د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي
منذ أن تمَّ افتتاحه عام١٩٩٠ كان ولازال هذا الصرح العلمي التعليمي قبلة الزوار لكافة الأعمار وتربع الأطفال من كافة المستويات التعليمية قمة المرتادين له وبالطبع نضيف إليهم الآباء والمشرفين على تلك الزيارات من كافة ربوع سلطنة عُمان. وعمل تصميمه الرائع على شكل قبة ملحقة بها قبة أخرى على شد انتباه من يراه.
وكان هذا المتحف العلمي من أوائل المتاحف المتخصصة في المنطقة بل في الشرق الأوسط من حيث المحتوى العلمي وكذلك الفئة التي استهدفها وهي الأطفال.
وعمل هذا المتحف على تزويد الأطفال بكل ما هو جديد حين ذاك في العلوم والفنون والخدع البصرية فلا يكاد الطفل يزوره مرة إلا ويعود إليه مرات عديدة.
وكانت المدارس من كافة ولايات سلطنة عُمان وحتى بعض الكليات العلمية تنظم زيارات لطلابها وأطقمها الأكاديمية ونال نصيبه من الزيارات الرسمية للعديد من ضيوف سلطنة عمان.
كما كان المتحف يقع ضمن البرامج السياحية للعديد من العائلات التي تفد إلى سلطنة عمان بصحبة أطفالهم حيث مثلوا شريحة كبيرة جدا من زوار المتحف العريق.
ولكن ألم يحن الوقت لإعادة هذا الصرح إلى الحياة مرة أخرى ليكمل مسيرته العلمية لتغذية عقول النشء بكل ما هو جديد في العلوم بكافة مناحيها وخاصة تقنية المعلومات، وبدخول العالم إلى الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي وعالم النانو تكنولوجي وثورة عالم الاتصالات، أصبحت تطلعات الأطفال تفوق توقعاتنا.
لذلك سيكون على متحف الطفل مهمة ليست بالبسيطة نحو جيل يُسابق الزمن بقدراته الفائقة .
نأمل أن يكون هذا المتحف معلماً علمياً وسياحياً مميزاً في المنطقة ويتولى إدارة المحتوى وتحديثه شركات عالم التكنولوجيا بالشراكة مع كافة جامعات وكليات سلطنة عمان ويكون لكل جهة زاوية تحدثها باستمرار وتروج لهذا الصرح من خلال أفرعها العالمية وهنا نكون قد حققنا عدة أهداف من خلال هذا المتحف الرائع.
إن سياحة الطفل تتنوع من دولة إلى أخرى فهناك حدائق الحيوان أو المدن الترفيهية المختلفة، إلا أن متحف الطفل العلمي يخاطب عقل الطفل ويتيح له الانطلاق إلى عوالم أخرى تغذي عقله الصغير بمهارات ومعلومات تفيده مستقبلا .
كما إن العديد من المتاحف في العالم تعمل على الربط فيما بينها من أجل تبادل الخبرات والمعرفة والمحتوى مما يجعل من السهولة عليهم تحديث المعروض من وقت إلى آخر وديمومة الجذب إليهم.
ومن أجل عنصر الاستدامة المالية يتم فرض رسوم رمزية جدا للزوار من الأطفال ومرافقيهم على أن يمنح الزوار من الأطفال هدايا تذكارية قيمتها تكون من رسوم الزيارة .
إنَّ السياح من الأطفال وذويهم شريحة جدا مهمة ولذا وجود معالم سياحية للأطفال سيعمل على تكرار تلك الزيارات بشغف للاطلاع على كل ماهو جديد في عالمهم.