.

إنني أتطلع ويتطلع غيري لنرى رشيد جابر وحمد العزاني وخالد اللاهوري وسالم سلطان ويونس أمان ويونس الفهدي وفهد العريمي والقائمة تطول، وليعذرني من لم أذكر اسمه مع احترامي له وغيرهم يقودون منتخباتنا وفي كل فئاتها.

لقد نضجنا بعد 52 سنة، وأصبحنا قادرين على تحمل أي مسؤولية وأي تكليف داخليًا أو خارجيًا، فلماذا التشتت هنا وهناك؟ ولماذا الصرف غير الموزون دون فائدة أو جدوى وفي أيدينا ولدينا كل الحلول؟

وبما أن الشيء بالشيء يذكر؛ فاسمحوا لي أن أعرج على تجربة نادي السيب الرياضي الناجحة جدًا؛ حيث إنَّ نادي السيب على رأس مجلس إدارته رجل محنك رياضيًا وعسكريًا ومنهجيًا وتكتيكيًا، ولكن لم يرغب للنادي أن يصعد للدوري الممتاز حتى أوثق كل جوانبه؛ حيث لم يرد لناديه أن يكون مثالًا لمقولة "الصاعد هابط".

وعندما صعد بعد ما وثق أساساته وثبت قواعده هاهو يكسب جميع البطولات المحلية الدوري والكأس وحتى كأس السوبر وعندما شارك خارجيًا رفع اسم عُمان عاليًا خفاقًا وقد استعان بمدرب وطني متمرس الكابتن رشيد جابر ليثبت أن الجهود كاملة عمانية 100%.

وها هو يحقق بطولة غرب آسيا لأول مرة في تاريخ الكرة العمانية وإلى التتويج بالبطولة القارية، بإذن الله تعالى.

صحيح أن هناك عوامل أخرى كالدعم المادي وتوفير الإمكانيات، وضرورة مشاركة القطاع الخاص ودعمه ولكن ما فائدتها إذا كنا لم نستطع أن نختار الخامات المناسبة ونولي أمرها من هو أدرى وأعلم بشؤنها وسلطنة عمان تعج بالكثير منها.

فلنثق في قدراتنا ونؤمن بمجهوداتنا ونتأكد من إمكانياتنا، ونتطلع لوزارة الثقافة والرياضة والشباب لتظل بظلها على النشاط الكروي خاصة وعلى رأسها سيد شباب عمان صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق الموقر.. ثم إنَّ جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في كل مرة يؤكد على دعم الشباب والاهتمام بهم، وقد أفردت "رؤية 2040" حيزًا كافيًا للشباب وأهميتهم.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.