◄ المحروقية تشيد باهتمام شرطة عمان السلطانية ببناء استراتيجية علمية لتطوير العمل الأمني
◄ العقيد صالح الخنجري: الشرطة تعمل وفق استراتيجية للاستثمار الأمثل للموارد البشرية
◄ العميد سالم العلوي: البحث العلمي مرتكز أساسي في رؤية ورسالة "الأكاديمية"
◄ الشرطة توقع برنامج تعاون مع المستودع البحثي العماني "شعاع"
◄ المؤتمر يهدف لتحليل الأبعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للقضايا الأمنية
◄ اعتماد 14 بحثًا من بين 57 مشروعًا بحثيًا بعد المراجعة والتقييم
◄ جهود حثيثة لاستقطاب وتأھیل الكوادر البشریة المتخصصة في مكافحة الجريمة
◄ تطوير الوسائل والأدوات لمكافحة الجریمة باستخدام التقنیات الحدیثة
نزوى- مريم البادية
افتتحت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبحضور معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك، المؤتمر العلمي لأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة "خمسون عامًا إنجازات وطموحات"؛ وذلك بمقر الأكاديمية في ولاية نزوى.
وقالت معالي الدكتورة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إن هذا المؤتمر يعد علامة فارقة في المواضيع المتعلقة بالأمن السيبراني والأمن القومي، وكيف يمكن للبحث العلمي والابتكار وبناء القدرات في الأكاديمية ومؤسسات التربية والتعليم والتعليم العالي المساهمة في الحد من الجرائم الإلكترونية؛ مما يؤدي إلى التأثير على الأمن واستقرار المجتمع. وأشادت معاليها بتنوع وثراء الأوراق العلمية المطروحة في المؤتمر، من مؤسسات مختلفة، معربة عن تطلعها إلى أن تسهم هذه البحوث في تحديد الظواهر التي تؤثر على المجتمع ومعرفة الوسائل التي تساعد على الحد منها. وحول مسار التعليم في شرطة عمان السلطانية، أبدت المحروقية إعجابها بمدى اهتمام الشرطة بالبحث العلمي والابتكار؛ حيث توليه عناية فائقة وتملك مراكز بحثية متخصصة في هذا الشأن، كما تسعى لبناء استراتيجية في البحث العلمي والابتكار في مجال العمل الشرطي والأمن.
التعاون العلمي
وأشارت معاليها إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار تعكف على إعداد برنامج تثقيفي، يمكن تضمين جزئية الأمن فيه، مؤكدة أن الوزارة ستحرص على التعاون مع الأكاديمية في هذا المجال. وأشادت معاليها بجميع الدراسات التي قُدمت في المؤتمر، والتي عكست وعي الباحثين بالمواضيع والظواهر التي اعترت المجتمع في الفترة الأخيرة على إثر التقدم التقني، علاوة على وعيهم بأهداف رؤية "عمان 2040"، وكيفية تطبيقها، وآليات وضع الاستراتيجيات بناءً على هذه الرؤية.
وانطلقت أعمال المؤتمر بكلمة ترحيبية؛ قدمها العقيد صالح بن سالم الخنجري مدير العلاقات والإعلام الأمني بشرطة عمان السلطانية أشار فيها إلى الدعم السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى- حفظه الله ورعاه- للنهوض بالتعليم والبحث العلمي والابتكار. وقال إنه انطلاقا من هذه الرؤية الحكيمة، حرصت شرطة عمان السلطانية على العمل وفق استراتيجية تستند إلى الاستثمار الأمثل للموارد البشرية وتوظيف التقنيات الحديثة للتعامل مع التحديات الأمنية المختلفة. وأكد العقيد صالح الخنجري الدور المهم الذي تؤديه أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة في تأصيل ودعم البحث العلمي كمنهج أساسي في برامجها التدريبية والتأهيلية، إضافة إلى دراسة وتحليل الأبعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لمختلف القضايا الأمنية. وسلط الخنجري الضوء على التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي؛ نظرًا لسهولة استخدامها وسرعة انتشارها، مشيرا إلى أن شرطة عمان السلطانية استفادت من برامج الإعلام الجديد في تحقيق أهدافها، وتوظيف التقنية في الخدمات التي تقدمها وكذلك في محاربة الجرائم الإلكترونية عبر استقطاب وتأھیل الكوادر البشریة المتخصصة، وتطویر الوسائل والأدوات لمكافحة الجریمة باستخدام التقنیات الحدیثة ومواجھتھا بأنجع السبل وأفضل الممارسات.
وفي ختام كلمته، أكد العقيد مدير العلاقات والإعلام الأمني أن هذا المؤتمر العلمي يمثل فرصة حقیقیة لمناقشة التحدیات الأمنية الراهنة واستعراض التجارب الناجحة وتلمُّس بوادر تعزیزھا واستثمارھا بالشكل الذي یضمن لنا التقدم خطوة في سباق المواجھة، راجيًا التوفيق والنجاح للمؤتمر ومتمنياً للمشاركين الاستفادة والخروج بتوصيات علمية يمكن البناء عليها مُستقبلًا.
منظومة بحثية متكاملة
وألقى العميد سالم بن راشد العلوي قائد أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة رئيس اللجنة الرئيسية للمؤتمر كلمة قال فيها: يأتي المؤتمر العلمي لأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة تجسيدا للاهتمام الكبير الذي توليه شرطة عمان السلطانية ممثلة في أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة بالبحث العلمي والتطوير، الذي يمثل أحد المرتكزات الأساسية في رؤية الأكاديمية ورسالتها، ولذلك تم التأسيس لمنظومة متكاملة لدعم البحث العلمي وتشجيعه، عن طريق إيجاد السياسات والإجراءات التنظيمية، وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة على البحث والإبداع، كما تم مطلع هذا العام إطلاق مسابقة شرطة عمان السلطانية للبحوث الأمنية، تحت عنوان "التحديات الأمنية والاجتماعية لوسائل التواصل الاجتماعي في سلطنة عمان وسبل مواجهتها".
وأضاف أن حصول أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة- كجهة اعتبارية- وعدد من الباحثين بالأكاديمية على جوائز المراكز الأولى في عدد من المسابقات محليًا وخليجيًا وعربيًا، نتاج لهذا الاهتمام الكبير بالبحث العلمي تماشيًا مع رؤية "عُمان 2040".
وأشار العلوي إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي ضمن الأنشطة البحثية للأكاديمية، لتسليط الضوء على مسيرة شرطة عمان السلطانية (تاريخًا وتطورًا واستشرافًا للمستقبل)، من أجل رصد التطورات، والتحولات الاقتصادية، والاجتماعية، والتقنية محليا وعالميا، وأبعادها الأمنية، مُعربًا عن أمله في أن يخرج المؤتمر بالعديد من التوصيات التي من شأنها أن تُسهم في الارتقاء بمستوى العمل الشرطي، وتجويد الإنتاج؛ بما يساعد على تعزيز الأمن، والاستقرار، والازدهار في ربوع هذا الوطن العزيز. وفي ختام كلمته توجه العميد سالم العلوي بالشكر والتقدير إلى القيادة العامة للشرطة وعلى رأسها معالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك على الدعم الكبير في تنظيم هذا المؤتمر، إضافة إلى أعضاء اللجنة الرئيسية للمؤتمر وتشكيلات الشرطة المشاركة واللجان الفرعية والباحثين والمحكمين وكل من أسهم في إنجاح العمل.
معايير الجودة
وقدَّم الدكتور جاسم محمد الشيخ جابر الملجاوي خبير ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي والقائم بأعمال عميد كلية الشرطة رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، كلمة اللجنة العلمية، أوضح فيها استراتيجية عمل اللجنة في التحضير للمؤتمر والمتمثلة في تجسيد رؤية الأكاديمية ورسالتها في مجال البحث العلمي وتوفير البيئة التي تشجع على الإنتاج العلمي وتوسيع قاعدة المشاركة في الأنشطة البحثية، وتحقيق مضامين المؤتمر وموضوعاته ومحاوره، وتأكيد جودة البحث وضمان معايير الأصالة والأمانة العلمية.
وتطرق الملجاوي إلى موضوعات أوراق العمل حول مسيرة شرطة عمان السلطانية على مدى خمسين عاما وما قدمته من إنجاز لخدمة البلد مستعرضة التحديات والآفاق المستقبلية، وتنوعت هذه الموضوعات لتشمل التعليم والتدريب في شرطة عمان السلطانية ومدى إسهامه في إعداد رجال الشرطة والتطورات التي حدثت خلال الخمسين عاما الماضية من عمر النهضة، والأمن العام والتطورات التي حصلت خلال مدة خمسين عاما والتحديات والطموحات، إضافة إلى التطور التشريعي في شرطة عمان السلطانية ومدى إسهامه في ضمان جودة العمل الأمني والخدمات التي قدمها شرطة عمان السلطانية ودور التشريعات في تحقيق رؤية "عمان 2040"، إلى جانب تقنية المعلومات ودورها في تطور الخدمات على مدى الخمسين عاما الماضية، وكذلك منظومة الاتصالات ومدى إسهامها في تطور الخدمات التي تقدمها شرطة عمان السلطانية.
وفيما يتعلق بالبحوث العلمية، أوضح الملجاوي أن اللجنة العلمية تسلمت 57 مشروعًا بحثيًا، اعتُمد منها 14 بحثا بعد المراجعة والتقييم. وأضاف أن جلسات المؤتمر وزعت على 6 جلسات، جلستين لأوراق عمل تشكيلات شرطة عمان السلطانية، و4 جلسات للبحوث، كما قدمت ثمانية بحوث بمشاركة باحثين من جامعة السلطان قابوس وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية وجامعة الشرقية والبحرية السلطانية العمانية وكلية الزهراء.
ويناقش المؤتمر- على مدار يومين- 19 ورقة عمل بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين في ثلاثة محاور أساسية؛ يتناول الأول مسيرة شرطة عمان السلطانية خلال خمسين عاماً، في حين يتطرق المحور الثاني إلى الأبعاد الأمنية والقانونية للمتغيرات التقنية والاقتصادية والاجتماعية. ويسلط المحور الثالث الضوء على الآفاق المستقبلية للتعليم والتدريب والتأهيل الشُرطي. ويهدف المؤتمر إلى استعراض مسيرة التقدم والتطور الذي شهدته شرطة عمان السلطانية في مختلف المجالات وتسليط الضوء على أحدث التقنيات والأساليب العلمية والعملية والتدريبية المستخدمة في إعداد وتأهيل رجل الشرطة، إضافة إلى تقييم التحديات التي تواجه مسيرة الأمن والتنمية، والوقوف على القوانين وبيان الدور التشريعي المعزز للأداء الشرطي في كافة المجالات والخدمات.
واستعرض المؤتمر خلال يومه الأول 13 ورقة ناقشت موضوعات متنوعة منها التعليم والتدريب في شرطة عمان السلطانية، والتطورات في الأمن العام والجوانب التشريعية في شرطة عمان السلطانية، إضافة إلى الأبعاد القانونية للجرائم الاقتصادية والمخاطر الأمنية والاجتماعية لشبكات التواصل الاجتماعي، ودور تقنية المعلومات والاتصالات في تطوير الخدمات التي تقدمها شرطة عمان السلطانية.
على هامش المؤتمر العلمي لأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة وقعت شرطة عمان السلطانية ممثلة في أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار برنامج تعاون، وذلك بهدف تزويد المستودع البحثي العُماني "شعاع" بالدراسات العلمية المنشورة في مجلة الأمانة والكتب المتنوعة والتقارير والمواد السمعية والبصرية.
