إطلاق "مختبر إدارة الكربون" ترجمة لأهداف "رؤية 2040"

عُمان تبدأ وضع استراتيجية وطنية شاملة وخطة تنفيذية موحدة لـ"الحياد الصفري"

◄ العوفي: عُمان ليست في منأى عن التغيرات المناخية.. وخطوات طموحة للحد من الانبعاثات

◄ الحارثية: "عُمان 2040" تؤكد أهمية بناء نظم إيكولوجية فعالة ومتزنة لحماية البيئة

 

الرؤية- مريم البادية

أكد معالي سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن ورئيس اللجنة الإشرافية لمختبر إدارة الكربون، أنَّ ملف المناخ أصبح مؤرقًا لكافة الدول وحاضرا بقوة في أغلب المحافل الدولية، مشيرًا إلى أنَّ قمة المناخ المرتقبة في شرم الشيخ بمصر خلال نوفمبر المقبل، أكبر دليل على الجهد العالمي لما يجب القيام به من أجل الحد من انبعاثات الكربون المتزايدة.

وقال- على هامش انطلاق أعمال "مختبر إدارة الكربون"- إن الجهد مضاعف للوصول إلى الحياد الصفري، وإن الزيادة الكبيرة في أسعار الطاقة أدت إلى تراجع بعض الالتزامات المتعلقة بخفض الانبعاثات الكربونية، مشيرا إلى أنه شارك قبل أيام في ندوة بالعاصمة اليابانية طوكيو لتناول هذه القضية وأن رئيس منظمة الطاقة الدولية أكد أهمية تكامل الجهود بين مختلف الدول.

ونظمت أمس، وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040" أعمال المختبر، بإشراف من وزارة الطاقة والمعادن، وبالتعاون مع هيئة البيئة وهيئة الطيران المدني، وذلك في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض. وتستمر أعمال المختبر حتى 13 أكتوبر المقبل.

وتأتي إقامة هذا المختبر في إطار التحضير للدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ، الذي ستشارك فيه سلطنة عُمان في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية في نوفمبر المقبل.

ويُركز المختبر على 4 قطاعات رئيسية تضم قطاع الطاقة ويشمل الكهرباء والنفط والغاز، وقطاع الصناعة، وقطاع النقل، وقطاع المدن والمباني، وستقوم كافة الجهات ذات العلاقة بأعمال المختبر بتحديث الخطط والاستراتيجيات والسياسات وتحديد الأطر التنظيمية بناءً على المبادرات والمشاريع التي سيخرج بها المختبر، من خلال وضع المستهدفات وآلية القياس ومنهجية المتابعة للمبادرات والمشاريع التنفيذية المتوقعة، والتي من شأنها تحقيق الحياد الصفري بما يتماشى مع احتياجات ومتطلبات النمو في مختلف القطاعات.

وقال وزير الطاقة والمعادن إنَّ سلطنة عمان ليست في منأى عن هذه التغيرات في ظل ما تشهده من تغيرات مناخية أكثر من مرة السنة الواحدة، موضحًا أن التغيرات المناخية أصبحت واقعًا ملموسًا وليس حوارًا يدار عبر المنصات وحسب.

وأشار معاليه إلى أن هذا المختبر يسعى لوضع خارطة طريق وطنية للحد من الانبعاثات الكربونية، وأن الإنفاق على هذا المشروع "ضخم جدًا" ويهدف إلى معرفة القطاعات الأكثر تأثيرًا، ووضع خطط  للحيلولة دون زيادة هذه الانبعاثات، معربًا عن أمله في الوصول إلى النتائج المرجوة من خلال وضع طموحات قابلة للتحقيق.

من جهتها، قالت فايزة الحارثية مشرفة الطاقة ودعم أولوية البيئة والموارد الطبيعية في وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عمان 2040"، إن المختبر يهدف إلى وضع استراتيجية وطنية شاملة وخطة تنفيذية موحدة للحياد الصفري، وذلك بما يتماشى مع مستهدفات التنمية في مختلف القطاعات، ويدعم تحقيق التوجه الاستراتيجي لأولوية البيئة والموارد الطبيعية في رؤية "عُمان 2040"، والذي يتمثل في إيجاد نظم إيكولوجية فعالة ومتزنة ومرنة لحماية البيئة واستدامة مواردها الطبيعية دعمًا للاقتصاد الوطني.

واستعرضت الحارثية عددًا من التحديات التي تواجه السلطنة؛ منها: تعدد القوانين والتشريعات، وتعدد الجهات ذات العلاقة وتوزع المسؤوليات، وعدم وجود خطة أو استراتيجية متكاملة معنية بالحياد الصفري، ودقة البيانات بالحياد الصفري وآلية جمعها، ونقص الحوافز في بعض القطاعات، إضافة إلى غياب حوكمة واضحة للحياد الصفري. وتابعت أنه من المهم تعزيز ترتيب السلطنة في المؤشرات العالمية وتحقيق المتطلبات والالتزام الدولية، وكذلك تعزيز القدرة التنافسية في مجال الاستثمار في ظل التوجه العالمي إلى الاقتصاد الأخضر.

وأكدت الحارثية أن هناك مؤشرات تدل على أن مؤشر الأداء البيئي لا يتماشى مع طموح السلطنة حسب أولويات ومؤشرات الرؤية المستقبلية؛ حيث إنه حسب آخر تقرير صدر من "جامعة يِل" فإن ترتيب السلطنة كان 149 من أصل 180 دولة في الرتبة 30.7، بعد أن كانت في المرتبة 110 في عام 2020.

وأشار سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة رئيس الفريق الوطني المركزي لمختبر إدارة الكربون، إلى أن الدول بدأت في إلزام نفسها بخططٍ تحد من الانبعاثات وصولًا إلى الحياد الصفري، وأن سلطنة عمان من الدول الرائدة والسباقة في الاهتمام بالبيئة ومفرداتها الطبيعية، مذيفا: "لذلك أتت القناعة الوطنية بتدشين هذا المختبر ووضع خطة وطنية للوصول إلى مرحلة الحياد الصفري خلال عقدين أو ثلاثة عقود، وفقًا لما يقرره المشتغلين في المختبر".

وأكد العمري أنَّ هذا المختبر من المؤمل أن ينتج عنه مجموعة كبيرة من المشروعات والمبادرات والبرامج التي تستدعي استثمارات محلية وأجنبية، وهي مرحلة جديدة مقبل عليها العالم للاستثمار في خفض الانبعاثات، بهدف إعادة الكوكب إلى "حالة التوازن". وذكر أن هذه المبادرات ستتركز في توظيف التقنيات الحديثة لخفض الانبعاثات وإعادة تدوير الغازات الدفيئة وفي مقدمتها ثاني أكسيد الكربون، واستخدام بعض التجهيزات الجديدة التي تمكِّن من خفض الانبعاثات الضارة، وكذلك التركيز على الطاقة الخضراء.

تعليق عبر الفيس بوك