د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي
منذُ فترةٍ ليست بعيدةً، بدأت تظهر في الأفق مصطلحات جديدة ومنها مصطلح "الدبلوماسية السياحية"؛ إذ ارتأت القائمون على القطاع السياحة أن تكون لها الدبلوماسية الخاصة بها أسوة بباقي القطاعات وخاصة الاقتصادية والثقافية والإعلامية.. والآن وبعد أن استعاد قطاع السياحة عافيته، يتضح لنا جليًا أنَّ هناك ضرورة ملحة لكي تتحد وتتحالف كافة الجهود لإعادة السياحة العُمانية إلى الخارطة السياحية العالمية، وذلك من خلال العمل الدؤوب لدعمها من خلال التواجد والحضور الدائم في الأسواق الكبرى العالمية.
ومنذ أن بدأت إعادة هيكلة العمل الدبلوماسي لسفاراتنا بالخارج أصبحنا نعول كثيرًا على السفارات والبعثات العُمانية الدبلوماسية المنتشرة في بقاع العالم للقيام بمهام ليست بجديدة عليهم، ولكن يتعين تفعيلها وبقوة.
قطاع السياحة في السلطنة يتطلع إلى دعم العلاقات السياحية بين عُمان ودول العالم، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال خلق لقاءات ثنائية بين هيئاتنا الدبلوماسية المنتشرة في العالم تدعهما مكاتب التمثيل السياحية وممثلو القطاعات والهيئات السياحية في الدول المضيفة ومكاتب الطيران الوطني.
هناك العديد من التحديات التي تمر بها مثل هذه التجارب لكونها جديدة وفريدة من نوعها إلا أنَّ الآمال معقودة عليها لتكون قاطرة سريعة ومتجددة للتنمية؛ حيث إنَّ ارتفاع معدلات الاستثمار في القطاع السياحي والذي يعمل على جذب رؤوس الأموال الأجنبية لسلطنة عُمان، يعد أحد المكونات التي تعمل على خلق فرص عمل بين الشباب ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمساهمة في الناتج المحلي لسلطنة عُمان حسب توجهات رؤية "عُمان 2040"؛ إذ يجب أن تكون الدبلوماسية السياحية جسر التواصل بين السياحة العُمانية والدول التي تستضيف تلك البعثات وستعمل تلك الدبلوماسية على التقريب بين الشعوب والنهوض بالاقتصاد السياحي ودفع عجلة التنمية السياحية. ومن المؤكد أنَّ الدبلوماسية السياحية ستعمل على خلق منظومة سياحية تحقق مكاسب عديدة ومهمة، خاصة وأنَّ سلطنة عُمان لديها إرث تاريخي وثقافي عريق وعلاقات ضاربة في عمق التاريخ.
والمعلوم أن الدبلوماسية السياحية تعمل على تسهيل حركة السياح بين البلدان وتفادي الازدواج الضريبي للخدمات السياحية ودعم البحوث والدراسات ووضع اتفاقيات حديثة للنقل الجوي ومنها تعزيز حريات الطيران وتسهيل إجراءات دخول وخروج السياح ودعم أي اتفاقيات معنية بالجمارك والأسواق الحرة.
والعلاقات الدولية تعمل على بناء الثقة ونشر السلام بين الدول وتوسيع قاعدة التفاهم الدولي وتطوير السياحة البينية بينهم وفي شهر أكتوبر عام 1999، اعتمدت منظمة السياحة العالمية المدونة العالمية لإدارة السياحة؛ أي منذ 23 عاما، واحتوت في بنودها العديد من الأهداف التي تعمل على أهمية الاعتراف بدور المؤسسات الدولية ذات الطابع الدبلوماسي خاصة منظمة السياحة العالمية وأي منظمات وهيئات سياحية أخرى تعمل على التطوير والتنمية السياحية ومنح تلك الهيئات والمنظمات صلاحيات تساهم في دعم قطاع السياحة في العالم.
إنَّنا نتطلع إلى الدبلوماسية السياحية لتعمل على بناء صورة ذهنية واقعية عن إمكانات سلطنة عُمان السياحية والترويج لها في كافة المحافل، وهناك مثل عربي يقول "من سمع ليس كمن رأى"؛ لذلك على الدبلوماسية السياحية العُمانية أن تعمل على جذب السياح والاستثمارات لسلطنة عُمان ودعوة المهتمين للاطلاع على تجربتنا السياحية المميزة، ووزارة التراث والسياحة لديها الآن الخبرات والتجارب والقدرة على المضي قدمًا لدعم أي مبادرة تحوي بين طياتها أي أفكار أو مشاريع تعود بالنفع على قطاع السياحة.